قبل سنوات قليلة نُشرت نتائج دراسة أجريت في البرازيل عن فوائد الضحك على صحة القلب، خلصت إلى أن الضحك يؤدي إلى تمدّد أنسجة القلب، وزيادة تدفق الأوكسجين حول الجسم، وأن العلاج بالضحك يقلّل خطر الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية. نحن نشأنا على مقولة «اضحك تضحك الدنيا معك»، ومثلها توجد مقولة شعبية قديمة في ثقافات أخرى تقول: «الضحك هو خير دواء»؛ وهي كما نرى أقوال تحثنا على التفاؤل، وبثّ الطاقة الإيجابية في نفوسنا.
للأمر إذن، بُعده الطبّي أيضاً. حيث يقول دعاة الضحك من الخبراء إن هذا الضحك، سواء كان قهقهة أو مجرد ابتسامة خجولة، لا يساهم في إدخال السعادة في القلب فقط، بل من الممكن أن يساعد على تخفيف الألم أيضاً، ويقولون أيضاً إن الضحك لمدة دقيقتين في اليوم له نفس تأثير 20 دقيقة من ممارسة الرياضة، فالضحك الحقيقي يساعد على تنشيط 80 عضلة في الجسم.
قابلية أو استعداد الناس للضحك متفاوتة. هناك من يُعرفون بضحكاتهم المدويّة، والبعض يبلغ به الضحك حدّ أن الدموع تخرج من عينيه، هي نفسها تلك التي تعرف بدموع الفرح، وفي المقابل فإن هناك آخرين قليلو الضحك، بخاصة أولئك ذوي الطبع الخجول، الذين حتى في حال البهجة أو الفرح، قد يكتفون بالتعبير عن مشاعرهم بابتسامات دالّة، وقد تشي عيونهم وملامح وجوههم بالفرح، أكثر مما يفعله صوت الضحك المدوّي.
وبإيجاز، يمكن القول إنه حتى في حال أخذنا بالقول: أضحك تضحك الدنيا لك، بمعناه الحرفي المباشر، فإن الضحك لا يأتينا ساعة نرغب، ولا بد أن تنشأ لهذا الضحك بواعث أو محفزات، لكن سنعرف أن هناك مدارس في «افتعال» الضحك. نعم افتعاله!، وليس انتظار أن تنشأ أسباب له.
هذا ما سعت إليه مدرسة أسسها في عام 1995 الطبيب الهندي مادان كاتاريا، تندرج في إطار رياضة «اليوغا»، بل إنه اختار لها اسم «يوغا الضحك»، تنطلق من اعتقاد بأن الضحك المفتعل بإمكانه أن يوفر الفوائد الصحية للضحك العفوي نفسها.
الطبيب الهندي نفسه، أسّس أول نادٍ للضحك، وفي العالم اليوم أصبح هناك أكثر من ستة آلاف نادٍ مشابه للضحك، لتنشأ، كنتيجة لذلك، «الحركة الدولية للضحك»، كما أن هذا الطبيب هو نفسه من دعا في عام 1998 إلى «يوم عالمي للضحك»، اختار له الأول من مايو/ أيار من كل عام، علماً بأن هذا اليوم بالذات، يصادف اليوم العالمي للعمال الذي يحتفى به على نطاق واسع.
وتقوم فكرة «اليوم العالمي للضحك» على تخصيص ثلاث دقائق للضحك والقهقهة، اعتباراً من الساعة الثانية ظهراً بتوقيت وسط أوروبا، كما يشهد هذا اليوم حفلات موسيقية راقصة في الهواء الطلق لإشاعة جوٍّ من البهجة والفرح في النفوس.