عند الحديث عن ألم المثانة عند النساء، فغالباً ما ترِد العدوى كسبب رئيسي. ولكن، هناك أمراض أخرى يمكن أن تصيبك، وتسبب لك آلاماً في المثانة، لذا يجب أن تعرفي علاماتها.
يمكن أن يشير ألم المثانة إلى أيّ شيء، بدءاً من العدوى البسيطة، وحتى حالة صحية خطرة، مثل السرطان. قد تراوح الأعراض بين عدم الراحة في منطقة أسفل البطن، إلى الشعور بالحرقة عند التبول.
والخبر السّار هو أن سرطان المثانة أمر نادر الحدوث، بخاصة عند النساء. ففي الولايات المتحدة الأمريكية، من بين أكثر من 82 ألف أمريكي تم تشخيص إصابتهم بسرطان المثانة في عام 2023، تقدر جمعية السرطان الأمريكية أن نحو ربعهم من النساء.
لكن هذا لا يعني أنه يمكنك تجاهل الألم، أو الضغط في الحوض، أو أسفل البطن، الذي قد يكون قادماً من المثانة. إذ من الممكن أن تكون الأعراض علامة على وجود مشكلة صحية خطرة.
كيف تعرفين أن ألم المثانة مثير للقلق؟
يقول الأطباء إنه ينبغي الانتباه إلى الأعراض الأخرى، خاصة إذا كان لديك دم في البول، مع ألم في المثانة، حيث يمكن أن يكون الألم في منطقة المثانة ناجماً عن آلام الحوض بسبب أحد أمراض النساء. كما يمكن أن تؤدي بعض مشكلات الجهاز الهضمي أيضاً إلى ألم في المثانة، أو حولها. لهذا السبب يجب أن تخضع المرأة للفحوصات والتشخيص عند شعورها بألم في المثانة.
4 من أهم أسباب ألم المثانة عند النساء:
1- التهاب المسالك البولية.. الأكثر شيوعاً عند النساء
تصيب التهابات المسالك البولية، والتي تسمى أحياناً التهابات المثانة، النساء أكثر من الرجال، والسبب هو خصائص جسم المرأة.
يكون مجرى البول الأنثوي أقرب إلى المناطق التي تحتوي على بكتيريا طبيعية، مثل فتحة الشرج، والجهاز التناسلي، كما أنه أقصر من مجرى البول لدى الرجل.
يعاني أكثر من نصف النساء التهاب المسالك البولية في مرحلة ما من حياتهن، ويمكن أن تتطور هذه العدوى في أيّ عمر. ويشير الأطباء إلى أن النساء الشابات يُصبن بمزيد من هذه الالتهابات مع بداية النشاط الجنسي، في حين أن النساء الأكبر سناً معرضات للإصابة بالتهابات المسالك البولية بعد انقطاع الطمث، عندما تنخفض مستويات هرمون الإستروجين. إذ يلعب هرمون الإستروجين دوراً في صحة المسالك البولية، وبعد انقطاع الطمث تترقق أنسجة الجهاز التناسلي، ما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
أما لدى النساء فوق سن 65 عاماً، فيكون معدل الإصابة بالتهاب المسالك البولية ضعف ما هو مسجل لدى الإناث بشكل عام، وفقاً لدراسة نشرت عام 2019 في مجلة طبية متخصصة. وأضاف البحث نفسه، أن معدل الذروة لعدوى المسالك البولية يحدث خلال سنوات النشاط الجنسي الأقصى، عادة بين سن 18 و 39 عاماً.
وعند النساء الشابات، يُعد ألم المثانة أحد الأعراض الشائعة لعدوى المسالك البولية، إلى جانب التبوّل المتكرر والمؤلم. ويمكن أن تختلف الأعراض لدى النساء الأكبر سناً، ولكنها تشمل عادة آلام العضلات، وآلام البطن، والتعب، والضعف.
وعلى الرغم من أن العدوى قد تختفي من دون علاج، إلا أن المضادات الحيوية يمكن أن تسرع الشفاء، وتزيل الأعراض غير المريحة بسرعة. كما أن زيادة شرب السوائل، والتبوّل بشكل متكرر، سيساعدان أيضاً على علاج العدوى.
2- التهاب المثانة الخلالي.. شكل حاد من متلازمة آلام المثانة
تعيش أكثر من 3 ملايين امرأة أمريكية مع آلام في الحوض، مرتبطة بالتهاب المثانة الخلالي، وهي حالة يصبح فيها جدار المثانة متهيجاً، وملتهباً، كما أن التهاب المثانة الخلالي هو شكل حاد من أشكال متلازمة آلام المثانة.
وقد يراوح الانزعاج الناتج عن التهاب المثانة الخلالي، الذي تشعر به المرأة في المثانة، بين الألم، إلى الألم الشديد. وتتميز الحالة بالحاجة الملحّة والمستمرة للتبوّل. ويبيّن الأطباء أن هذا الشعور قد يحدث ما يصل إلى 60 مرة في اليوم، بل حتى بعد التبوّل مباشرة. والدليل الآخر على أن التهاب المثانة الخلالي هو السبب، عندما يزداد ألم المثانة مع الحيض.
لا ينجم التهاب المثانة الخلالي عن عدوى في المسالك البولية، على الرغم من أن الأعراض قد تتفاقم إذا كنت مصابة بالتهاب المثانة الخلالي، وأصبت بالتهاب المسالك البولية. في حين أن السبب غير مفهوم لحد الآن، إلا أنه يبدو أن بعض الأحداث، أو العوامل تؤدي إلى اشتداد الأعراض، وتشمل التوتر، والتغيرات في النظام الغذائي، والحساسية، وتناول بعض الأدوية.. من بين أمور أخرى.
وعلى الرغم من عدم وجود علاج لهذه الحالة، فإن خيارات علاج التهاب المثانة الخلالي تشمل توسيع، وتمديد المثانة في إجراء يتضمن ملئها ببطء بالسوائل؛ وتناول الأدوية عن طريق الفم، والعلاج البدني، واستخدام جهاز تحفيز العصب الكهربائي لتخفيف الألم عن طريق إرسال نبضات خفيفة إلى الأعصاب الموجودة في أسفل الظهر. وفي الحالات الشديدة، بعد عدم نجاح العلاجات الأخرى، تكون الجراحة في بعض الأحيان خياراً.
3- تغيّرات في الجهاز التناسلي تسبب آلاماً في المثانة
يؤكد الأطباء أنه في بعض الأحيان قد يكون ألم المثانة لدى النساء ناجماً عن ترقّق جلد الجهاز التناسلي، وتسمى هذه الحالة بـ«ضمور المهبل»، وهي أكثر شيوعاً عندما يحرم انقطاع الطمث، أو في فترة ما حول انقطاع الطمث، الأنسجة المحيطة بالمهبل من هرمون الإستروجين. فعندما تنخفض مستويات هرمون الإستروجين، تتقلص أنسجة المهبل، وتصبح أرق.
لا يساعد تناول الإستروجين عن طريق الفم في علاج هذه الحالة، ولكن كريم الإستروجين المهبلي قد يخفف الأعراض. بعض هذه العلاجات لا تتوفر إلا بوصفة طبية، ولكن هناك خيارات أخرى متاحة من دون وصفة طبية، ولكن يجب أولاً التحدث إلى الطبيب من أجل تحديد المشكلة.
4- سرطان المثانة.. نادر ولكنه يهدّد الحياة
على الرغم من أن سرطان المثانة أمر نادر الحدوث، بخاصة عند النساء، إلا أن من المرجح أن يتم تشخيصه عند النساء عندما تكون الأورام أكثر تقدماً. كما أن النساء أكثر عرضة للوفاة بسبب سرطان المثانة، مقارنة بالرجال، وفقاً لبعض الدراسات. ومن الأعراض الأكثر شيوعاً هو وجود دم في البول. كما يمكن أن تعاني بعض النساء إحساساً مؤلماً، وحرقة عند التبول.
تشمل علاجات سرطان المثانة الجراحة، والعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، والعلاج المناعي. ويحتاج معظم الأشخاص إلى عملية جراحية لإزالة الورم، أو الأورام. وفي الحالات الشديدة، تتم إزالة المثانة بأكملها، أو أجزاء منها.
لا تشخّصي نفسك.. دعي الطبيب يشخص المرض
من المهم أن نأخذ في الاعتبار ما إذا كانت الرحم، والأعضاء الأخرى في الجهاز التناسلي للمرأة، يمكن أن تكون سبب آلام المثانة، لأنها قريبة من المثانة. فالخلل الوظيفي في قاع الحوض، مثل ضيق أو تشنجات عضلات الحوض، يحدث عادة مع آلام المثانة، وقد يؤدي إلى تفاقم هذه الآلام. قد لا تتمكن المرأة المصابة بهذه الحالة أيضاً من الاسترخاء، وتنسيق هذه العضلات بشكل صحيح كي تتحرك الأمعاء بآلية مناسبة وصحية، لذلك تشمل الأعراض الإمساك، والجهد للتبرّز، وتسرّب البول أو البراز، والحاجة المتكرّرة للتبول.
يمكن أن يحدث ألم الحوض أيضاً بسبب التهاب بطانة الرحم، أو التهاب الحوض، أو تكيّس المبيض. إضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون مصدر ألم الحوض أحياناً مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل أمراض الأمعاء الالتهابية، على غرار مرض كرون، أو التهاب القولون التقرحي.
وإذا لم تكن أي من هذه الحالات موجودة، وكانت المرأة تعاني آلاماً مستمرة في المثانة، فغالباً ما سيتم علاجها من متلازمة آلام المثانة، والتي تشير إلى وجود حالات مؤلمة في المثانة، بعد استبعاد الأسباب الأخرى، مثل التهاب المسالك البولية والسرطان.
خلاصة القول، يجب على المرأة أن تنتبه إلى ما يلي:
لا تشخّصي نفسك عند شعورك بألم في المثانة، بل يجب التوجه إلى الطبيب المختص لمعرفة التشخيص الدقيق، وعلاجك، ومساعدتك على استعادة الراحة.