ثوب جديد.. سترة جديدة.. عباءة جديدة.. كلُّ جديد جميل ومُبهج.. نحن نفرح عندما نشتري الملابس الجديدة التي تتناسب مع أذواقنا، وتحقق رغباتنا، لأجل ذلك قد نسارع إلى ارتدائها مباشرة بعد شرائها، سواء عبر الإنترنت، أو من المحال التجارية، خصوصاً إذا كنا نشتريها متعجّلين لحضور مناسبة، أو للقيام بزيارة.
وغالباً، لا يفكّر من يسارع إلى ارتداء الملابس الجديدة، في أنه يجب عليه غسلها قبل تركها ترتاح على جسمه، وتتألق! أو قد يفكّر في أن غسلها قبل ارتدائها للمرة الأولى يفقدها رونقها، ويجعلها تبدو كأنها مستعملة. ولكن، لو عرفنا أن الملابس الجديدة التي نفرح بها قد تكون ألدَّ أعداء صحتنا، إن لم نغسلها قبل ارتدائها، فإننا سنفكر في الأمر ألف مرة قبل وضعها على أجسامنا.
مخاطر كثيرة
قبل ارتداء الملابس الجديدة يجب غسلها لأسباب عدة، أولها يتعلق بموضوع النظافة، ثم احتمال احتوائها على مواد تهيّج الجلد، وتهدّد الصحة. هذا ما يقوله أطباء الجلد الذين يؤكدون أن الثوب الجديد ليس بالضرورة ثوباً نظيفاً، وأن الاكتفاء بنزع الملصق الشرائي عنه ليس فكرة جيدة!
وعلينا ألا ننسى قبل شرائنا لأي لباس جديد، أن العديد من الأشخاص قبلنا قد جرّبوه، ولمسته أيديهم آلاف المرات، خصوصاً إذا كان معروضاً في محال الموضة السريعة. ومن ناحية أخرى، لا أحد يعلم كيف تم تخزين تلك الملابس، وفي أي أماكن لحين عرضها على المتسوّقين.
أطباء الأمراض الجلدية يحذّرون
الثوب الجديد متّسخ، وغير نظيف على الإطلاق، فلا يغرنّك مظهره المكوي والمرتّب، ولونه الزاهي، وقد يحمل نسيجه الجميل جراثيم كثيرة عددها يفوق التصور، فالأمر يبدو كأنك تلصق عدداً من المناديل المستعملة على جسمك!
ليس في الأمر هذيان ومبالغة، ومن يغسل ملابسه الجديدة قبل ارتدائها لأول مرة ليس بالضرورة شخصاً مصاباً بالوسواس القهري، والأطباء لا يطالبوننا بارتداء ملابس جديدة معقمة ومغسولة بالديتول، أو غيره من المعقمات! ولكن غسل الملابس الجديدة، خصوصاً ملابس الأطفال، أو ملابس من كانت مناعتهم ضعيفة، وجلودهم معرضة للحساسية، والأكزيما على سبيل المثال، يُعد أمراً ضرورياً، وحتمياً.
ويوضح أطباء الأمراض الجلدية أن من يشكو جفاف الجلد قد يصاب بمشكلة بكتيرية، مثل القوباء، أو عدوى الجلد، أو التهاب الجريبات، وهي عدوى تؤثر في جذور الشعر، وتُسهم في ظهور بثور صغيرة تعالج عادة، بمراهم المضادات الحيوية.
من ناحية ثانية، قد لا يخطر في بالك أن الملابس الجديدة قد تحمل سموماً على شكل مواد كيميائية تستخدم أثناء التصنيع، والنقل، والحفظ، كيلا تتضرر. وقد تهيّج هذه المواد الجلد، أو تسبب حساسية مثل الإكزيما. فكيف إذا علمنا أن بعض هذه المواد قد يسبب خللاً في وظائف الغدّد الصمّاء، وبالتالي يؤثر سلبياً، في الهرمونات والخصوبة والتكاثر، وأن بعضها قد يكون مسرطِناً؟
أليس هذا التوضيح كافياً ليجعلك تسارع إلى وضع الملابس الجديدة في الغسالة قبل وضعها على جسمك؟
ماذا عن الطفيليات؟
بالنسبة إلى الكائنات الصغيرة، مثل عثّ الجرب، التي قد تستوطن نسيج الملابس الجديدة التي تُقاس، وتُلمس ألف مرة ومرة، حتى تغدو كأنها ملابس مستعملة، فهي تنتقل غالباً، عبر ملامسة الجلد للجلد لفترة طويلة، وإن وجدت، والطفيليات الأخرى، على الملابس فإنها تزول بعد ثلاثة أيام، لعدم وجود بيئة خصبة تساعدها على الاستمرار في البقاء. لذا ينصح أطباء الجلد بترك الملابس ترتاح قليلاً ومن ثم غسلها ليطمئن بالنا.