18 يوليو 2024

هل إبنك يأكل الطين والطباشير والورق؟.. إنه مصاب بـ "بيكا"

محررة ومترجمة متعاونة

هل إبنك يأكل الطين والطباشير والورق؟.. إنه مصاب بـ

بيكا هي حالة صحية ذهنية، حيث يبتلع الشخص بشكل قسري مواد لا تؤكل، وهي شائعة عند الأطفال بشكل خاص وفي ظروف معينة. على الرغم من أنها غير ضارة غالبا، إلا أن ابتلاع بعض العناصر قد يجعل هذه الحالة خطيرة للغاية.

ما هي حالة "بيكا"؟

"بيكا" هي اضطراب في الأكل، حيث يأكل الشخص بشكل قهري أشياء ليست طعاما وليس لها أي قيمة أو غرض غذائي.

بناء على عمر الشخص وسبب فعله هذا، يمكن أن تكون الحالة طبيعية ومتوقعة وغير ضارة. ولكن في المقابل، يمكن أن تسبب مشاكل كبيرة إذا تناول الشخص المصاب بهذه الحالة شيئًا ساما أو خطيرا.

يعود أصل تسمية "بيكا" إلى نوع من الطيور، وهو العقعق الأوراسي (الاسم اللاتيني الرسمي لهذا النوع هو بيكا بيكا)، الذي يتمتع بسمعة واسعة في أكل الأشياء غير العادية.

من الذي يصاب بـ"بيكا"؟

يمكن أن تحدث هذه الحالة لأي شخص وفي أي عمر، ولكنها تميل إلى الحدوث في ثلاث فئات محددة من الأشخاص:

  • الأطفال الصغار، وخاصة من هم أقل من 6 سنوات.
  • النساء الحوامل
  • الأشخاص الذين يعانون من بعض المشاكل العقلية، وخاصةً اضطراب طيف التوحد أو الإعاقات الذهنية أو الفصام.

ما مدى شيوع حالة "بيكا"؟

يقال أن "بيكا" حالة شائعة نسبيا، لكن الخبراء ليسوا متأكدين تماما من مدى شيوعها. ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الدراسات البحثية لا تستخدم في كثير من الأحيان نفس التعريف لهذه الحالة.

ومن الشائع أيضا أن لا يعرف الأطباء ومقدمو الرعاية الطبية الآخرين عن هذه الحالة تماما، لأنها تحدث ولا يخبر الناس طبيبهم عن ذلك أو لا يبلغون عن علامات ذلك لدى أطفالهم. وهناك سبب آخر وهو أن الرضع والأطفال الصغار غالبا ما يضعون الأشياء في أفواههم، وهو جزء من نموهم الطبيعي.

المهم أنه عادة ما تختفي حالة "بيكا" لوحدها وبسرعة كبيرة.

كيف تؤثر حالة "بيكا" على جسم المصاب بها؟

بما أن حالة "بيكا" قهرية، فإن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة يجدون صعوبة بالغة في التحكم في الرغبة من تلقاء أنفسهم.

يمكن أن يكون للـ"بيكا" مجموعة واسعة من التأثيرات بناء على المواد غير الغذائية التي يتناولها الشخص. بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون أشياء مثل الثلج، وهو سلوك شائع لدى المرأة الحامل، فإن "بيكا" هنا غير ضارة.

ولكن بالنسبة لآخرين، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تناول مواد خطرة أو سامة.

بحسب طبيعة وماهية ما يأكله المصاب، يمكن أن تلحق الضرر بالأسنان، ويمكن أن تؤدي أيضا إلى مشاكل خطيرة حتى عند تناول أشياء غير سامة. ومن الأمثلة على ذلك، عندما يأكل الأشخاص الشعر، والذي يمكن أن يعلق في الجهاز الهضمي، مما يسبب انسدادا أو تمزقا أو أضرارا أخرى.

يمكن للطفيليات التي تعيش في التربة أيضا أن تصيب الأشخاص الذين يأكلون التراب أو الطين بالمرض. يمكن أن يصاب الأشخاص أيضا بالأمراض نتيجة تناول البراز، خاصة براز الحيوانات الأليفة الذي قد يحتوي على طفيليات أو جراثيم أخرى.

ما هي علامات وأعراض "بيكا"؟

يتوق الأشخاص المصابون بالـ"بيكا" إلى تناول المواد غير الغذائية مثل:

  • التراب
  • الفخار
  • الصخور
  • الورق
  • الجليد
  • أقلام التلوين
  • الشعر
  • رقائق الطلاء
  • الطباشير
  • البراز

يمكن أن تحدث مشاكل صحية عند الأطفال المصابين بالـ"بيكا"، بحسب ما يأكلونه.. تشمل:

  • فقر الدم بسبب نقص الحديد
  • التسمم بالرصاص، نتيجة تناول الأوساخ أو رقائق الطلاء التي تحتوي على الرصاص
  • الإمساك أو الإسهال، بسبب تناول أشياء لا يستطيع الجسم هضمها (مثل الشعر)
  • الالتهابات المعوية، نتيجة تناول التربة أو البراز الذي يحتوي على طفيليات أو ديدان
  • انسداد الأمعاء، نتيجة تناول الأشياء التي تسد الأمعاء
  • إصابات الفم أو الأسنان

هل إبنك يأكل الطين والطباشير والورق؟.. إنه مصاب بـ

ما هي أسباب حالة "بيكا"؟

لا يعرف الأطباء بالضبط ما الذي يسبب حالة "بيكا"، ولكنها أكثر شيوعا عند الأشخاص الذين يعانون من:

  1. مشاكل النمو: مثل التوحد أو الإعاقات الذهنية.
  2. مشاكل الصحة العقلية: مثل اضطراب الوسواس القهري أو الفصام.
  3. سوء التغذية أو الجوع: إذ قد تساعد المواد غير الغذائية على إعطاء الشعور بالامتلاء، لأن انخفاض مستويات العناصر الغذائية مثل الحديد أو الزنك إلى إثارة الرغبة الشديدة في تناول الطعام.
  4. التوتر: غالبا ما تظهر حالة الوهن عند الأطفال الذين يعيشون في حالة فقر، أو عند أولئك الذين تعرضوا للإيذاء أو الإهمال.
  5. الطفولة: تحدث معظم حالات البيكا عند الأطفال الصغار والنساء الحوامل. من الطبيعي أن يقوم الأطفال حتى عمر السنتين بوضع الأشياء في أفواههم. لذا، لا يُعتبر هذا السلوك عادةً اضطرابا إلا إذا كان عمر الطفل أكبر من عامين.

عادة ما تتحسن حالة "بيكا" مع تقدم الأطفال في السن. ولكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل تتعلق بالنمو أو الصحة العقلية، فمن الممكن أن تظل هذه المشكلة حتى وقت لاحق من حياتهم.

كيف يتم تشخيص "بيكا"؟

قد يشخص الأطباء إصابة الطفل بـ"بيكا" إذا تناول مواد غير غذائية، و:

  • ظل يقوم بذلك لمدة شهر واحد على الأقل.
  • كان سلوكه غير طبيعي بالنسبة لعمره أو مرحلة نموه.
  • أن يكون لديه عوامل خطر الإصابة بـ"بيكا"، مثل الإعاقة في النمو.

قد يقوم الأطباء أيضا بما يلي:

  • التحقق من فقر الدم أو مشاكل التغذية الأخرى.
  • اختبار قياس مستويات الرصاص في الدم.
  • اختبارات البراز للتحقق من وجود طفيليات.
  • طلب فحص بالأشعة السينية أو اختبارات التصوير الأخرى لمعرفة ما أكله الطفل أو للبحث عن مشاكل في الأمعاء، مثل الانسداد.

كيف يتم علاج "بيكا"؟

يمكن للأطباء مساعدة الآباء على إدارة وإيقاف السلوكيات المرتبطة بـ"بيكا". على سبيل المثال، يمكنهم العمل مع أولياء الأمور على طرق لمنع الأطفال من الحصول على الأشياء غير الغذائية التي يأكلونها. قد يوصون بوضع أقفال مانعة للأطفال ورفوف عالية لإبقاء مثل هذه العناصر بعيدة عن متناول اليد.

ولكن يحتاج بعض الأطفال المصابين إلى مساعدة من طبيب نفساني أو غيره من متخصصي الصحة العقلية. إذا لم تنجح هذه العلاجات، يمكن للأطباء أيضا وصف الأدوية.