23 يوليو 2024

لماذا نحبّ البطاطس المقليّة أكثر من اللوبياء الخضراء؟

أستاذة وباحثة جامعية

لماذا نحبّ البطاطس المقليّة أكثر من اللوبياء الخضراء؟

تخيّلوا طبقاً تستلذون بتناوله، حاولوا أن تنسوا ولو للحظة أي اعتبار متصل بالصحة أو بالوزن؛ لتراعوا معياراً وحيداً وهو: «ما الذي تريدون حقاً تناوله؟» كرّسوا دقيقة لتصوّره، أيّ صورة تتبادر إلى ذهنكم، أهي صورة طبق من البطاطس التي تلمع بزيوتها وملحها أم صورة سلطة لوبياء خضراء؟

ستكون الصورة الأولى على الأرجح؛ لشدّة الميل إلى الاعتقاد أن الطعام الصحيّ هو بالضرورة أقلّ جودة من حيث المذاق، لكن لماذا هذا الربط بين الصحيّ وغير اللذيذ؟ يبدو أنّنا نتعلمه من «بيئتنا الغذائيّة»، التي نتعرض لها، بحسب نتائج وصلت إليها سونيا كونز وزملاؤها من جامعة فيينا.

في هذه الدراسة، نظر المشاركون إلى مجموعة من صور لأطباق معيّنة، يرافقها في كل مرة تقييم لطعمها بحسب عدد النجوم وأقصاها خمس، إضافة إلى تقدير تأثيرها في الصحة، بقدر ما كانوا يرون أطباقاً قُدِّمت لهم على أنّها لذيذة الطعم وسيّئة من الناحية الغذائيّة، بقدر ما كانوا يميلون إلى التفكير أن هاتين الميزتين مترابطتان بشكل تلقائي.

هذا يعني أن التعرض الشديد لهذه الأطباق «اللذيذة السيئة»، كـ«الجانك فود» مثلاً، أو التعرض لتعليقات تشدّد على هذا الطابع في شبكات التواصل (كجمل تقول «لقد ضعفت أمام هذا الهمبرغر، لن أفكر بشراييني») هو ما يقودنا إلى التفكير أنه يستحيل الدمج بين الطبق المفيد صحيّاً واللذيذ في آن.

فكيف السبيل إلى إعادة الربط بين ما هو مفيد صحيّاً ولذيذ مذاقاً في ذهن المستهلك؟

يبدو، طبقاً لهذه النتائج، أنه لا يكفي أن نحضّر أطعمة سليمة ولذيذة أو أن نعلن عنها في حملات التواصل، طالما أن الإعلانات والمطاعم ومخازن السوبرماركت لا تقترح أطباقاً أكثر توازناً من «الجانك فود»، فإن طريقة إدراكنا لما نأكل ستظل بلا تغيير، بكلمات أخرى، إن بيئتنا الغذائيّة الشاملة هي التي ينبغي تعديلها.