كيف تتعرّف إلى العلامات التحذيريّة لاضطرابات الأكل؟ وما الذي يجب فعله؟
اضطراب الأكل، مصطلح يطلق على مجموعة واسعة من الحالات، بما في ذلك فقدان الشهيّة، والشرَه المرَضي، واضطراب الشراهة في الأكل. ولكن هناك نسبة أكبر بكثير من الأشخاص (5 إلى 20%)، الذين يعانون أعراضاً لا تلبّي المعايير الكاملة لنمط الأكل الإشكالي. فكيف نتعرف إلى هذا الاضطراب؟
على سبيل المثال، قد يتقيأ البعض أحياناً، ولكن ليس بالقدر الكافي للإشارة إلى الشرَه المرضي. ومثل اضطرابات الأكل الكاملة، يمكن أن تؤدي هذه الحالات، التي تقلّ عن الحد، إلى شعور الشخص بضيق شديد، ما يؤثر في صحته عموماً، ونوعية حياته اليومية.
وبغضّ النظر عن النوع، فإن اضطرابات الأكل تؤدي إلى مجموعة متنوعة من التحدّيات عندما يتعلق الأمر بالتشخيص، والعلاج. وغالباً ما يكون التعرف إلى المشكلة هو الخطوة الأولى الأصعب، والأكثر أهمية. وهنا، نستعرض معاً، بعض الأفكار الحيوية حول كيفية تحديد معاناة شخص ما اضطراب الأكل، وما يمكن فعله لمواجهة هذا التحدّي.
بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة عن اضطراب الأكل
أحد أكثر المفاهيم الخاطئة شيوعاً حول اضطراب الأكل، هو أنه مرض يصيب النساء الشابّات فقط. والحقيقة هي أن اضطراب الأكل يمكن أن يؤثر في أي جنس، أو عِرق، أو عمر. وفي الواقع، يشكل الرجال 25% من حالات اضطراب الأكل. ولأن الأطباء غالباً ما يتجاهلون هذا الاحتمال، فقد يواجه الرجال تأخيراً في العلاج، ويتم تسجيلهم في برامج علاجية عادة ما تركز على النساء.
هناك مفهوم خاطئ آخر، وهو أن الأفراد الذين يعانون نقص الوزن فقط، يمكن تشخيصهم باضطراب الأكل. والحقيقة هي أن الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم > 25 (لديهم وزن زائد)، أو مؤشر كتلة الجسم > 30 (لديهم سمنة)، يمكن أن يصابوا أيضاً باضطراب الأكل، وعواقبه الصحية، ونمط الحياة المرتبطة به. لذلك، يجب فحص جميع المرضى بحثاً عن اضطراب الأكل، وليس فقط أولئك الذين لديهم مؤشر كتلة جسم منخفض.
العلامات الجسدية والعاطفية لاضطراب الأكل
في ما يلي العلامات الجسدية الأكثر شيوعاً لاضطراب الأكل:
- تقلّبات كبيرة في الوزن
- شكاوى وألم في المعدة
- تغيّرات في عادات الأمعاء
- تغيّرات في انتظام الدورة الشهرية، بما في ذلك توقفها، أو غيابها
- الشعور بالدوار والضعف و/أو التعب
- الإغماء
- تغيّرات في الجلد والشعر (مثل الجفاف والتقصف)
- مشاكل الأسنان المرتبطة بالأحماض، بما في ذلك تسوّس الأسنان، وتآكل مينا الأسنان (بسبب الشرَه المرضي).
وتتضمن العلامات العاطفية لاضطراب الأكل ما يلي:
- الانشغال بالوزن، والطعام، والنظام الغذائي، والسعرات الحرارية، والكربوهيدرات، إلى الحد الذي يصبح فيه تناول الطعام وإدارة الوزن مصدر قلق أساسي، على حساب الأنشطة الأخرى.
- الانشغال بصورة الجسم وحجم الجسم/شكله، أو جزء معيّن من الجسم، و/أو الرقم الموجود على الميزان.
- الحد بشكل كبير من قائمة الأطعمة من خلال تقييد فئات كاملة من الطعام، والتفكير في عدد قليل جداً من الأطعمة الآمنة للأكل فقط.
- أداء طقوس طعام محددة.
- - الانسحاب من أنشطة الأكل الاجتماعية.
إذا لاحظت بعض العلامات التحذيرية لديك، أو لدى أحد أحبّائك، ففكّر في التوصيات التالية:
افعل شيئاً سريعاً
التدخّل المبكّر مرتبط بأفضل النتائج. بمجرد أن يصبح اضطراب الأكل راسخاً في حياة الشخص اليومية، يصبح من الصعب جداً معالجته. وفي الواقع، قد ينكر المريض أنه يسبب مشاكل على الإطلاق. وغالباً ما يرفض مرضى الشرَه المرضي، أو فقدان الشهية، الاعتراف بأنهم بحاجة إلى المساعدة.
لا تدع الخوف الشديد من زيادة الوزن يمنعك
يخشى معظم الأشخاص المصابين بفقدان الشهية من أن الحصول على العلاج يعني أنه يتعيّن عليهم البدء بتناول الطعام بشكل طبيعي، ما سيؤدي إلى زيادة الوزن، ومجموعة متنوعة من العواقب الرهيبة المتصوّرة من قبلهم. ويشير الخبراء إلى أن الدماغ الجائع غالباً ما يشجّع على إدامة هذا النوع من التفكير غير العقلاني.
لا تتجاهل المشكلة وتأمل أن تختفي
يعتبر اضطراب الأكل موضوعاً مخيفاً، ومزعجاً بالنسبة إلى معظم الناس، ولكن هذا لا ينبغي أن يجعلك تتجاهل الأعراض الخطرة باعتبارها مرحلة مؤقتة، وسوف تمر. هذه الاستراتيجية لا تنجح، ويمكن أن تؤخر العلاج الفعّال.
لا تستسلم
افعل كل ما بوسعك لتشجيع أي شخص يعاني اضطراب الأكل المحتمل على طلب المساعدة المهنية. وتابع المواعيد، وكذلك المعالم المرتبطة بالعلاج، والتعافي.
استراتيجيّات العلاج الفعّال لاضطراب الأكل
استشر الطبيب لإجراء تقييم، أو ليحيلك إلى أخصائي مناسب. هناك مجموعة متنوّعة من المتخصصين، بما في ذلك طبّ المراهقين، الذين تم تدريبهم بشكل خاص، لتشخيص وعلاج اضطراب الأكل. إنّ محاولة معالجته بمفردك غالباً ما تكون صعبة، وغير فعالة.
ومن الضروري الإشارة هنا إلى أن الحصول على دعم الأسرة منذ البداية، يأتي بنتائج أفضل للمرضى الذين يعانون اضطراب الأكل. توعتبر العلاجات القائمة على رعاية الأسرة الأكثر فاعلية في علاج المراهقين والشباب. ومع ذلك، فإن نظام الدعم هذا مفيد جداً للمرضى في أيّ عمر.
فهم الصورة الكبيرة على المدى الطويل
التشخيص والعلاج المبكّران يزيدان من فرص الحصول على نتائج إيجابية، على المدى الطويل. وفي ما يلي نظرة على الإحصاءات التي تكشف عن نتائج التعافي لثلاثة اضطرابات شائعة في الأكل:
- فقدان الشهيّة: بمجرد تطور فقدان الشهيّة، يتعافى حو نصف المرضى تماماً. ويستمر نحو 25% في المعاناة من الانتكاس والتعافي. وبالنسبة إلى 25% المتبقية من المرضى، يصبح فقدان الشهية حالة مزمنة. ومن بين جميع الاضطرابات النفسية، فإن فقدان الشهيّة لديه أعلى معدل وفيات في الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، حيث تحدث حالة وفاة واحدة من كل 5 حالات انتحار.
- اضطراب الشراهة في تناول الطعام: من بين جميع أنواع اضطرابات الأكل، فإن الشراهة في تناول الطعام لها أفضل النتائج على المدى الطويل. وفي الواقع، يحصل نحو 70% من المرضى على نتائج جيدة على المدى الطويل.
- الشرَه المرضي: عندما يتعلّق الأمر بالشره المرضي، يتعافى تماماً نحو نصف المرضى، بينما يعاني نحو 30% التعافي الجزئي، ويعاني نحو 10% من مرضى الشره المرضي نتائج سيّئة على المدى الطويل.
اقرأ أيضاً: لا تجربه!.. تحذيرات من النظام الغذائي طويل الأمد