دائماً ما يشار إلى شعر المرأة بأنه التاج الذي يزيّن رأسها، ما يدفع الكثيرات إلى العناية به، وتغذيته، لتعزيز صحته وجماله، ولكن هناك بعض النساء يعانين الصّلع في سِن متقدمة، الأمر الذي يرجعه البعض إلى أسباب تتعلق بالوراثة، بيد أن هناك أسباباً أخرى يمكن أن تؤدي إلى النتيجة نفسها.
تستعرض الدكتورة هناء قاسم ميرغني، أخصائية الأمراض الجلديّة والتجميل في عيادة آستر بالفجيرة، السبب الشائع لتساقط الشعر عند النساء «يُعد نقص التغذية عاملاً شائعاً يسهم في تساقط الشعر بين النساء، ما يستلزم اتّباع نظام غذائي غنيّ بالفيتامينات والمعادن، بخاصة الحديد، والزنك، وفيتامين «ب»، والبروتين، للحفاظ على صحة الشعر. ولكنه ليس السبب الأساسي في الصّلع عند النساء، بل هناك الجانب الوراثي، سواء كان من ناحية الأم، أو الأب، والذي يلعب دوراً أساسياً في تحديد نوع، وكثافة، وطول الشعر، ومدى التساقط، مع اختلاف حدّته من شخص إلى آخر، حسب عوامل البيئة، والتغذية، والطرق الصحيحة للعناية بالشعر».
أسباب ظهور الصلع عند النساء
ثمّة أسباب أخرى تؤدّي إلى الصلع عند النساء، توضحها د. هناء ميرغني «يحدث تساقط الشعر، وفقاً للأكاديمية الأمريكية لطب الجلد، نتيجة لعدد من الأسباب، إلى جانب تلك التي أشرنا إليها سلفاً، وهي:
اضطرابات الهرمونات: إذ تلعب دوراً أساسياً في تنظيم دورة نمو الشعر، حيث يسهم هرمون الأنوثة في الحفاظ عليه، عكس هرمون الذكورة الذي يقلّل من نموّ الشعر، ويزيد من تساقطه، وتكون هناك زيادة في هرمون الذكورة عند مريضات متلازمة تكيّس المبايض، ما يؤدّي إلى تساقط الشعر، ولذلك نلاحظ الصلع الوراثي أكثر عند الرجال من النساء.
أمراض الغدّة الدرقية: إذ تسبب التغيّرات التي تطرأ على نسب بعض الهرمونات في الجسم، مشكلات مؤقتة في نمو الشعر، وتساقطه، كما يمكن أن يتساقط بعد الولادة، وخلال فترة الرضاعة.
الضغوطات النفسية: يُعد التوتر، والضغط النفسي، أحد أسباب تساقط الشعر المفاجئ، أو البطيء، فهناك تساقط الشعر الكربي (Telogen effluvium)، حيث تتحوّل نسبة كبيرة من بصيلات الشعر من مرحلة النمو إلى مرحلة التساقط، ويُعد التوتر والقلق من أكثر الأسباب لهذه الحالة، نتيجة للتغيّرات والاضطرابات النفسية. وعادة ما تحدث عملية تساقط الشعر في جميع أنحاء فروة الرأس، ولا تقتصر على مناطق معيّنة، كما أنها لا تتسبب بظهور مناطق خالية تماماً من الشعر، كالتي تحدث عند الإصابة بالثعلبة، وهي حالة مؤقتة، ويمكن للشعر النمو من جديد بمجرد انتهاء السبب. كما يؤدي هوس نزع الشعر إلى تساقط الشعر أيضاً، إذ يشعر المريض برغبة، شديدة وملحّة، في القيام بنزع الشعر من فروة الرأس، أو الحاجبين، ويرجع السبب في ذلك إلى الضغوط النفسية الشديدة التي يتعرض لها المريض، ويجد في نزع الشعر وسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية التي يمر بها. وتؤدي الثعلبة البقعية إلى تساقط الشعر، والتي تحدث بسبب اضطراب في جهاز المناعة، والذي فسّره العلماء نتيجة للتوتر والاضطرابات النفسية، حيث يقوم جهازه المناعة بمهاجمة بصيلات الشعر في فروة الرأس، والحاجبين، والرموش، ما يؤدي إلى تدمير البصيلات، وفي بعض الحالات قد تؤدي الثعلبة البقعية إلى تساقط الشعر من الجسم، بشكل كامل.
تناول بعض العقاقير: تساقط الشعر بغزارة هو أحد الآثار الجانبية الشائعة للعديد من الأدوية، مثل العلاج الكيميائي، وعلاجات تجلّط الدم، وعلاج الريتينويد لحب الشباب، إضافة إلى حبوب منع الحمل.
حميات إنقاص الوزن: غير المدروس منها يؤدي إلى إحداث آثار سلبية في الشعر، ونموّه بشكل طبيعي، فغالباً ما ترتبط تلك الحميات بسوء التغذية والمؤدي بالتبعية لتساقط الشعر بكثرة.
الأمراض الجلدية: تؤدي بعض الأمراض الجلدية إلى الإصابة بتساقط الشعر كأحد مضاعفاتها، مثل سعفة الرأس، والثعلبة الصدفية، والتهاب الجلد الدهني لفروة الرأس.
استخدام مستحضرات كيميائية ضارّة: المعالجات التجميلية للشعر أحد أسباب تساقطه، فتلك المواد الكيميائية، أو التأثيرات الفيزيائية للوسائل المستخدمة في تصفيف الشعر، وتجميله، وصناعة التسريحات المختلفة، قد تؤدّي إلى تساقط الشعر. كما يؤدي اللجوء إلى أنواع الصّبغات الكيميائية، أو الوسائل الفيزيائية المستخدمة لإزالة تجعّد الشعر، وفرده، وجعله ناعماً، والإفراط في تكرار تمشيط الشعر بأنواع من الأمشاط المصنوعة من مواد صناعية غير طبيعية، وتعريض الشعر لمجففات الشعر ذات الهواء الحار، إلى التأثير في بنية الشعر، وتقصّفه، وتساقطه.
أسباب أخرى لتساقط الشعر: العدوى الفيروسية، أو البكتيرية لفروة الرأس، مثل مرض الزهري، وأمراض المناعة الذاتية، مثل مرض الذئبة الحمامية المجموعية، الفقدان المفاجئ للوزن، وهو أحد أشكال الصدمة البدنية التي يمكن أن تؤدي إلى تساقط الشعر، إضافة إلى تقدم العمر الذي يفقد فيه الإنسان شعره بشكل أكبر من فترة الشباب.
طرق العلاج الفعالة لمكافحة الصلع الوراثي
توضحها الدكتورة هناء قاسم ميرغني، قائلة:
- العلاجات الموضعية (Minoxidil) والتي تكون في صورة بخّاخ، أو رغوة توضع على فروة الشعر يومياً، صباحاً ومساء.
- تناول حبوب finasteride التي تُعد فعالة لعلاج الصلع، ولا تصرف إلا بواسطة طبيب مختص.
- علاجات الليزر والعلاج الضوئي.
- البلازما (Prp)
- زراعة الشعر: والتي تعتبر حلاً نهائياً لأغلب حالات الصلع الوراثي عند النساء، ولكنه إجراء يحتاج إلى وقت لنموّ الشعر.
كيف يمكن الوقاية من الصلع؟
- تشكل الوقاية من الصلع الوراثي تحدّيات كبيرة، ولكن الكشف المبكر، والتدخل العلاجي عند مراحل متقدمة، يعتبران أفضل أنواع الوقاية.
- النظام الصحي المتكامل، ومعالجة الضغوطات اليومية، يقلّلان من التساقط ونسبة الصلع.
- مقابلة أخصائي الأمراض الجلدية لمعرفة التشخيص المناسب والخطة العلاجية المناسبة.