حالة نادرة تظهر على هيئة كدمات مؤلمة غير مبررة في الذراعين أو الساقين أو الوجه، وتعد أكثر شيوعاً بين النساء نتيجة التعرض للتوتر الشديد أو الحزن أو الضغوط العاطفية، إنها متلازمة «جاردنر دايموند» أو ما يطلق عليها «كدمات الحزن».
د. سوفيلا كودوكيل تازاتوفيتيل
تحدثنا الدكتورة سوفيلا كودوكيل تازاتوفيتيل، مختصة الأمراض الجلدية بإحدى العيادات في القصيص بدبي، عن هذه الحالة، وتقول: «متلازمة «جاردنر دايموند» المعروفة أيضاً باسم الأرجوانية النفسية، هي حالة جلدية نفسية نادرة، تتميز بظهور بقع أرجوانية مؤلمة على الجلد، وتحديداً على الذراعين أو الساقين أو الوجه، بعد نوبة من الإجهاد الجسدي أو النفسي الشديد، وقد يصاحب ذلك إغماء وغثيان وقيء ونزف داخل الجهاز الهضمي؛ لذا وجب الانتباه إلى هذه الأعراض وتجنب مسبباتها خشية كدمات الحزن».
السبب الدقيق لمتلازمة «جاردنر دايموند» غير معروف ولكن وجدت الدراسات أن هناك صلة بينها وبين الأمراض النفسية
وفي محاولة لتوضيح الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة جاردنر دايموند، أو ما تعرف بـ«كدمات الحزن»، تعلق د. سوفيلا «عادة ما يسبق ظهور «كدمات الحزن» مرحلة مبكرة؛ إذ يشعر المريض بالتعب والضعف العام، يليه ظهور طفح جلدي منتفخ وردي أو أحمر اللون يظهر على جزء واحد أو أكثر من أجزاء الجسم، كما يمكن أن يرتبط هذا بالألم أو الشعور بالحكة، ثم يصبح هذا الطفح الجلدي أرجواني اللون في غضون 24 إلى 48 ساعة، وبعد ذلك تتراجع هذه الحالة تلقائياً وتختفي في الأيام القليلة التالية. والحقيقة أن السبب الدقيق لمتلازمة «جاردنر دايموند» غير معروف، ولكن الدراسات وجدت أن هناك صلة بينها والأمراض النفسية الموجودة مسبقاً، مثل الاكتئاب والقلق وصعوبة التعامل مع الصدمات، وعدم الاستقرار العاطفي، وأحياناً الأحداث المؤلمة مثل الطلاق أو الوفاة، والشعور بالذنب غير الطبيعي، إضافة إلى اضطرابات الوسواس القهري أو تفاقم مرض نفسي موجود مسبقاً».
وكون النساء أكثر حساسية للمواقف الصعبة، توضح مختصة الأمراض الجلدية: «متلازمة جاردنر دايموند أكثر شيوعاً عند النساء، ولكن تم الإبلاغ عن بعض الحالات عند المراهقين والرجال؛ إذ يتم تشخيص متلازمة جاردنر دايموند في العادة من خلال دراسة التاريخ المرضي للحالة بشكل مفصل، مع التركيز على الجانب النفسي واستبعاد الاضطرابات الأخرى المرتبطة بالبقع الأرجوانية من خلال إجراء فحوص مخبرية تتعلق بها».
كيف يمكن تجنب «كدمات الحزن»؟
تجيب الدكتورة سوفيلا كودوكيل: «إن الارتباط بين الأمراض الجلدية والرعاية الأولية والطب النفسي له أهمية حيوية لعلاج هذه الحالة، واعتماداً على شدة المرض ومعدل تكراره والأمراض النفسية المصاحبة، يمكن أن يختلف علاج الحالة، ويكون إما بعلاج الأعراض العامة للسيطرة عليها، أو العلاج النفسي العام لتقليل التوتر أو العلاج النفسي المخصص الذي يستهدف المرض الأساسي، ولا نهمل مسألة مهمة وهي اتباع نمط صحي بالتغذية السليمة وممارسة نشاط بدني لتقليل مستويات التوتر التي تؤدي إلى الإصابة بتلك الكدمات».
وهناك بعض الأدوية التي من شأنها أن تخفف من الأعراض المرافقة لكدمات الحزن، ومنها:
- الأدوية المثبطة للجهاز المناعي