هل يمكنك تعزيز جهاز المناعة لديك؟ وهل 'التعرق' يخلصك من نزلات البرد؟
جميعنا لدينا نصائح وحِيل للتعامل مع الإنفلونزا ونزلات البرد. قد يكون لديك دواء موثوق به من دون وصفة طبية، ينقذك في كل مرة، أو قد تتناول جرعات الزنجبيل على أمل منع العدوى قبل هجوم المرض عليك، أو استفحاله. ولكن بعض العلاجات التي تلجأ إليها قد تكون وهمية أكثر من كونها علاجاً فعلياً، والخبر اليقين والموثوق به بطبيعة الحال عند الطبيب.
هناك من يطبّق مفاهيم يؤمن بأنها صحيحة، ولكنها في الحقيقة خاطئة في ما يخص تقوية، أو تعزيز جهاز المناعة.
نستعرض في ما يلي 6 خرافات بهذا الشأن، مع طرق مدعومة علمياً، للبقاء بصحة جيدة، في جميع المواسم، بخاصة موسم البرد والإنفلونزا:
1- «تعزيز المناعة»
يبيّن بعض الأطباء أن مصطلح «تعزيز المناعة» غير صحيح. فتناول جرعات من الزنجبيل أو المكمّلات الغذائية ليس بالضرورة أفضل طريقة لتجهيز جهاز المناعة لديك ضد الفيروسات.
في الواقع، إحدى أسهل الطرق للحفاظ على نظام الدفاع الطبيعي لجسمك في أفضل حالاته، هو التأكد من تحديث تطعيماتك، حيث يمكنك تعزيز جهاز المناعة لديك من خلال الحصول على التطعيمات التي تعمل على إدخال كمية صغيرة من الفيروس إلى الجسم، كي يتولى جهاز المناعة إنتاج الأجسام المضادة، ما يساعد على تقليل ومنع الإصابة الكاملة.
كما يمكن أن يساعد ما تأكله على تعزيز جهاز المناعة لديك أيضاً. وتلعب بعض العناصر الغذائية، مثل فيتامينات أ، ب، ج، د، حمض الفوليك، الحديد، السيلينيوم، والزنك، دوراً في دعم المناعة. علاوة على أن تناول الفواكه والخضروات، بخاصة الخضراوات الجذرية الغنية بالبيتا كاروتين، يساعد أيضاً. والمكسّرات والبذور والبقوليات رائعة أيضاً، ويمكن للبروبيوتيك تحسين بكتيريا الأمعاء، ما يساعد على المناعة.
2- التوتر وجهاز المناعة
من المؤكد أن الكثير منا لا يود أن يصاب بالزكام، أو نوبة الإنفلونزا عندما يكون متوتراً. لكن التوتر طويل الأمد يمكن أن يؤثر في قدرتك على محاربة العدوى.
عندما تكون متوتراً، ينتج جسمك هرموناً يسمى الكورتيزول. وفي نوبات قصيرة، يمكن أن يكون الكورتيزول مفيداً للمناعة، ولكن إذا استمر الإجهاد لفترات طويلة فإن هذا الهرمون يسبب التهاباً في الجسم. نتيجة لذلك، يصبح جهاز المناعة لديك أقلّ فعالية، ما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
3- التخلص من الإنفلونزا عن طريق التعرّق
واحدة من أكثر الأفكار شيوعاً بين الناس للتخلص من نزلة البرد، أو الإنفلونزا، وتتمثل في التعرّق من خلال استخدام الحرارة أو ممارسة الرياضة أو ارتداء طبقات إضافية من الملابس لجعل العدوى تختفي بشكل أسرع.
يشير الأطباء إلى عدم وجود دليل على أن التمارين المكثفة، أو الجلوس في الساونا، يمكن أن تخلصك من الإنفلونزا عن طريق التعرّق. صحيح أنه قد يجعلك تشعر بتحسن مؤقت، إلا أنه لن يقصر مدة الإصابة بالإنفلونزا. إذ يستغرق الجسم عادة من سبعة إلى عشرة أيام لمحاربة أعراض الإنفلونزا.
4- لا تحتاج إلى لقاح إنفلونزا سنوي
هذه الأسطورة غير صحيحة. قد يفترض البعض أن مناعته ضد الإنفلونزا ستصمد لأنه ببساطة قد حصل على لقاح الإنفلونزا العام الماضي، لكن ما لا يعرفه، أو ينتبه إليه، هو أن فيروس الإنفلونزا يتحوّر باستمرار.
على هذا الأساس، يتم تحديث اللقاح كل عام لتغطية السلالات الأكثر احتمالاً للفيروس. لذلك، فإن الحصول على لقاح الإنفلونزا سنوياً، يساعد على تعزيز استجابة الجسم المناعية.
هناك فئات معيّنة في المجتمع هي الأكثر حاجة للقاح، أو تطعيم الإنفلونزا السنوي، مثل:
- جميع الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين عامين، وثلاثة أعوام.
- جميع الأطفال في المرحلة الابتدائية، وجميع الأطفال في المدرسة من الصف السابع إلى الحادي عشر في المدرسة الثانوية.
- الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين ستة أشهر و17 عاماً، والذين يعانون حالات صحية طويلة الأمد.
- أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وأقل من 65 عاماً في مجموعة المخاطر السريرية.
- النساء الحوامل.
- أولئك الذين تراوح أعمارهم بين 65 عاماً، وما فوق.
- المخالطين المقرّبين من الأفراد الذين يعانون ضعف المناعة.
5- فيتامين «سي» يمكن أن يكافح نزلات البرد والإنفلونزا
لا يوجد خطأ في الحرص على تناول الأطعمة الغنية بفيتامين «سي». فوفقاً للخبراء، يمكن أن يساعد هذا الفيتامين على حماية خلاياك، والحفاظ عليها بصحة جيدة، والحفاظ على صحة الجلد، والأوعية الدموية، والعظام، والغضاريف، بل وحتى المساعدة على التئام الجروح. ولكن لا يوجد دليل على أن تناول جرعات عالية من فيتامين «سي» يمنعك من الإصابة بالإنفلونزا، أو نزلات البرد.
ومع ذلك، فإن فيتامين «سي» يساعد على تعزيز استجابة الجسم المناعية.
6- المضادات الحيوية تعالج العدوى الفيروسية
هذا غير صحيح. المضادات الحيوية تعمل على البكتيريا فقط. ونظراً لأن الإنفلونزا ونزلات البرد ناجمة عن فيروسات، فإن المضادات الحيوية ليس لها تأثير فيها.
إذا كنت بحاجة إلى دواء لتخفيف الأعراض، فإن الأدوية الشائعة التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الباراسيتامول، أو الإيبوبروفين، يمكن أن تخفف الآلام، أو تخفض درجة الحرارة. يمكنك أيضاً اختيار بخاخات الأنف، أو القطرات، أو الأقراص المزيلة للاحتقان لفتح أنفك.
اقرأ أيضاً: 6 علامات تشير إلى ضعف جهاز المناعة لديك.. و9 نصائح لتقويته