هناك العديد من الأسباب التي نعيش وسطها كل يوم، ولا نعرف أنها تجعلنا نشعر بأننا أكبر سناً.
نستعرض هنا
حتى لو لم تتمكن من إبطاء جميع التغيّرات التي تحدث في خلايا وجزيئات جسمك طوال حياتك، فبإمكانك، على الأقل، إبطاء معدل الشيخوخة البيولوجية من خلال إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة. فمهما بلغت من العمر لم يفت الأوان بعد لتحسين صحتك، حتى مع تقدمّك في السن، ولكن الأفضل بطبيعة الحال أن يكون ذلك في وقت أبكر.
إليك خمسة عوامل مدهشة قد تجعلك تشيخ، وما يمكنك فعله حيالها:
1- العزلة الاجتماعية
وجد تقرير حديث أن ما يقرب من ربع جميع البالغين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً، أو أكثر، معزولون اجتماعياً. إذ يمكن أن يزيد الشعور بالوحدة، والعزلة الاجتماعية، من خطر الإصابة بالخرف، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، والاكتئاب.
ويبيّن الخبراء أنه غالباً ما يفاجأ الناس بكيفية زيادة خطر الوفاة المبكرة، بشكل كبير، بسبب الافتقار إلى الروابط الاجتماعية. فالتمتع بحياة اجتماعية نشطة، والحفاظ على الشعور بالهدف، يساعدان كبار السن على البقاء بصحة جيدة، والعيش لفترة أطول. كما أن التطوع، أو ممارسة لعبة، أو نشاط جماعي ما، أو الانضمام إلى نادٍ للكتاب، أو أخذ دروس في مكتبة محلية، هي طرق جيدة للبقاء منتجين. ومن المهم أن ندرك أن العلاقات الصحية وشبكة الدعم الاجتماعي القوية، أمر ضروري طوال حياتنا، بخاصة مع تقدمنا في السّن.
2- عدم ارتداء النظارات الشمسية
إذا وضعت واقياً من الشمس عند الخروج، فإنه يساعد بالفعل على منع بشرتك من الشيخوخة الضوئية. ولكن هل نسيت نظارتك الشمسية؟
بالنسبة إلى أولئك الذين لا يرتدون نظارات شمسية، أو لم يتعوّدوا استخدام واقي الشمس حتى خط الرموش، فهذه هي المنطقة من الوجه التي يمكن أن نتعرّض فيها لأضرار أشعة الشمس، وفقدان المرونة.
تعدّ أضرار أشعة الشمس، وأمراض السرطان، شائعة على الجلد الرقيق للجفون السفلية. ولا يحمي ارتداء النظارات الشمسية عينيك والجلد المحيط من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، فحسب، بل يمنعك أيضاً من التحديق، حيث يبيّن الأطباء أن الأشخاص الذين لديهم عادة التحديق، أو الحركة المتكررة بجفونهم، هم أكثر عرضة للإصابة بالتجاعيد.
3- الخمول
جلوسك على الأريكة ومشاهدة التلفاز لساعات، سبب آخر لفقدان ألق شبابك قبل الأوان. إذ ربطت دراسة حديثة قضاء ساعات طويلة أمام التلفاز بانخفاض احتمالات الشيخوخة الصحية، لكن استبدال هذه العادة بأنشطة بدنية معتدلة، أو خفيفة، يمكن أن يحسّن احتمالات أن تكون شيخوختك صحية.
إن إعطاء الأولوية للحركة هو مفتاح الشيخوخة الصحية. لا يعني هذا أنه يتعين عليك التدرّب على الماراثون، أو الاشتراك في برنامج تدريب شخصي باهظ الثمن، بل أيّ قدر من النشاط البدني سيكون له فوائد، ومن الأفضل التركيز على التمارين التي تستمتع بها. ابدأ بما يمكنك القيام به حيث أنت اليوم، واحرص على زيادة الكثافة، أو التكرار بمرور الوقت، حسب قدرتك.
كما لا تتغافل عن تدريبات المقاومة، التي يمكن أن تساعد على تجديد شباب البشرة المتقدمة في السّن، ودعم الحركة، والحفاظ على كتلة العضلات مع تقدّمك في السن. وأيضاً، يمكن أن يساعد صعود الدرج، أو ممارسة التاي تشي يومياً، في تقوية عضلاتك.
يؤكد الخبراء أهمية اللياقة الصحية للقلب والأوعية الدموية، وتعزيز قوة العضلات، وصحة العظام معاً، لأنها تمنع السقوط، وتجنبك الضعف.
4- الإجهاد المزمن
يمكن للضغوط الجسدية، والعقلية، والعاطفية، بما في ذلك التفكير في الأمور المالية والأمور المعيشية الأخرى، أن تسرع من عملية الشيخوخة.
يقول باحثون إن هناك أشخاصاً يبلغون من العمر 60 عاماً، وأكبر، يعتنون بوالديهم وأحفادهم، وفي كثير من الأحيان، يمكن أن تؤدي هذه الضغوط الاجتماعية إلى تسريع عملية الشيخوخة البيولوجية، إلى حد ما.
كما يمكن أن يؤثر الإجهاد المزمن في الجسم، ويسبب الالتهاب، ما قد يسرع الشيخوخة البيولوجية. فالإجهاد المزمن يؤثر في جزء من الحمض النووي يسمى التيلوميرات، ما يحرّك عملية الشيخوخة، ويزيد من مخاطر المشاكل الصحية.
وبينما قد يكون من الصعب حل الضغوط المزمنة، بخاصة مع الموارد المحدودة، يمكنك محاولة التركيز على ما يمكنك تغييره. هناك عدة خطوات يمكنك القيام بها لمساعدتك على إدارة الإجهاد، مثل النوم لمدة سبع ساعات على الأقل، كل ليلة، والتأمل، والتوقف عن التدخين، وتحريك جسمك، والتواصل مع الأشخاص الذين تثق بهم.
5- الإفراط في تناول السكّر والأطعمة شديدة المعالجة
تؤثر الأطعمة التي تتناولها في مظهرك ومشاعرك. وقد ربطت بعض الدراسات بين الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة شديدة المعالجة، والسكّريات المضافة، والشيخوخة البيولوجية الأسرع.
ويشير خبراء التغذية إلى الحاجة إلى مزيد من البحث للتعمق في هذه العلاقة المثيرة، ولكن يُعتقد الآن أن تناول كميات أكبر من السكّر له تأثير في مجموعات الميثيل على سطح الحمض النووي لدينا، والتي قد تسرع من شيخوخة الخلايا.
يمكن أن تضر هذه الأنظمة الغذائية بالصحة، العقلية والقلبية، ما يقلل من العمر الصحي للشخص. وإذا أردت أن تستمتع بشيخوخة صحية، فعليك بالحدّ من هذه الأطعمة، وتناول مجموعة متنوعة من الفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة، ومصادر البروتين.
يمكن أن تلعب التغذية دوراً داعماً في حمايتك من الشيخوخة المبكرة، ولكن ليس من الواقعي أن نتوقع أن النظام الغذائي وحده، يمكنه حمايتنا من الضرر الناجم عن عوامل نمط الحياة الأخرى، مثل التدخين، أو العيش مع ضغوط مزمنة عالية. انظر إلى نمط حياتك بالكامل، وأجرِ تغييرات صغيرة ومستدامة، واحدة تلو الأخرى، حتى تصبح عادات صحية.
مراجعة سريعة
إن الحفاظ على حياة اجتماعية نشطة يمكن أن يساعدك على العيش لفترة أطول، وخفض خطر الوفاة المبكرة. فاستخدام واقي الشمس أمر بالغ الأهمية، ولكن النظارات الشمسية يمكن أن تحمي عينيك والجلد المحيط الذي قد لا يغطيه واقي الشمس. كما أن قضاء ساعات طويلة في مشاهدة التلفاز يرتبط بانخفاض فرصة الشيخوخة الصحية.