13 يناير 2025

لماذا تكون الحامل أكثر عرضة للعدوى؟

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

الحمل هو حالة طبيعية تطمح إليها العديد من النساء في مرحلة ما من حياتهن. ومع ذلك، يمكن أن يجعل الحمل النساء أكثر عرضة للإصابة ببعض أنواع العدوى، التي ربما تكون أكثر حدّة، بل حتى العدوى الخفيفة يمكن أن تؤدي إلى مرض خطر لدى النساء الحوامل.

بعض العدوى التي تحدث أثناء الحمل تشكل خطراً على الأم، في المقام الأول. وهناك عدوى يمكن أن تنتقل إلى الطفل من خلال المشيمة، أو أثناء الولادة. وعندما يحدث هذا، يكون الطفل معرّضاً لخطر المضاعفات الصحية.

كما أن العدوى التي تتطور أثناء الحمل يمكن أن تؤدي إلى الإجهاض، أو الولادة المبكرة، أو العيوب الخلقية، وقد تكون مهدّدة لحياة الأم. ومما يزيد الطين بلّة، أن الأدوية المستخدمة لعلاج العدوى يمكن أن تسبب آثاراً جانبية خطرة، لا سيما للطفل. لذلك، من المهم للغاية منع إصابة الحامل بالعدوى لحمايتها، والطفل، من المخاطر.

يؤثر الحمل في كل جهاز في جسم المرأة الحامل. ويمكن أن تجعلها التغيّرات في مستويات الهرمونات، ووظيفة الجهاز المناعي، أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، ومواجهة المضاعفات الخطرة. كما أن المخاض والولادة أوقات حرجة، بشكل خاص لها، ولطفلها.

مجلة كل الأسرة

التغيّرات في جهاز المناعة أثناء الحمل

يدافع الجهاز المناعي عن الجسم ضد الغزاة الضارّين. يحارب كل شيء، من البكتيريا إلى الخلايا السرطانية، إلى الأعضاء المزروعة. وتعمل مجموعة معقدة من اللاعبين معاً، لتحديد وإزالة المتطفلين الأجانب من الجسم.

أثناء الحمل، يتغيّر نظام المناعة لديك حتى يتمكن من حمايتك، أنت وطفلك، من المرض. يتم تعزيز أجزاء مختلفة من نظام المناعة لديك بينما يتم قمع أجزاء أخرى. وهذا يخلق توازناً يمكن أن يمنع العدوى عن الطفل، من دون المساس بصحة الأم.

تساعد هذه التغيرات أيضاً على حماية طفلك من دفاعات جسمك. ومن الناحية النظرية، يجب أن يرفض جسمك الطفل باعتباره «غريباً»، لكنه لا يفعل ذلك. وعلى غرار عملية زرع الأعضاء، يرى جسمك طفلك كجزء «من ذاته»، وهذا يمنع جهاز المناعة لديك من مهاجمة الطفل.

 وعلى الرغم من هذه الآليات الوقائية، فأنت أكثر عرضة للإصابة بالعدوى التي لا تسبب المرض عادة. وأثناء الحمل، يجب أن يعمل جهاز المناعة لديك بجهد أكبر، لأنه يدعم اثنين، وهذا يجعلك عرضة لبعض أنواع العدوى.

التغيّرات في أنظمة الجسم أثناء الحمل

بصرف النظر عن التغيّرات في وظيفة المناعة، يمكن للتغيّرات الهرمونية أيضاً أن تزيد من خطر الإصابة بالعدوى...

وغالباً ما تؤثر هذه التقلبات في مستويات الهرمونات، في المسالك البولية، والتي تتكون من:

  • الكليتين، وهما عضوان يُنتجان البول
  • الحالبين، وهما أنبوبان يحملان البول من الكلى إلى المثانة
  • المثانة، حيث يتم تخزين البول
  • الإحليل، أنبوب ينقل البول خارج الجسم

مع توسع الرحم أثناء الحمل، فإنه يضع المزيد من الضغط على الحالبين. وفي الوقت نفسه، يزيد الجسم من إنتاج هرمون يسمى البروجسترون، والذي يعمل على استرخاء عضلات الحالب، والمثانة، ونتيجة لذلك قد يبقى البول في المثانة لفترة طويلة جداً، وهذا يزيد من خطر إصابتك بعدوى المسالك البولية. وكذلك تجعلك التغيّرات الهرمونية أكثر عرضة للإصابة بنوع من عدوى الخميرة، المعروفة باسم داء المبيضات. كما أن ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين في الجهاز التناسلي يجعلك أكثر عرضة للإصابة بعدوى الخميرة.

 إضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي التغيّرات في كمية السوائل في الرئتين إلى زيادة خطر إصابتك بعدوى في الرئة، مثل الالتهاب الرئوي. تحتوي رئتيك على المزيد من السوائل أثناء الحمل، وتزيد كمية السوائل المتزايدة من الضغط على الرئتين والبطن، وهذا يجعل من الصعب على جسمك التخلص من هذا السائل، ما يتسبب بتراكم السائل في الرئتين. ويحفز السائل الزائد نمو البكتيريا، ويعيق قدرة جسمك على مقاومة العدوى.

مجلة كل الأسرة

مخاطر الالتهابات على الأم والطفل

المخاطر على الأم

بعض الالتهابات التي تحدث أثناء الحمل تمثل مشكلة للأم، في المقام الأول، وتشمل التهابات المسالك البولية، والتهاب المهبل، والعدوى بعد الولادة.

المخاطر على الطفل

هناك التهابات أخرى مزعجة، بشكل خاص للطفل. على سبيل المثال، يمكن أن تنتقل فيروسات تضخم الخلايا، وداء المقوسات، وفيروس البارفو من الأم إلى الطفل. وإذا حدث هذا، فقد تكون له عواقب وخيمة.

مخاطر قد تتعرض لها الأم والطفل معاً

بعض أنواع العدوى ضارّة بشكل خاص للأم والطفل، وتشمل مرض الزهري، داء الليستريات، التهاب الكبد، فيروس نقص المناعة البشرية، والمكوّرات العنقودية من المجموعة ب.

المكوّرات العنقودية من المجموعة ب

يقوم الأطباء بإجراء تحاليل لكل امرأة في نهاية الحمل، بحثاً عن المكوّرات العنقودية من المجموعة ب. وتحدث هذه العدوى بسبب بكتيريا شائعة تُعرف باسم المكورات العنقودية، من المجموعة ب. ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن نحو 1 من كل 4 نساء تحمل عدوى المكوّرات العنقودية من المجموعة ب.

وتنتقل هذه العدوى غالباً أثناء الولادة الطبيعية، حيث قد تكون البكتيريا موجودة في مهبل الأم، أو المستقيم. ولدى النساء الحوامل، يمكن أن تسبب العدوى التهاباً داخلياً، وولادة جنين ميت. ويمكن أن يعاني الأطفال حديثو الولادة، المصابون بالمكوّرات العنقودية من المجموعة ب، عدوى خطرة، ومهدّدة للحياة، وتشمل أمراض الإنتان، والالتهاب الرئوي، والتهاب السحايا. وفي حالة تركها من دون علاج، يمكن أن تسبب مثل هذه العدوى عيوباً خلقية لدى الطفل، بما في ذلك فقدان السمع، أو البصر، وصعوبات التعلم، والضعف العقلي المزمن.

مجلة كل الأسرة

كيفية منع العدوى أثناء الحمل

يمكن الوقاية من العدوى أثناء الحمل من خلال اتخاذ الاحتياطات اليومية الصغيرة التي تقطع شوطًا طويلاً في تقليل الضرر المحتمل، لك ولطفلك...

وللمساعدة على منع العدوى أثناء الحمل، يجب عليك:

  • غسل يديك بانتظام بالماء والصابون. هذا مهم بشكل خاص بعد استخدام الحمام، وإعداد اللحوم، والخضراوات النيئة، واللعب مع الأطفال.
  • طهي اللحوم حتى تنضج جيداً. لا تأكلي اللحوم غير المطهية جيداً، مثل النقانق، واللحوم المعلبة، إلا بعد إعادة طهيها، حتى تصبح ساخنة.
  • لا تتناولي منتجات الألبان غير المبسترة، أو النيئة.
  • لا تشاركي أدوات تناول الطعام والأكواب والطعام مع أشخاص آخرين.
  • تجنّبي تغيير رمال القطط، وابتعدي عن القوارض البرية، أو الأليفة.
  • تأكّدي من تحديث التطعيمات التي حصلت عليها.

حدّدي موعداً مع طبيبك على الفور إذا كنت مريضة، أو تعتقدين أنك تعرّضت لمرض معدٍ. فكلما تم تشخيص العدوى وعلاجها في وقت مبكر، كانت النتيجة أفضل، لك ولطفلك.

اقرئي أيضاً: 10 علامات تعني أنك حامل