في دراسة جديدة، حدّد الباحثون 139 مشكلة صحية مرتبطة بفقدان حاسّة الشم، بما في ذلك القلق، والاكتئاب، والسّرطان، والتصلّب المتعدّد، ومرض الزهايمر.
فقدان حاسّة الشم يمكن أن يكون أكثر من مجرّد منعك من الاستمتاع بالأطعمة التي تحبها. وتشير مراجعة بحثية جديدة إلى أن فقدان حاسّة الشم، المعروف أيضاً باسم خلل الشم، مرتبط بما لا يقل عن 139 مشكلة طبية مختلفة، وفقاً للنتائج المنشورة في مجلة أمريكية للعلوم العصبية.
تشمل الحالات المرتبطة بفقدان حاسّة الشم ما يلي:
- مرض الزهايمر.
- اضطراب القلق.
- الاضطراب ثنائي القطب.
- الاكتئاب.
- الألم العضلي الليفي.
- الخرف الجبهي الصدغي.
- الورم الأرومي الدبقي (سرطان الدماغ).
- التعرّض للمعادن الثقيلة.
- مرض هنتنغتون.
- «كوفيد» طويل الأمد.
- سن اليأس.
- التصلب المتعدد.
- اضطراب الوسواس القهري.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- الفصام.
ما الذي يسبب فقدان حاسّة الشم؟
في العديد من الحالات الطبية، قد يعاني الأشخاص فقدان حاسّة الشم قبل أي أعراض أخرى، وقد يكون الالتهاب هو السبب.
يقول المؤلف الرئيسي للدراسة مايكل ليون، دكتوراه، أستاذ فخري لعلم الأعصاب والسلوك في جامعة كاليفورنيا، في إيرفين «تصاحب فقدان حاسّة الشم زيادة في مستوى الالتهاب المزمن، والذي ثبت أنه يزيد من خطر الإصابة بالعديد من الحالات الطبية».
وفي حين تختلف الطرق الدقيقة التي يؤثر بها الالتهاب في الدماغ، فإن فقدان حاسّة الشم هو مؤشر جيد على أنه يجب على الناس التوجه لاستشارة الطبيب، للتأكد ممّا إذا كان هناك خطب ما، وفقاً لمراجعة البحث.
من جانبها، تبيّن زارا م. باتيل، أستاذة طب الأنف والأذن والحنجرة في كلية الطب، بجامعة ستانفورد، في كاليفورنيا، والتي لم تشارك في مراجعة البحث «حاسّة الشم تشبه «الكناري في منجم الفحم»، حيث يشير أيّ عجز، أو اضطراب، إلى أن شيئاً خاطئاً قد وقع في دماغك».
قد يكون الشيء «الخاطئ» سرطاناً، وتحديداً الورم الأرومي الدبقي، وهو نوع من أورام المخ.
ويمكن أن تساهم العديد من العوامل في فقدان حاسّة الشم، مثل عدوى الجيوب الأنفية، وتلوّث الهواء، والتدخين. ولكن في بعض الحالات قد تكون مشكلة الدماغ هي السبب الرئيسي، كما تقول الدكتورة كو (تيريزا) تيان، وهي عالمة مشاركة في المعهد الوطني للشيخوخة، والتي لم تشارك في مراجعة البحث، والتي تشير إلى أنه «يمكن تفسير الارتباط بين فقدان حاسّة الشم واضطرابات المزاج والأمراض العصبية التنكسية، مثل مرض الزهايمر، من خلال تدهور الدماغ، والأمراض».
العلاقة بين الشم والعواطف
في حالة اضطرابات المزاج، مثل القلق والاكتئاب، قد يكون فقدان حاسّة الشم أحد الأعراض المبكّرة، لأن الجهاز الشمّي متصل مباشرة بمناطق رئيسية في الدماغ مسؤولة عن الإحساس بالمتعة، والعواطف. كما يقول الدكتور جايانت بينتو، أستاذ الجراحة ونائب عميد شؤون أعضاء هيئة التدريس في جامعة شيكاغو «سيكون هذا أحد الأسباب التي تجعل انخفاض وظيفة الشم مرتبطاً بمشاكل الصحة العقلية، مثل القلق والاكتئاب».
علاج فقدان حاسّة الشم يمكن أن يغذي صحة الدماغ
يشير العلماء، بعد مراجعة البحث، إلى أنه قد يكون من الممكن منع، أو علاج العديد من المشاكل العصبية، والإدراكية، والسلوكية، المرتبطة بفقدان الشم، بنوع من العلاج يُعرف باسم الإثراء الشمي. يمكن أن يشمل ذلك العلاج بالروائح، أو التعرّض للزيوت الأساسية، أو روائح محدّدة، كوسيلة لتحفيز النواقل العصبية في الدماغ، وتقليل الالتهاب، وتحسين الذاكرة.
لا يعمل الإثراء الشمّي على تحسين حاسّة الشم فحسب، بل من خلال محاكاة تلك الحاسّة يمكنك تنشيط الذاكرة، والمناطق العاطفية في الدماغ، والحفاظ عليها بصحة جيدة.
مراجعة سريعة
تشير مراجعة بحثية جديدة إلى أن فقدان حاسّة الشم والالتهابات المرتبطة به، لها علاقة بما لا يقل عن 139 حالة طبية مختلفة.
يرتبط نظام الشم في الدماغ بشكل مباشر بالمناطق التي تتحكم في المتعة والعواطف، ما قد يفسّر سبب ارتباط فقدان الشم بالاكتئاب والقلق، وغيرهما من حالات الصحة العقلية.
قد يساعد ما يسمّى «العلاج بالإثراء الشمّي» على استعادة حاسّة الشم وتحسين حالات الدماغ المرتبطة بفقدان الشم.