21 يناير 2025

كيف نحمي أسرتنا من الفيروس المخلوي التنفسي؟

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

مع دخول الشتاء الذي يُعد موسم الأمراض التنفسية، يبرز الفيروس المخلوي التنفسي ضمن التحدّيات الصحية التي تؤثر في الجهاز التنفسي، وبالأخص للفئات الأكثر عرضة للمضاعفات كالرضّع، والحوامل، وكبار السّن. فهذا الفيروس قد يتسبب بالتهابات خطرة، ما يبرز أهمية الوقاية منه.

وتبرز اللقاحات كخطوة فاعلة في مسيرة الحدّ من المضاعفات الصحية للفيروس، وحماية أسرتنا من الإصابة، حيث يمثل لقاح الفيروس المخلوي التنفسي «نقلة نوعية في مجال الوقاية من الأمراض التنفسية»، لاسيما للأشخاص المعرّضين أكثر من غيرهم لهذا الفيروس، وبينهم الأفراد ذوو المناعة الضعيفة.

تستعرض الدكتورة فيروز راضي، أخصائية النساء والولادة في مركز مستشفى كناد لطب الأم والجنين، في مدينة العين، خطورة هذا الفيروس، وآليات الوقاية منه، كما تتوقف عند دور المجتمع في الحد من انتشار العدوى، وأفضل الممارسات للحفاظ على صحة أسرتنا:

ما هو الفيروس التنفسي المخلوي؟

تجيب د. فيروز «يُعد الفيروس المخلوي التنفسي أحد الفيروسات المعدية، ومن الأسباب الرئيسية للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي. وتصل بعض حالات الإصابة بهذا الفيروس إلى مراحل شديدة، على الرغم من أن أعراضه تكون خفيفة في الأغلب، وتشبه أعراض الإنفلونزا. وقد تسبب مضاعفات الفيروس الشديدة الإصابة بالتهاب القصيبات، وهي المسالك الهوائية الصغيرة في الرئة».

ما يجعل الفيروس خطراً سهولة انتقاله. وتشرح أخصائية النساء والولادة «ينتقل الفيروس عبر الرذاذ المباشر أثناء السعال، أو العطاس، ولمس الأسطح الملوّثة، والتلامس المباشر، ومن الأشخاص المصابين أفراد من الأسرة، وحتى عبر مقدّمي الرعاية بسبب عدم أخذ التدابير الاحتياطية الضرورية، ما يضاعف احتمالية الإصابة داخل الأسرة الواحدة. ومع ذلك، فإن أعراض الفيروس المخلوي التنفسي قد تبدأ بسيطة، مثل الحمّى، والزكام، لكنها قد تتطور بسرعة إلى مضاعفات خطرة، بخاصة لدى حديثي الولادة، وكبار السن الذين يعانون مناعة ضعيفة».

وبالتزامن مع موسم الشتاء، تتبدّى أهمية التوعية بخطورة الفيروس المخلوي التنفسي، وتداعياته الصحية، إلى جانب التزام تدابير الوقاية الأساسية، مثل غسل اليدين، تجنب الأماكن المزدحمة، والتطعيم ضد الفيروس، الذي يمثل خطوة نوعية في حماية الأفراد، والمجتمع.

هل هنالك لقاح للفيروس التنفسي المخلوي؟

توضح د. فيروز راضي «شهد قطاع الرعاية الصحية ظهور لقاح الفيروس المخلوي التنفسي، والذي يمثل نقلة نوعية في مجال الوقاية من الأمراض التنفسية، لاسيما بين الفئات الأكثر عرضة. ويُعد لقاح الفيروس المخلوي التنفسي من أهم الخطوات للوقاية من الأمراض التنفسية، لاسيما لدى الرضّع، وكبار السّن، والأفراد ذوي المناعة الضعيفة. وهناك توصيات محدّدة لتجنب العدوى، مثل غسل اليدين باستمرار، والابتعاد عن المصابين بالمرض، وتنظيف الأسطح بانتظام، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، واستخدام الكمامة في الأماكن العامة، والحفاظ على الصحة الجيدة بالتغذية الصحية».

مجلة كل الأسرة

لمن يعطى لقاح الفيروس المخلوي التنفسي؟

تبيّن د. فيروز «يجب على السيدات الحوامل الحصول على جرعة واحدة من لقاح الفيروس المخلوي التنفسي خلال الأسابيع 32 إلى 36 من الحمل، حيث توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بهذا اللقاح للنساء الحوامل، لحماية أطفالهنّ من الإصابة الشديدة بالفيروس المخلوي التنفسي. وإضافة إلى الحوامل، وكبار السّن، والمصابين بأمراض مزمنة، يتعين على العاملين في قطاع الرعاية الصحية ودور الرعاية، أو دور رعاية المسنين، أخذ التطعيم، حيث يتعرضون بشكل متكرر للأشخاص المعرّضين للخطر، ويمكن أن يكونوا ناقلين للفيروس».

مجلة كل الأسرة

هل تشكّل اللقاحات عنصر حماية من الفيروس المخلوي التنفسي؟

بالطبع، تشكل اللقاحات عنصراً وقائياً، وتلعب دوراً كبيراً في الحد من انتشار العدوى. وتشرح د. فيروز فوائد هذا اللقاح:

  • الوقاية من الأمراض التنفسية الحادة: يُعذ الفيروس المخلوي التنفسي أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالتهاب القصيبات الهوائية، والالتهاب الرئوي، والتي قد تؤدي إلى مضاعفات تستدعي العلاج في المستشفى، بخاصة لدى الفئات الأكثر ضعفاً، مثل الرضّع وكبار السن. ويساعد اللقاح في الحد من الحالات الشديدة وتقليل معدلات دخول المستشفيات.
  • تعزيز مناعة الأطفال حديثي الولادة: يوفر اللقاح حماية فعّالة من الفيروس المخلوي التنفسي، من خلال نقل الأجسام المضادة من الأم إلى الجنين أثناء الحمل، ما يمنح الرضّع مناعة طبيعية خلال الأشهر الأولى الحساسة من حياتهم، حيث يكونون أكثر عرضة للمضاعفات الخطرة.
  • الحدّ من انتشار العدوى: يلعب اللقاح دوراً مهماً في تقليل انتقال الفيروس بين الأفراد، خصوصاً عندما يتم تطعيم الفئات المعرّضة، مثل كبار السن، والعاملين في مجال الرعاية الصحية، ما يسهم في حماية المجتمع، وتقليل العدوى داخل الأسرة.
  • تقليل العبء عن الأنظمة الصحية: يسهم تقليل حالات الإصابة الخطرة الناتجة عن الفيروس في تخفيف الضغط عن المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية، لا سيما خلال فصل الشتاء الذي يشهد ارتفاعاً كبيراً في أمراض الجهاز التنفسي.
  • توفير التكاليف الطبية: من خلال الوقاية من الحالات الحادة وتقليل الحاجة إلى الاستشفاء، أو العلاجات طويلة الأمد، يسهم اللقاح في تخفيف العبء المالي على الأفراد، والأنظمة الصحية، ما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد.

ما هو الوقت المناسب للحصول على اللقاح؟

تجيب د. فيروز «نوصي النساء الحوامل بالحصول على اللقاح خلال الأسابيع 32 إلى 36 من الحمل. ويساعد ذلك على نقل الأجسام المضادة إلى الجنين، ما يوفر حماية للطفل في الأشهر الأولى من حياته، عندما يكون أكثر عرضة للإصابة بالفيروس. ويجب أيضاً على كبار السن (60 سنة فأكثر)، أخذ اللقاح قبل بداية موسم انتشار الفيروسات التنفسية. وبالنسبة إلى الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة الذين يعانون أمراضاً مزمنة (مثل مرضى القلب والرئة، أو ذوي المناعة الضعيفة)، يُنصح بمراجعة الطبيب لتحديد أفضل توقيت للتطعيم، لضمان الحماية المثلى قبل موسم انتشار الفيروس».