23 يناير 2025

مدرّبات يوغا إماراتيات يُعِدن إحياء التقاليد القديمة للتشافي

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

من أعماق طبيعة إمارة أبوظبي الساحرة، تدعو مدرّبات اليوغا والتشافي الإماراتيات: دانا الرحبي، شما القمزي، وميثاء المقبالي، النساء إلى رحلة شفاء ذاتية، حيث يتعرفن إلى قوّتهنّ الداخلية، ويستعِدن توازنهنّ لإعادة اكتشاف أنفسهنّ، من خلال جلسات التعافي بالصوت، وتمارين اليوغا التي تعيد إحياء تقاليد العافية القديمة، واستكشاف أسرار ممارسات أجدادهنّ، في جلسات تربط الحاضر بالماضي، ليجمعن بين الحكمة المتوارثة، وحركات اليوغا المعاصرة.

مجلة كل الأسرة

حاورت «كل الأسرة» المدرّبات خلال جلسة مميّزة ضمن الفعاليات التحضيرية لمهرجان «كيان» للصحة والعافية، حيث استعرضن تقدمهنّ في تقديم تمارين وجلسات العافية والعلاج بالصوت واليوغا، بما يتماشى مع الثقافة المحلية:

مجلة كل الأسرة

توعية الناس بمعنى التشافي بالصوت

ففي حديثنا مع الباحثة والكاتبة دانا الرحبي، لفتت إلى زيادة وعي النساء في المجتمع بأهمية العلاج بالصوت والتأمّل، فهي مدرّبة مرخصة في تطوير الذات والعافية، تمتلك خبرة واسعة في العلاجات بالطاقة والشفاء الصوتي، وتساعد الأفراد على استعادة التوازن الداخلي عبر الذبذبات الصوتية، وتقنيات التأمّل العميق، وتقول «كسب ثقة المجتمع الإماراتي بدأ بالتدريج، من خلال شهادة النساء اللاتي خضن تجربة التشافي بالصوت في الجلسات التي أقدّمها، فعادة، عندما تكسب ثقة فرد واحد، تكون قد ضمنت عدداً كبيراً من المحيطين بهذا الفرد، خصوصاً أنني واحدة من أفراد هذا المجتمع، وأعرف كيف يفكر، وما هي معتقداته الراسخة. ففي جلسات العلاج بالصوت، ننصحهن في بداية الجلسات بأن يذكرن الله سبحانه وتعالى، في كل يوم، وهو ما يحدث من خلال الذكر، وترديد أذكار الصباح والمساء، وهذا من صميم عاداتنا، ومن صميم العلاج بالصوت أيضاً، كذلك طاقة تنظيف المكان، هي نفسها ما كانت تقوم به الأمّهات والجدّات، منذ القدم، من حرق اللبان في وقت المغرب، الأمر الذي يعزز تصديق الإنسان بالتشافي بالصوت، لأنه ليس غريباً عن عاداتنا، ولا دخيلاً علينا، كما يعتقد البعض، فهو بمثابة صيانة للحفاظ على توازن طاقتهم الداخلية، الأمر الذي يخلق بهجة، وسعادة متجدّدة».

مجلة كل الأسرة

التشافي بالصوت يحقق السلام النفسي

وتضيف دانة الرحبي «على الرغم من أن الشعب الإماراتي من أسعد شعوب العالم، ولم يتعرض، والحمد الله، لصدمات وكوارث تجعله يعيش مفتقداً للأمان، فإننا عندما نتحدث عن انعدام السلام النفسي لبعض المواطنين والمقيمين في الإمارات، فالسبب يعود إلى خلل في روتينهم اليومي، وليس لديهم الطريقة الصحيحة للمحافظة على التوازن خلال اليوم، وهذه رسالتنا من خلال مهرجان كيان، والمطلوب أن يكون الشخص مبدعاً في مجاله ليحقق هذا التوازن. فالرفاهية التي يعيش فيها المواطن الإماراتي لا تعني دوماً السلام النفسي، فلابد أن يعمل الإنسان على التشافي، والتخلص من الصدمات القديمة، والوعي، وتطوير الذات من أبرز الأمور التي كرست الإمارات لها الجهود لتعريف أفراد المجتمع بها».

مجلة كل الأسرة

اليوغا تساعد على تحقيق التوازن في الحياة اليومية

أما مدربة اليوغا شما القمزي، فهي متخصصة في تمكين المرأة عبر ممارسات اليوغا والتأمل، تركّز على تقنيات التنفس والحركة لمساعدة النساء على استعادة طاقتهن، وتحقيق السلام الداخلي، وتشرح «لكوني مدرّبة يوغا إماراتية، اكتشفت العلاقة العميقة بين اليوغا وطقوس وممارسات الإماراتيين قديماً الذين عاشوا في الصحراء، وكانت السبب في الحفاظ على صحتهم وعافيتهم، على مر السنين. ونقوم بدورنا في مركز «يوغا ون» باستعادة الأنشطة في حياة أجدادنا، والتي فقدناها في حياتنا العصرية، وتعزيز الطاقة والاسترخاء، من خلال جلسات اليوغا والتواصل مع النساء الإماراتيات اللاتي اخترن أن يبحثن عن سلامهن الداخلي من خلال مدربة يوغا إماراتية، لديها فهم ووعي بظروفهنّ وخصوصيتهنّ، ونتحدث معهنّ باللغة العربية. فغالباً ما تعاني المرأة الإماراتية من شعورها بالتقصير نحو بيتها وأبنائها، بسبب العمل، ونحن نساعدها على تحقيق التوازن بين متطلبات الحياة العصرية والحفاظ على صحتها، النفسية والجسدية. فاليوغا بالنسبة إليهن ليست مجرّد تمارين رياضية، بل هي فلسفة حياة تعزز الثقة بالنفس، وتسهم في بناء مجتمع أكثر صحة وسعادة».

مجلة كل الأسرة

تمارين اليوغا مستوحاة من أسلوب حياة الأجداد

من جانبها، توضح ميثا المقبالي، مدرّبة يوغا ومدرّبة حياة إماراتية، أنها تسعى لنشر الوعي حول أساليب العافية المستوحاة من الثقافة الإماراتية فهي تدمج بين اليوغا التقليدية والممارسات الروحانية بما يتناسب مع الهوية الثقافية، وترى أن «اليوغا تعلّمنا الطرق الصحيحة والعلمية للتعامل مع الجسم، وهذا الذي ساعدني على جذب العديد من النساء لممارسة اليوغا، خصوصاً بعد شعورهن بالفرق والتأثير، بعيداً عن أيّ معتقدات خطأ تسببت بعزوف الكثير عن ممارسة اليوغا، خصوصاً الذين يظنون أنها مرتبطة بطقوس ومعتقدات دينية معيّنة، فبعد التجربة وممارسة اليوغا، يكتشفون أنها تمارين لا تتعارض مع الدين، أو العادات، بل يمكن أن تكون أداة روحية وجسدية لتحقيق السلام الداخلي، والانغماس في الحياة اليومية».

البخور لها دور قوي في التعافي

وأكدت ميثا المقبالي أن تأثير اليوغا يتم ملاحظته مباشرة بعد الجلسة الأولى، وهذا سبب آخر من أسباب جذب النساء لحضور الجلسات والاستمرار في التمارين «بما أننا نتحدث عن المجتمع الإماراتي، فهو مجتمع سريع، ويحب رؤية النتائج بسرعة، والشعور بتحسن جودة حياتهم، خاصة بالنسبة إلى النساء والأمّهات الباحثات عن استعادة طاقتهنّ، والتخلص من التوتر، فنحن نرشدهم إلى طرق التواصل مع الجسد، وفهمه عبر عادات كان يستخدمها أباؤنا في الماضي، مثل جلسات التأمل في الصحراء، تتخللها حركات جسدية تجدّد الطاقة، وحتى البخور له دور قوي في التعافي، والتواصل مع الطبيعة، هذه الأمور تؤكد لهنّ أن اليوغا عادات صحية راسخة، وليست لها أي صفة دينية، كما يعتقد الكثير».