
لطالما أكد الأطباء وخبراء الصحة أن الوقاية هي أفضل علاج. هذه المقولة التي تتردّد على مسامعنا منذ الصغر، ليست مجرّد شعار، بل هي حقيقة علمية مثبتة. فبدلاً من انتظار ظهور المرض، والعيش في معاناته، يمكننا اتخاذ العديد من الإجراءات الاحترازية للحفاظ على صحتنا، وعافيتنا.

وخلال لقاءات أجرتها «كل الأسرة» في معرض الصحة العربي، مع أطباء ومسؤولين في القطاع الطبي، أكدوا أهمية الوقاية، وكيف يمكن لكل فرد منا أن يسهم في تعزيز صحته ووقايته من الأمراض.

الفحص الدوري للتأكد من سلامة وصحة أعضاء الجسم
من جهته، يقول علي عبد الكريم، رئيس اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء «التبرع بالأعضاء عمل إنساني نبيل يسهم في إنقاذ حياة الكثيرين، ويُعد بمثابة هِبة حياة جديدة للمحتاجين. ومع ذلك، يجب علينا جميعاً، أن نحرص على الحفاظ على صحتنا، بخاصة صحة أعضائنا الحيوية، مثل الكلى، والكبد. فمن خلال إجراء الفحوصات الصحية الدورية، والمتابعة مع الأطباء، يمكننا اكتشاف أيّ مشاكل صحية في وقت مبكر، وعلاجها بشكل فعّال. بذلك، نضمن بقاء أعضائنا سليمة، وقادرة على أداء وظائفها على أكمل وجه، ما يزيد من فرصنا في التبرّع بها في حال الرغبة في ذلك، وفي الوقت نفسه، نحافظ على صحتنا، ونقي أنفسنا من الأمراض المزمنة».

علاجات لحماية البشرة من أعراض عمليات التجميل
كما أوضحت دكتورة التجميل آفاق المشهري، أن التوجه الحالي في عالم التجميل يركز بشكل متزايد على الجمال الطبيعي، حيث أصبح هناك ميل كبير لتجنب المبالغة في استخدام الحقن. بدلاً من ذلك، يتم الاعتماد على بدائل مبتكرة، مثل المحفزات البيولوجية التي تعمل على تحفيز إنتاج الكولاجين، ما يسهم في شد ورفع الوجه، من دون إضافة حجم زائد. هذه الإجراءات تمثل أحدث التقنيات التي تساعد على الحفاظ على نضارة الوجه من دون الحاجة إلى إجراء عمليات جراحية معقدة. ومن بين الإجراءات الجديدة التي تكتسب شهرة واسعة، حقن السالمون DNA، المعروف أيضاً باسم PDRN، هذا العلاج يعتمد على استخدام مشتقات الحمض النووي لسمك السلمون، ويُعدّ نوعاً من الطب التجديدي الذي يهدف إلى مكافحة علامات الشيخوخة، وتجديد الخلايا. يعمل هذا العلاج على تعزيز إنتاج الكولاجين، ما يحسن من مرونة الجلد، ويقلل من ظهور الخطوط، والتجاعيد، ومع ذلك، من المهم التنبيه إلى أن هذا العلاج غير مناسب للنساء الحوامل، والمصابين بحساسية من منتجات الأسماك، لذا يجب استشارة المختصين قبل البدء بأيّ إجراء تجميلي.
تقنيات تعزز دور الأطباء في القطاع الصحي
ولمزيد من الوقاية من تدهور صحة الإنسان، تم تسخير العديد من التقنيات الحديثة لمراقبة الحالة الصحية، وتقديم علاجات مبتكرة، ففي معرض الصحة العربي، تم استعراض العيادة الرقمية المتخصصة في اضطرابات الصداع Migrevention التي توظف الذكاء الاصطناعي لتحسين تشخيص وعلاج الصداع النصفي، والصداع الناتج عن التوتر، باستخدام تقنيات التعلم الآلي، ضمن مجموعة من ابتكاراتها في التكنولوجيا الصحية لجناح «إستونيا»، والتي طوّرتها 9 شركات طبية متخصصة.

كما شهد المعرض توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية، بين شركة M42 المتخصصة في قطاع الصحة، والمدعومة بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، مع «رابسودي» Rhapsody، منصة تمكين الصحة الرقمية، بهدف دعم مبادرات الطب الدقيق في جميع أنحاء دولة الإمارات، وخارجها. ويهدف هذا التعاون الذي يحظى بدعم «مايكروسوفت آزور» Microsoft Azure، لرسم ملامح جديدة لتكامل بيانات الرعاية الصحية وتعزيز المخرجات الصحية على مستوى العالم، للاستفادة من البنية التحتية المتطورة لمايكروسوفت آزور، ما يتيح وصولاً أوسع، وقابلية للتطوير لمؤسسات الرعاية الصحية، في جميع أنحاء العالم، وستمكن حلولها المبتكرة مقدمي الرعاية الصحية من تبادل البيانات بسهولة، وتحسين المخرجات العلاجية للمرضى، ودفع الكفاءة التشغيلية.

الاستثمار في تعزيز صحة المرأة
وعلى هامش المعرض، اجتمع قادة الرعاية الصحية العالميون، وصنّاع القرار، لمناقشة التحديات النظامية التي لا تزال المرأة تواجهها في مجال الرعاية الصحية، والخطوات التي يتم اتخاذها لسدّ هذه الفجوات، حيث سلطت الدكتورة نوال نور، رئيس قسم أمراض النساء والولادة في «ماساتشوستس الجنرال بريغهام»، الضوء على الحاجة الماسة إلى المزيد من البحوث الصحية الخاصة بالنوع الاجتماعي وطرق العناية بصحة المرأة، قائلة «من الضروري الاعتراف بالاحتياجات الصحية الفريدة للنساء، ونعالجها، حيث إن صحتهنّ ورفاههنّ جزء لا يتجزأ من قوة الأسر، والمجتمعات. ويقع على عاتقنا جميعاً - بما في ذلك صنّاع القرار والباحثون والأطباء والممرضات والجمهور – جهود تعزيز صحة المرأة حول العالم. ولإحداث فرق ملحوظ وتحسين حياة المرأة، فإن لكل فرد دوراً يلعبه، سواء كان ذلك تطوير مبادرة، أو المساهمة في اكتشاف مبتكر، حيث يعدّ الوقت الحالي هو الأنسب للاستثمار في صحة المرأة».

تقنيات حديثة لعلاج صحة الشعر
وعلى صعيد متصل، كشفت سارة خليل، أن صحة شعر المرأة، يكون انعكاساً لحالة صحية بدنية جيدة، والعكس كذلك في حال تكسّر الشعر، وسقوطه مع الوقت، وقالت خلال مشاركتها في مناسبة إطلاق «دوف» تشكيلة إصلاح روابط الشعر، بين أحدث التقنيات والمكونات المستوحاة من عالم العناية بالبشرة، من ضمنها مركب الببتيد، وتقنية Bio-Protein Care الحاصلة على براءة اختراع، والتي تخترق أعماق ألياف الشعر وتصلحها من الجذور، هذا التقدم في رعاية الشعر، يضمن صحة جيدة لشعر المرأة الذي ينعكس بدوره على صحتها بشكل عام.