في الوقت الذي تجهد فيه المرأة لتحقيق ذاتها في ميادين العمل، حيث تحقق الإنجازات تلو الإنجازات، يبقى حلم الأمومة يراودها كأغلى أمنية. ومع تأخر سِن الزواج لأسباب متعددة، يأتي تجميد البويضات كطوق نجاة يحفظ للمرأة فرصتها في تحقيق هذا الحلم، في الوقت الذي تختاره.
لم يعد تجميد البويضات مجرّد إجراء طبي، بل أصبح رمزاً للأمل والعزيمة، من خلال منح المرأة القدرة على التحكم في خصوبتها، وتأخير الحمل حتى بلوغ مرحلة الاستقرار النفسي، والاجتماعي، والمادي، التي تسمح لها بتحمّل مسؤولية الأمومة على أكمل وجه.
وقد حاورت «كل الأسرة» الدكتور السموأل الحاكم، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة فرتيكلينيك، خلال حضوره مؤتمر «فيرتيكلينيك» للخصوبة وأطفال الأنابيب بأبوظبي، حيث أوضح أن المؤتمر يُعد تجمعاً غنياً، وملهماً للعقول الرائدة في مجالات الخصوبة والطب الإنجابي، وصحة المرأة، وقد تم تصميمه بعناية لمعالجة الموضوعات الهامة، ومشاركة الأبحاث المتطورة، ومناقشة التقنيات المبتكرة باستخدام الذكاء الاصطناعي، والأمراض الوراثية والجينات، وتكرار فشل عمليات الإخصاب، وكيفية التعامل مع الحالات المستعصية، سواء بسبب التقدم في العمر، أو مشكلات خلقيّة، وكذلك العناية بالمرأة قبل، وبعد الإخصاب.
وقدم الدكتور السموأل الحاكم، عدداً من النصائح والخطوات الصحيحة لحفظ وتجميد البويضات، الذي كان يُنظر إليه في الماضي كرفاهية، حيث أصبح اليوم ضرورة للعديد من النساء.، فهو يوفر لهن فرصة الحفاظ على جودة البويضات مع التقدم في العمر، ما يزيد من فرص الحمل بطفل سليم في المستقبل.
التوقيت المثالي لتجميد البويضات
كلما كان التجميد في عمر أصغر، زادت فرص نجاح الحمل لاحقاً. ويفضل تجميد البويضات من سن 30 للحفاظ على جودة أعلى. ويمكن أن تبدأ في سِن مبكرة إذا كانت تعاني دورة غير منتظمة، أو مشاكل صحية أخرى، قد تؤثر في خصوبتها مستقبلاً، كذلك المرأة المصابة بالسرطان، أو أيّ أمراض مزمنة، وتخضع لنظام علاج معين، يفضل أيضاً التوجه لفكرة تجميد البويضات، فقد تتأثر خصوبتها بسبب هذا النوع من العلاج.
التقييم الطبي قبل البدء بتجميد البويضات
لابد من حجز استشارة مع طبيب مختص لتقييم مخزون المبيض باستخدام تحليل AMH (مضاد مولر)، وفحص الموجات فوق الصوتية لقياس عدد الجريبات. وحالياً، يعمل الذكاء الاصطناعي على تعزيز عملية تجميد البويضات، من الروبوتات والتقنيات الذكية، لفرز والتقاط البويضات الجيدة، وتطبيق طريقة حفظها.
اتّباع نمط حياة صحي
النظام الغذائي الغني بمضادات الأكسدة، وتقليل الكافيين، وممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يحسن جودة البويضات. وكذلك الابتعاد عن التدخين لأنه يضر بصحة المبايض.
عدد البويضات المجمدة
يوصى بتجميد 10-20 بويضة للحصول على فرصة جيدة للحمل مستقبلاً، حسب العمر، وجودة البويضات، ويمكن تناول أدوية تحفيز المبيض لمدة 10-14 يوماً، لتكون المرأة مستعدة لمراقبة الاستجابة الهرمونية، وزيارات متكرّرة للعيادة.
مدة وتكاليف التجميد والتخزين
يمكن تخزين البويضات لمدة عشرين سنة، ولن تتأثر جودتها عند حفظها بالتقنيات الحديثة.
والكلفة تختلف حسب الدولة والمركز، ويجب الاستفسار عن رسوم الاستخراج، والتجميد، والتخزين السنوي، ولدينا في الإمارات مراكز متعددة، تراوح الكلفة فيها بحدود الـ 9 آلاف درهم.
التخطيط لما بعد تجميد البويضات
عند الرغبة في الحمل لاحقاً، يمكن إذابة البويضات، وتخصيبها بتقنية أطفال الأنابيب (IVF)، لذا تأكدي من فهم خطوات ما بعد التجميد، حيث يتم تجهيز بطانة الرحم في اليوم الثاني من الدورة، ونحقن البويضات في فترة معيّنة، وفي اليوم الثاني تصبح البويضة ملقحة، وفي اليوم التالي تصبح جنيناً، وبعد ذلك تستمر مراقبة هذه البويضة لمدة خمسة أيام، ثم نعمل خزعة للفحص الوراثي، ونعود لتجميدها كأجنّة، ثم تمرّ بعدد من الاختبارات للتأكد من سلامة الحمل مع الأطباء المختصين.