
متلازمة الطفل الأزرق، والتي تسمى أيضاً الزرقة، أو الزرق، هي حالة تصيب الأطفال حيث يظهر جلدهم باللون الأزرق، أو الأرجواني. وقد يكون سببها العديد من الأشياء مثل العيوب الخَلقية، أو أمراض القلب، أو أمراض الرئة، يولد بها بعض الأطفال، أو يصابون بها في وقت مبكر من حياتهم.
يظهر هذا المظهر الأزرق بشكل أكثر وضوحاً في الأماكن التي يكون فيها الجلد رقيقاً، مثل الشفاه، وشحمة الأذن، وأسرّة الأظافر. وعلى الرغم من أن متلازمة الطفل الأزرق ليست شائعة، ولكن يمكن أن تحدث بسبب العديد من عيوب القلب الخَلقية، (أي الموجودة عند الولادة)، أو العوامل البيئية، أو الوراثية.
ما الذي يسبب متلازمة الطفل الأزرق؟
يكتسب الطفل لوناً أزرق بسبب الدم غير المؤكسج. ففي الأحوال الطبيعية، يتم ضخ الدم من القلب إلى الرئتين، حيث يحصل من هناك على الأوكسجين، ثم يتم توزيع الدم مرة أخرى عبر القلب إلى جميع أنحاء الجسم.
وعندما تكون هناك مشكلة في القلب، أو الرئتين، أو الدم، فقد لا تتم أكسجة الدم بشكل صحيح، وهذا يتسبب بتحوّل الجلد إلى اللون الأزرق.
يمكن أن يحدث نقص الأوكسجين لعدة أسباب، منها:
«رباعية فالو»
على الرغم من كونها عيباً خَلقياً نادراً في القلب، إلا أن الحالة المسماة «رباعية فالو» هي السبب الرئيسي لمتلازمة الطفل الأزرق. إنها في الواقع مزيج من أربعة عيوب في القلب، يمكن أن تقلل من تدفق الدم إلى الرئتين، وتسمح للدم الفقير بالأوكسجين بالتدفق إلى الجسم.
تتضمن «رباعية فالو» حالات مثل وجود ثقب في الجدار الذي يفصل البطينين، الأيسر والأيمن للقلب، وعضلة تعيق تدفق الدم من البطين الأيمن إلى الشريان الرئوي.
ميتهيموغلوبينية الدم
تنشأ هذه الحالة من التسمم بالنترات. ويمكن أن تحدث عند الأطفال الذين يتغذون على حليب الأطفال المخلوط بمياه الآبار، أو طعام الأطفال المصنوع منزلياً من أطعمة غنية بالنترات، مثل السبانخ، أو البنجر.
وغالباً ما تحدث هذه الحالة عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر. فعندما يكون الأطفال في هذا العمر الصغير تكون القناة الهضمية لديهم أكثر حساسية، وأقلّ تطوراً، ومن المرجح أن تتحوّل النترات إلى نتريت. ومع دوران النتريت في الجسم، فإنه ينتج الميثيموغلوبين. وبينما الميثيموغلوبين غني بالأوكسجين، فإنه لا يطلق الأوكسجين في مجرى الدم، وهذا يعطي الأطفال المصابين بهذه الحالة لونهم الأزرق.

عيوب خَلقية أخرى في القلب
الجينات تسبب معظم عيوب القلب الخَلقية. على سبيل المثال، غالباً ما يعاني الأطفال الذين يولدون بمتلازمة داون، مشاكل في القلب.
كما يمكن أن تؤدي المشاكل المتعلقة بصحة الأم، مثل مرض السكري من النوع 2 الكامن، وغير الخاضع للسيطرة، أيضاً إلى إصابة الطفل بعيوب في القلب.
تحدث بعض عيوب القلب أيضاً من دون سبب واضح على الإطلاق. عدد قليل فقط من عيوب القلب الخلقية تسبب زرقة.
أعراض متلازمة الطفل الأزرق
إضافة إلى اللون الأزرق للجلد، تشمل الأعراض الأخرى لمتلازمة الطفل الأزرق ما يلي:
- التهيّج
- الخمول
- مشاكل التغذية
- عدم زيادة الوزن
- مشاكل في النمو
- سرعة ضربات القلب أو التنفس
- أصابع اليدين والقدمين الملتوية (أو المستديرة)
كيف يتم تشخيص متلازمة الطفل الأزرق؟
إضافة إلى أخذ تاريخ طبي شامل، وإجراء فحص بدني، من المحتمل أن يقوم طبيب الأطفال بإجراء عدد من الاختبارات التي ستساعد على تحديد سبب متلازمة الطفل الأزرق، وربما تشمل:
- فحوصات الدم
- أشعة إكس على الصدر لفحص الرئتين وحجم القلب
- تخطيط كهربية القلب (EKG) للنظر في النشاط الكهربائي للقلب
- تخطيط صدى القلب لرؤية تشريح القلب
- قسطرة القلب لتصوير شرايين القلب
- اختبار تشبّع الأوكسجين لتحديد كمية الأوكسجين الموجودة في الدم
ما هو علاج متلازمة الطفل الأزرق؟
يعتمد العلاج على سبب متلازمة الطفل الأزرق. فإذا كانت الحالة ناتجة عن عيب خَلقي في القلب، فمن المرجح أن يحتاج طفلك إلى إجراء عملية جراحية في مرحلة ما.
قد يوصى أيضاً بالأدوية، وتعتمد هذه التوصية على شدّة العيب. يمكن للأطفال المصابين بمتلازمة ميتهيموغلوبينية الدم عكس الحالة عن طريق تناول عقار يسمى الميثيلين الأزرق، والذي يمكن أن يوفر الأوكسجين للدم. يتطلب هذا العقار وصفة طبية، وعادة ما يتم توصيله عن طريق إبرة يتم إدخالها في الوريد.
كيف يمكنك منع متلازمة الطفل الأزرق؟
بعض حالات متلازمة الطفل الأزرق هي مجرّد حالة طبيعية، ولا يمكن منعها. ومع ذلك، يمكن تجنب حالات أخرى، وتشمل الخطوات التي يجب اتخاذها:
لا تستخدمي مياه الآبار
لا تحضّري حليب الأطفال باستخدام مياه الآبار، أو تعطي الأطفال مياه الآبار للشرب، حتى يتجاوزوا 12 شهراً من العمر. ولن يزيل الماء المغلي النترات. يجب ألّا تتجاوز مستويات النترات في الماء 10 ملجم/ لتر. ويمكن لقسم الصحة أن يقدم لك المزيد من المعلومات حول مكان إجراء اختبار مياه الآبار.
امتنعي عن الأطعمة الغنية بالنترات
تشمل الأطعمة الغنية بالنترات البروكلي، والسبانخ، والبنجر، والجزر. حدّدي الكمية التي تطعمينها لطفلك قبل بلوغه 7 أشهر. إذا كنت تصنعين طعام طفلك بنفسك ويجب عليك استخدام هذه الخضروات، فاستخدمي المجمدة بدلاً من الطازجة.
تجنبي التدخين وبعض الأدوية أثناء الحمل
سيساعد تجنب هذه الأشياء على منع عيوب القلب الخَلقية. وإذا كنت تعانين مرض السكّري، فتأكدي من التحكم الجيد في حالتك، وأنك تحت رعاية الطبيب.
مراجعة سريعة
متلازمة الطفل الأزرق هي اضطراب نادر له مجموعة متنوعة من الأسباب. قد ينصحك طبيبك بأي شيء، بدءاً من عدم العلاج الفوري، وحتى الجراحة. يمكن أن تكون الجراحة محفوفة بالمخاطر للغاية عند إجرائها على طفل حديث الولادة.
بمجرد تحديد السبب وعلاجه بنجاح، يمكن لمعظم الأطفال المصابين بمتلازمة الطفل الأزرق أن يعيشوا حياة طبيعية مع عواقب صحية قليلة.
اقرأ أيضاً: 11 حالة شائعة عند الأطفال حديثي الولادة.. تعرّفي إليها لتكوني مستعدة