09 مارس 2025

تعرّفي إلى أعراض غير عادية لانقطاع الطمث

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

في المتوسط، يحدث انقطاع الطمث بين سِن 45 و55 عاماً، وبالنسبة إلى كل امرأة تقريباً، يأتي انقطاع الطمث مصحوباً بأعراض، ولكن الأعراض يمكن أن تبدأ قبل ذلك بعشر سنوات، وهي الفترة التي تسمّى انقطاع الطمث.

الهبّات الساخنة هي أكثر الأعراض شيوعاً، حيث تعانيها 3 من أصل 4 نساء، ولكن هناك العديد من الأعراض الأخرى الأقل شهرة، والتي يمكن أن تكون ناجمة أيضاً عن فقدان هرمون الإستروجين الذي يحدث عندما تصبح الدورة الشهرية غير منتظمة، وتتوقف في النهاية.

نستعرض في ما يلي المزيد من أعراض انقطاع الطمث المفاجئة، ولماذا تحدث، وما يمكنك فعله حيال ذلك:

مجلة كل الأسرة

آلام العضلات والمفاصل

خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث، وعند انقطاع الطمث، تشعر بعض النساء بآلام في عضلاتهنّ ومفاصلهنّ، لكنهنّ لا يعرفن السبب. ربما يعتقدن أن هذا جزء من الشيخوخة، ولكن في الواقع قد يكون ذلك أحد أعراض انقطاع الطمث. فعندما «يخرج الإستروجين من الباب»، فإنه يؤثر في الأنسجة العضلية الهيكلية، بما في ذلك العضلات، والعظام، والدهون، والخلايا الجذعية المشتقة من العضلات، لأن كل هذه الخلايا لديها مستقبلات الإستروجين.

تشير الأبحاث إلى أن أكثر من نصف النساء في سِن اليأس يعانين آلام العضلات والمفاصل، والتي يمكن أن تكون منهكة. وهناك بعض الأشياء التي يمكن للمرأة القيام بها لمكافحة آلام العضلات والمفاصل، إضافة إلى تناول الأدوية، منها رفع الأوزان، وتبنّي ممارسة القفز للمساعدة على تحفيز كثافة العظام، وبناء العضلات. كما أثبتت بعض الأنشطة، مثل القفز بالحبل، أو القفز على ساق واحدة، أنها آمنة، وتحافظ على كثافة العظام، أو تحسّنها لدى النساء بعد انقطاع الطمث، ولكن مع اتّباع التعليمات والإشراف المناسبين للحدّ من خطر الإصابة.

الجلد الجاف والحكّة

الجلد الجاف والحكّة، من الأعراض الشائعة، وغير المريحة لانقطاع الطمث. فمع انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، تنخفض أيضاً قدرة بشرتك على الاحتفاظ بالرطوبة. فانخفاض هرمون الإستروجين يقلل من إنتاج الزيوت الطبيعية، والكولاجين، ما يجعل الجلد أرقّ، وأكثر عرضة للجفاف والحكّة.

ولمكافحة جفاف الجلد، استخدمي صابوناً لطيفاً غير معطّر عند الاستحمام، ورطّبيه بعد ذلك. ضعي المستحضر على مناطق بشرتك التي تشعرين بجفافها طوال اليوم.

فقدان امتلاء الثدي

العديد من النساء قد يلاحظن تغيّراً في امتلاء الثديين، عندما يمررن بانقطاع الطمث. يؤدي انخفاض مستويات هرمون الإستروجين إلى انكماش الأنسجة الغديّة في الثديين، ما يؤدي إلى أنسجة ثدي أقلّ كثافة، وأكثر دهنية، حيث تصبح أنسجة الثدي أكثر ليونة، وتشعر المرأة بأن ثدييها يظهران بشكل مختلف عمّا كانا عليه في أيام ما قبل انقطاع الطمث.

طعم معدني في فمك

يُعد الطعم المعدني في فمك من الأعراض غير الشائعة، ولكن المعترف بها لبعض النساء اللاتي يمررن بانقطاع الطمث. يمكن أن تؤثر مستويات هرمون الإستروجين المتقلبة في براعم التذوق، والمسارات في الدماغ التي تتحكم في التذوق.

كما يمكن أن يسبب ما يسمى بحرقة الفم، وهو طعم مر، أو معدني في الفم، والذي يرتبط أيضاً بانقطاع الطمث،. وتشمل الأعراض الأخرى لحرقة الفم الألم، وعدم الراحة، والوخز، والحرقة، والخدر، أو الإحساس بالحرقة في الفم، والشفتين، واللسان.

مجلة كل الأسرة

جفاف الفم ومشاكل الأسنان

يُقدّر الباحثون أن 1 من كل 4 نساء، قد تعاني انخفاضاً في تدفق اللعاب عندما تنخفض مستويات هرمون الإستروجين.

ويرجع جفاف الفم في المقام الأول إلى انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، والذي يمكن أن يقلل بشكل كبير من إنتاج اللعاب، ما يؤدي إلى الشعور بالجفاف، في الفم والحلق.

هناك ارتباط مباشر بين التغيّرات الهرمونية وصحة الفم أثناء انقطاع الطمث، ما يجعل النساء أكثر عرضة لأمراض اللثة. وإذا تُرِكت هذه الحالة من دون علاج، فقد يؤدي ذلك إلى أعراض مثل نزيف اللثة، والالتهاب، وحتى فقدان الأسنان.

رائحة الجسم

على الرغم من أن انقطاع الطمث في حدّ ذاته لا يسبب ظهور رائحة الجسم بشكل مباشر، إلا أن التغيّرات الهرمونية خلال هذا الوقت يمكن أن تؤثر في العوامل التي قد تسهم في ذلك.

على سبيل المثال، عندما تنخفض مستويات هرمون الإستروجين لديك، تنخدع غدة الوطاء لديك، فتعتقد أنك تعانين ارتفاع درجة الحرارة، ويتسبب ذلك بتعرّقك بشكل مفرط، كما هو الحال أثناء الهبّات الساخنة، ما قد يؤدي إلى رائحة جسم غير محبّذة.

أظافر هشة

تشير الأبحاث إلى أن أغلبية النساء يشعرن بأن أظافرهنّ جافة وهشّة، بعد المرور بانقطاع الطمث. إذ يؤدي انخفاض مستويات هرمون الإستروجين أثناء انقطاع الطمث إلى انخفاض إنتاج الكولاجين، وتقليل احتباس الرطوبة، ما قد يضعف الأظافر، ويجعلها أكثر عرضة للكسر، أو الانقسام. كما قد تؤثر التغيرات الهرمونية في نمو الأظافر.

مجلة كل الأسرة

الدوخة

على الرغم من أنها ليست شائعة، إلا أن بعض النساء يعانين الدوخة، أو الدوار، أثناء انقطاع الطمث. ويقول الأطباء إن التقلبات الهرمونية، بخاصة انخفاض هرمون الإستروجين، يمكن أن تؤثر في الجهاز العصبي، والدورة الدموية، ما يؤدي إلى الدوخة أو الدوار العرضي.

كما ارتبط انقطاع الطمث بأنواع مختلفة من الدوار، بما في ذلك «دوار الوضعة الانتيابي الحميد»، والذي يحدث بسبب تغيّرات في وضع الرأس.

ويمكن أن تسهم عوامل أخرى مرتبطة بانقطاع الطمث، مثل اضطرابات النوم، أو القلق، أو التغيّرات في ضغط الدم، في الدوار أيضاً.

طنين الأذن

طنين الأذن، أو الشعور بالرنين في الأذنين، ليس من أعراض انقطاع الطمث الشائعة، لكن انقطاع الطمث يمكن أن يسهم في طنين الأذن لدى بعض النساء.

يمكن أن يؤثر انخفاض مستويات هرمون الإستروجين أثناء انقطاع الطمث في تدفق الدم، ووظيفة الأعصاب في الجهاز السمعي، ما قد يؤدي إلى طنين الأذن. كما قد تؤدي التقلبات الهرمونية إلى تفاقم التوتر، أو القلق، المعروفين بتكثيف أعراض طنين الأذن.

 قد تلعب التقلّبات الهرمونية أيضاً دوراً في المعاناة من «مرض منيير»، وهو مرض مزمن، ومعوّق، يصيب الأذن الداخلية. ويعاني الأشخاص المصابون بـ«مرض منيير» نوبات، متكرّرة وعفوية، من الدوار، والتي غالباً ما تأتي مع فقدان السمع، وتغيّرات الرؤية، وطنين الأذن النابض، وهو نوع من طنين الأذن يسبب صوتاً قوياً، أو صفيراً في إحدى الأذنين، أو كلتيهما.

وخز أو خدر أو شعور «زاحف» على الجلد

الشعور العصبي غير المعتاد، مثل الوخز، أو الخدر، أو الحكّة، أو الشعور بشيء «يزحف» على الجلد، يمكن أن يكون ناجماً عن انقطاع الطمث، لكنه ليس شائعاً جداً.

وترتبط هذه الأعراض، التي يشار إليها غالباً باسم التنميل، مّرة أخرى بالتغيّرات الهرمونية أثناء انقطاع الطمث، بخاصة انخفاض هرمون الإستروجين.

ويلعب هرمون الإستروجين دوراً في الحفاظ على وظائف الأعصاب الصحية، ويمكن أن يؤدي انخفاضه إلى حساسية الأعصاب، أو اضطراباتها. إضافة إلى ذلك، قد يؤدي الإجهاد، أو القلق، أو اضطرابات النوم أثناء انقطاع الطمث، إلى تكثيف هذه الأحاسيس.

 وعلى الرغم من أن هذا التغيير يمكن أن يكون مرتبطاً بانقطاع الطمث، إلا أنه يمكن أن يكون أيضاً علامة على حالات صحية أخرى، أكثر خطورة. وإذا استمر حدوثه، تحدثي إلى الطبيب المختص.

الصدمات الكهربائية وصدمات الدماغ

ربما سمعت نساء يتحدثن عن «صدمات الدماغ» أو الأحاسيس الشبيهة بالصدمات الكهربائية أثناء انقطاع الطمث، وهي شيء حقيقي (على الرغم من أنها ليست شكوى شائعة).

يمكن أن تتمثل هذه الأحاسيس بصدمات خفيفة إلى شديدة من الألم تشع من الرأس، أو الأطراف، وعادة ما تكون مرتبطة بالتقلبات الهرمونية، بخاصة انخفاض مستويات هرمون الإستروجين.

ولا يوجد الكثير من الأبحاث حول هذه الظاهرة، ولكن يُعتقد أنها مرتبطة بالتغيّرات في الجهاز العصبي، ونشاط الناقل العصبي أثناء انقطاع الطمث.

وعلى الرغم من أنها قد تكون غير مريحة، إلا أن هذه الأحاسيس مؤقتة عموماً.

مجلة كل الأسرة

ضعف المثانة

يمكن أن يتسبب ضعف المثانة بتسرب البول عند العطس، أو الضحك، أو القفز، أو رفع شيء ثقيل.

وضعف المثانة، المعروف أيضاً باسم سلس البول، هو مشكلة شائعة جداً أثناء، وبعد فترة انقطاع الطمث. وتؤثر مستويات هرمون الإستروجين المنخفضة أثناء انقطاع الطمث في عضلات وأنسجة قاع الحوض، والمسالك البولية، ما يؤدي إلى ضعف دعم المثانة. 

يساعد هرمون الإستروجين أيضاً، على مرونة وصحة مجرى البول والمثانة. ويعني انخفاض هرمون الإستروجين أن هذه العوامل ليست قوية، ما قد يجعل التحكم في المثانة صعباً أيضاً. وإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسهم عوامل انقطاع الطمث الأخرى، مثل زيادة الوزن والتغيرات في عضلات قاع الحوض، في ضعف المثانة.

مراجعة سريعة

يمكن أن يؤثر انخفاض هرمون الإستروجين المرتبط بانقطاع الطمث فب العضلات، والمفاصل، والجلد، والأظافر، والفم، والمثانة، ما قد يؤثر سلباً في جودة الحياة.

ويمكن أن تؤثر التحولات الهرمونية المرتبطة بانقطاع الطمث أيضاً في الجهاز العصبي، ما يسبب مشاكل، مثل طنين الأذن، والدوار، وإحساس «الصدمة الكهربائية». وقد يخفف العلاج الهرموني بعض أعراض انقطاع الطمث، ولكن يجب على المرأة مناقشة احتياجاتها الفردية ومخاطرها، مع الطبيب المختص للحصول على العلاج الأمثل.

اقرئي أيضاً: كيف تتعاملين مع آلام الطمث أثناء العمل؟