ها قد حلّ شهر رمضان المبارك، كل عام وأنت بخير. شهر التفرغ للعبادة والتفكّر في معاني هذا الشهر الفضيل، والقيم التي يحملها للبشرية. ومن الطبيعي أن يكون الانقطاع عن الأكل والشرب لساعات طويلة، خلال اليوم، تحدّياً للبعض من ناحية ظهور أعراض وعلامات تصب جميعها في تعريف انخفاض الطاقة. لذلك من المهم للغاية، معرفة كيفية الحفاظ على طاقتنا مرتفعة، أو مستقرة أثناء صيامنا.
الالتزام بنظام غذائي معيّن، أو عدم الالتزام على الإطلاق، أو الحرص على عادات تغذية معينة، وفي أوقات محدّدة في اليوم.. جميعها أمور يتوقف العمل بها أثناء شهر رمضان المبارك، ليكون الالتزام بجدول الشهر الفضيل عاماً لجميع الصائمين.
لهذا السببّ يكرّر الخبراء والأطباء نصائحهم بضرورة التحضير لصيام شهر رمضان، قبل حلول موعده من أجل التهيؤ، بدنياً ونفسياً، للصيام.. ويقدمون في هذا الشأن عدداً من النصائح التي تتعلق بطرق الحفاظ على طاقتنا بمستوى يمكننا من القيام بأنشطتنا اليومية، على الوجه الأفضل.
فالأعراض الرئيسية التي يمكن أن تظهر من الصيام هي الصداع، وانخفاض مستويات الطاقة، وتقلّبات المزاج. وتميل هذه الأعراض إلى أن تكون خفيفة في البداية، ومع تقدم الشهر، تختفي شيئاً فشيئاً، مع تكيف الجسم مع وضع الصائم، وظروفه.
كيف تحافظ على مستويات الطاقة وأنت صائم؟
استعد مسبقاً
- ينصح الخبراء والأطباء لصيام شهر رمضان، بضرورة الاستعداد للشهر الفضيل قبل أسبوع، أو أسبوعين، من موعده.
- ابدأ بتقليل تناول الكافيين، وشرب المزيد من الماء، وتوزيع وجباتك على مدار اليوم، كي تمنح نفسك بداية جيدة، تكون على قدر ما ينتظرك من مشقة.
- احرص على تنظيم نمط نومك مسبقاً أيضاً، ابدأ بالنوم مبكراً قليلاً، واستيقظ مبكراً قليلاً.
بإمكاننا تشبيه الأمر بالاستعداد لسباق الماراثون، وليس الركض السريع. لديك 30 يوماً، ستشعر فيها بالتعب أكثر فأكثر مع اقترابك من النهاية، لذا من المهم التأكد من الاستعداد لذلك.
ضع لنفسك روتيناً
إن مفتاح إدارة مستويات الطاقة أثناء الصيام هو إدارة التفاعل بين النظام الغذائي، والتمارين الرياضية، والنوم. فالتخطيط للأيام المباركة وإدارة الوقت، أمران حاسمان في مساعدتك على الحفاظ على الطاقة لدعم العزيمة والأداء طوال الشهر.
عليك بالقيلولة
يجد الخبراء أن القيلولة القصيرة مفيدة جداً أثناء النهار. فمن المعروف أن صلاة الليل خلال شهر رمضان عبادة هامة، لذلك فإن القيلولة القصيرة تساعد على تعويض النوم الذي قد يفتقده الصائم.
أبطئ نشاطك
أبطئ الأمور خلال هذا الشهر، إذا لزم الأمر. إذا كان لديك إجازة سنوية يجب أن تأخذها، فقد يكون هذا وقتاً جيداً للتمتع بهذه الإجازة.
لذا، إذا كان لديك أطفال، فحاول تنظيم يومك بما يناسبك، ويناسبهم معاً. وإذا لم يكن الأطفال صائمين، يمكنك إشراكهم في أنشطة خارج المنزل، حتى تتمكن من أخذ قسط من الراحة.
الشهر لا يتعلق بالصيام فقط. إنه يتعلق بالتواجد مع العائلة، وأخذ بعض الوقت بعيداً عن المشاغل، والهموم اليومية. يمكننا استخدامه كزر إعادة ضبط، والعودة إلى ما هو هام حقاً.
اتبع نظاماً غذائياً متوازناً
ستنخفض مستويات الطاقة حتماً، مع تقدمك طوال الشهر وأنت صائم، ولهذا السبب، من المهم تناول وجبة إفطار متوازنة. يجب أن تحرص على تناول النوع المناسب من الأطعمة في هذا الشهر، ونعني بذلك الأطعمة التي تطلق الطاقة ببطء، بخاصة في بداية اليوم.
على سبيل المثال، تناول طبق من الزبادي مفيد جداً أيضاً، لأنه يبرد المعدة، ويساعد على تقليل الكثير من الحموضة التي تتراكم أثناء النهار، بسبب عدم تناول أي طعام.
كما ينصح الأطباء بتجنب تناول كميات كبيرة من السكّر طوال فترة الصيام، لأنها في الواقع ستتسبب بمشاكل بعد الأكل، حيث تشعر بالسوء بعد تناول الطعام. إن اتباع نظام غذائي متوازن أمر ضروري حقاً، طوال شهر رمضان.
فمن الشائع أن يتناول الناس الكثير من الطعام أثناء شهر رمضان، ولكن من المهم للغاية عدم القيام بذلك، لأن نتائجه وخيمة على صحتك لاحقاً. أحياناً يمكن أن تساعدك بعض التقنيات الخاصة بالنظام الغذائي الصحي، مثل حساب السعرات الحرارية، في هذا الأمر.
الترطيب
من النصائح الهامّة أيضاً في شهر رمضان المبارك، الحفاظ على مستويات المياه، ومستويات الترطيب.
اقرأ أيضاً: رمضان.. جسر للتواصل وتعزيز الروابط الأسرية