متلازمة أسبرجر لدى المراهقين.. الأعراض والعلاج والرعاية الواجب اتباعها

تنتمي متلازمة أسبرجر، أو اضطراب أسبرجر، إلى مجموعة اضطرابات طيف التوحد. وعلى الرغم من أن هذه المتلازمة ليست مرضاً عقلياً شديداً؛ لكنها قد تؤثر لدى المراهقين في جودة حياتهم، بما في ذلك المهارات الاجتماعية والشخصية، بينما قد يجد الأطفال صعوبة في التواصل، والتصرف، وإظهار سلوك متكرر، إذا تُركت من دون علاج.
نستعرض في ما يلي المزيد عن أعراض وأسباب متلازمة أسبرجر لدى المراهقين، وكيفية التعامل معها:
كيف يبدو شكل متلازمة أسبرجر لدى المراهقين؟
بالنسبة إلى شخص غير مدرّب، قد يبدو المراهق المصاب بمتلازمة أسبرجر كأنه طفل طبيعي، ولكن يتصرف بشكل مختلف. وعادة ما يحب المراهقون المصابون بهذا الاضطراب اتّباع أسلوب حياة رتيب، ويكرهون أيّ تغييرات في روتينهم. كما قد يعتبرون أنفسهم غير متوافقين مع أقرانهم، ويظهرون عدم اهتمام بالتفاعل مع الآخرين.
يبدو أنهم لا يتواصلون بالعين، أو يتواصلون بها قليلاً، ولديهم تعبيرات وجه قليلة، ويبدون محرجين اجتماعياً، حيث قد يفشلون في فهم المحادثات، أو الإيماءات، أو السخرية. وعادة ما يعاني المراهق المصاب بمتلازمة أسبرجر أعراضاً أقلّ حدّة من المراهق المصاب بالتوحد، كما أنهم لا يعانون عادة تأخيراً في الكلام.

ما هي أعراض متلازمة أسبرجر؟
تظهر علامات وأعراض متلازمة أسبرجر عموماً، في مرحلة الطفولة المبكرة وتتطوّر تدريجياً في مرحلة المراهقة. وقد تختلف أعراض أسبرجر بين المراهقين؛ ومع ذلك، تتضمن بعض الأعراض الشائعة التالية:
- تجنّب التفاعلات الاجتماعية والصداقات
- الحساسية للضوء والأصوات
- صعوبات المعالجة الحسية
- استخدام التواصل غير اللفظي
- عدم القدرة على المحادثة، على الرغم من امتلاك مهارات لغوية جيدة
- تكرار السلوكات ووجود روتين واهتمامات ثابتة
- ضعف مهارات الأداء التنفيذي
- عدم القدرة على التعاطف مع الآخرين، أو فهم المعايير والتعليمات الاجتماعية النموذجية
- السلوك العدواني أو الغريب المتكرّر
- الشعور بالإحباط إذا لم تحدث الأمور على طريقتهم
- الشعور بالعاطفة تجاه الأشياء التي تُقال لهم والحساسية المفرطة للنقد
- صعوبة تكوين صداقات
ما الذي يسبب متلازمة أسبرجر لدى المراهقين؟
السبب الدقيق لمتلازمة أسبرجر غير معروف. ومع ذلك، يعتقد الخبراء أن العوامل الوراثية والعصبية والبيئية تلعب دوراً.
إضافة إلى ذلك، هناك الجوانب المتعلقة بالحمل، مثل تقدم الوالدين في السّن أثناء الحمل، والتشوّهات الكروموسومية، مثل متلازمة كروموسوم إكس الهش، والأدوية التي تتناولها الأم للقلق، أو اضطرابات المزاج، كل هذا قد يزيد أيضاً من خطر إصابة الطفل بمتلازمة أسبرجر.
وترتبط العديد من الجينات بمتلازمة أسبرجر، والجين الرئيسي هو جين GABRB3، الذي يرتبط أيضاً بحالات طيف التوحد الأخرى . وتجري في الوقت الراهن الكثير من الأبحاث لفهم الاختلافات الجينية المتعدّدة، والعوامل البيئية التي تُعد عوامل محفزة محتملة لهذه المتلازمة.
ولكن ما يؤكد عليه الخبراء في هذا المجال أن متلازمة أسبرجر لا تحدث بسبب سوء التربية، أو التطعيم، أو الظروف الاجتماعية الأخرى.

كيف يتم تشخيص متلازمة أسبرجر؟
يتم تشخيص متلازمة أسبرجر من قِبل متخصص طبي لديه خبرة في دراسة اضطرابات طيف التوحد، حيث يستند إلى الملاحظة الدقيقة، وتقييم تاريخ نموّ المراهق. إضافة إلى ذلك، قد يتم استجواب المراهق لمعرفة المزيد عن قدراته على التعلم، والمهارات الاجتماعية، ومهارات الحركة، والاهتمامات الخاصة.
يمكن أن يستغرق التقييم بضع سنوات، ويتم عادة في المنزل، أو المدرسة، أو في غرفة اللعب. إضافة إلى ذلك، قد يجري الطبيب فحوصات موحدة، مثل اختبارات الفحص الخاصة بالتوحد، واختبارات الدم، أو الجينات للبحث عن أيّ اضطرابات وراثية أساسية، مثل متلازمة كروموسوم X الهش، أو اضطرابات التمثيل الغذائي الوراثية .
ما هي خيارات العلاج لمتلازمة أسبرجر؟
لا يوجد علاج لمتلازمة أسبرجر. ومع ذلك، فإن التشخيص في الوقت المناسب يمكن أن يساعد على اتخاذ الخطوات اللازمة لتجنب المخاطر المحتملة. وعلاوة على ذلك، مع توفر مجموعة واسعة من خيارات العلاج، أصبح من الممكن الآن علاج الحالة وإدارتها. إضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد التثقيف بشأن هذه المسألة الأفراد على فهم التحديات المرتبطة بها، بشكل أفضل.
عموماً، لقد ثبت أن الجمع بين الأدوية والعلاجات لتحسين المهارات، الاجتماعية والسلوكية والتواصلية، يساعد المراهقين الذين يعانون هذه الحالة. ويتم إعطاء الأدوية لتقليل الأعراض والسيطرة على السلوكات المؤذية للذات. كما أن بعضها فعّال في الحد من السلوكات المتكررة، وأيضاً، مثبتات المزاج والمنشطات تساعد على السيطرة على فرط النشاط، والسلوك الغريب لدى المراهقين.
يجب تناول هذه الأدوية تحت إشراف طبيب نفساني، أو طبيب طفلك، لأنها آثارها الجانبية تشكل خطراً.
العلاجات البديلة: يوصى بالعلاج السلوكي المعرفي، وتدريب المهارات الاجتماعية، والعلاج الأسري، والعلاجات القائمة على تحليل السلوك التطبيقي لمساعدة المراهق على تطوير استراتيجيات التأقلم، وتعزيز مهاراته الشخصية، وتعلّم مهارات الحياة المستقلة، مثل الالتزام بالمواعيد، والعناية الشخصية.
وتشمل العلاجات الأخرى العلاج بالجلوبيولين المناعي الوريدي، والبرامج التعليمية الفردية، وتدريب التكامل السمعي، والعلاج الغذائي المتخصص. ولا تُستخدم هذه العلاجات على نطاق واسع، لأنها لا تزال قيد البحث، لذلك يجب استشارة طبيب الطفل قبل الشروع في أيّ من هذه العلاجات، لتوفير نظام علاجي شخصي وفقاً لمتطلبات الطفل.

ماذا يفعل الأبوان مع ابنهما المصاب بمتلازمة اسبرجر؟
في ما يلي بعض المؤشرات التي يجب أن تضعها في الاعتبار عند مساعدة طفلك المصاب بمتلازمة أسبرجر:
- قم بإنشاء روتين ثابت لتوفير الشعور بالاستقرار والأمان
- شجّعه على التواصل المفتوح، وساعده على التعبير عن مشاعره وتجاربه
- علّمه كيفية التعبير عن الغضب والعواطف الأخرى من دون أن يكون عدوانياً للغاية
- كن قدوة في كيفية التصرف في المواقف الاجتماعية المختلفة، والتفاعل مع الأشخاص من مختلف الأعمار
- استخدم التعزيز الإيجابي لتشجيع الاستقلال، والعناية الذاتية، والسلوكات المحترمة، أثناء التفاعلات الاجتماعية
اقرأ أيضاً: 7 مشاهير أعلنوا إصابتهم بالتوحّد وكشفوا أسرارهم ومعاناتهم