17 مارس 2025

خبراء ينصحون بمراقبة العلامات المبكرة.. كيف تعرف أن طفلك نرجسي؟

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

الإفراط في حب الذات، والحاجة الشديدة إلى جذب إعجاب الآخرين، والمحاربة في سبيل الحصول على معاملة خاصة.. كل هذه، وغيرها، هي من علامات النرجسية التي يظن الكثيرون أنها خاصة بالمراهقين، بخاصة، والبالغين عامة. ولكن اضطراب الشخصية النرجسية يصيب الأطفال أيضاً، ويراه الخبراء حالة عقلية أكثر تعقيداً وتقدماً، عند مقارنتها بالنرجسية فقط.

وتشير بعض الأرقام إلى أن نحو 50 إلى 75٪ من جميع الأشخاص الذين تم تشخيصهم باضطراب الشخصية النرجسية، هم من الذكور. وقد يؤدي اضطراب الشخصية النرجسية غير المعالج عند الأطفال إلى العديد من المضاعفات، مع تقدم الأطفال في العمر.

مجلة كل الأسرة

ما هو اضطراب الشخصية النرجسية؟

عندما يرتبط اضطراب الشخصية بحب الشخص الشديد لنفسه، وإعجابه بنفسه، وأهميته، ومتطلباته، ورغباته، ورفاهيته، يُطلق عليه اضطراب الشخصية النرجسية. إذ يصبح الطفل منغمساً في ذاته، وقد يعاني عقدة التفوّق، ويعتقد أنه يستحق أن يُعامل بشكل أفضل من أيّ شخص آخر، كما يتجاهل تماماً مشاعر الآخرين.

ومع ذلك، لا يمكن تسمية حب الذات، أو الأنانية البسيطة باضطراب الشخصية النرجسية. لذا دعونا نعرف كيف يختلف الطفل المصاب باضطراب الشخصية النرجسية، عن الطفل غير المصاب به.

الفارق بين الطفل المصاب باضطراب الشخصية النرجسية والطفل غير المصاب به

في ما يلي بعض الاختلافات الرئيسية بين الطفل المصاب باضطراب الشخصية النرجسية والطفل غير المصاب به:

علامات/سِمات اضطراب الشخصية النرجسية لدى الطفل

السمات التالية، إذا حدثت معاً يمكن أن تكون علامات على النرجسي النموذجي:

  • مستويات عالية من إعطاء الأهمية لنفسه
  • أفكار غير عملية عن الإنجازات والقوة اللامحدودة
  • يشعر بأنه يحق له كل ما يطلبه
  • النفور، حيث لا ينظر في عيون المتحدث
  • قلق الانفصال
  • اللعب المرَضي
  • يعتقد أنه أفضل من جميع الأطفال الآخرين من حوله
  • يتوقع احتراماً وإعجاباً هائلين
  • نمط سلوكي انتهازي
  • لا يفهم احتياجات الكائنات الأخرى
  • مغرور أو متعجرف
  • يبالغ في قدراته الشخصية أو نجاحه
  • استغلالي أو متلاعب بطبيعته
  • يحسد إنجازات الآخرين
  • يحرص على الآداب الرسمية حتى في العلاقات الشخصية والوثيقة
  • عدم القدرة على تحمّل النقد البناء والتعرّض للأذى أو الإهانة بسهولة
  • إلقاء اللوم على الآخرين عند إخفاقه

إذا كنت تعتقد أن طفلك يتمتع بصفات أعلى من معظم هذه السمات، فقد يكون مصابا باضطراب الشخصية النرجسية. ولكن كيف يمكن للطفل أن يعاني اضطراب الشخصية النرجسية؟

مجلة كل الأسرة

أسباب اضطراب الشخصية النرجسية

الأسباب الدقيقة لاضطراب الشخصية النرجسية غير معروفة. ومع ذلك، يُعتقد أن العديد من العوامل، مثل تجارب الطفولة المبكرة، والأجواء والأسباب النفسية، تؤدي إلى مثل هذه الحالة العقلية.. وقد يكون بعض أسبابها:

  • إهمال الوالدين، أو انفصال الوالدين، أو عدم استجابتهما لرعاية الطفل.
  • التربية الخاطئة، حيث لا يتم الحفاظ على الخط الرفيع بين الحماية والإفراط في الحماية، والحب والهوس.
  • التدليل المفرط في مرحلة الطفولة، أو جعل الطفل «الفتى الذهبي للعائلة»، حيث يتم الثناء على أي شيء يفعله، من دون تمييز.
  • الخوف من قول لا للطفل كي لا تؤذى مشاعره.
  • المبالغة في تقدير الطفل، وجعله فوق كل الأطفال الآخرين، أو حتى فوق كل احتياجات الوالدين، أو الأسرة. وهذا يخلق طفلاً يعتقد أنه أكثر استحقاقاً، وأكثر أهمية من البشر الآخرين.
  • التدليل المفرط الذي يمكن أن يجعله طفلاً نرجسياً.
  • يمكن للوالدَين النرجسيين أن يؤثرا في أطفالهما. وهذا السلوك المسيطر يجعل الطفل نرجسيا عندما يكبر، معتقدا أن هذا أمر طبيعي.
  • كثرة الانتقادات السلبية تجعل الطفل يشعر بعدم الكفاءة، والسوء تجاه نفسه، لذلك يطوّر النرجسية كآلية دفاع.
  • أحياناً، ولأسباب عدّة،  يشعر الطفل بعدم الأمان والضعف، وربما لا يشعر بالحب، لذلك يساعده حب الذات على الاستمرار في الحياة.
  • التوقعات غير العقلانية من الوالدَين المتطلبين يمكن أن تجعل الطفل يعتقد أنه أعلى من الآخرين.
  • الإساءة من أيّ نوع، يمكن أن تجعل الناس يشعرون بأنهم ضحايا، وغير محبوبين. ويصبحون نرجسيين من دون علمهم، ويفضلون عدم رؤية العالم بالكامل.

تشخيص اضطراب الشخصية النرجسية

سيقوم الطبيب في البداية بتقييم الصحة العقلية للطفل. سيتحدث مع الطفل لفهم مستوى حبه لذاته، وأهميته. كما يتم تحليل سلوك الطفل تجاه المعالجين لمعرفة ما إذا كان متعالياً، أو ودوداً. وقد يتم إجراء فحص جسدي لاستبعاد الحالات البدنية الأخرى التي قد تسبب الأعراض.

إذا لم يتم العثور على سبب آخر، سيضع الطبيب خطة رعاية صحية عقلية خاصة بالطفل.

وعادة ما يتضمن تشخيص اضطراب الشخصية النرجسية فهم المريض نفسياً؛ لذلك، يستخدم الأطباء الاستبيانات، وأنشطة التقييم، واختبارات القياس.

قد يطرح الطبيب أسئلة حول الأداء الأكاديمي للطفل، ونوعية الصداقات، وعدد الأصدقاء، وما إلى ذلك.

يهتم التشخيص أيضاً بالتحقق فيما إذا كانت الحالة هي اضطراب الشخصية النرجسية، أو شيئاً آخر، مثل الهوس الخفيف. يلاحظ الخبير أيضاً ما إذا كانت أعراض أو خصائص اضطراب الشخصية النرجسية التي يظهرها الطفل مستمرة، وليست مبنية على المرحلة، أو الحالة المزاجية.

ويعتقد البعض أن الشخص الذي تم تشخيصه بحالة معقدة عقلياً يمكن أن يبقى على هذا النحو طوال حياته. لكن اضطراب الشخصية النرجسية يمكن التحكم فيها. فكلما حصل الطفل على المساعدة في وقت مبكر، زادت احتمالية تعلّمه طرقاً للتعامل مع الحالة.

علاج اضطراب الشخصية النرجسية

العلاج الأكثر فعالية لاضطراب الشخصية النرجسية هو العلاج النفسي بدلاً من العلاج الدوائي الصريح.

بعض النماذج العلاجية المستخدمة على نطاق واسع هي:

العلاج السلوكي المعرفي: يتيح هذا للمريض التعرف إلى المشكلة، لتحديد أنماط التفكير والسلوك، الضارة والسلبية، حيث يساعد العلاج على تغييرها بأفكار إيجابية وبنّاءة.
العلاج النفسي التحليلي: يستهدف هذا العلاج الذات العظيمة للطفل، وآليات دفاعه ضد الأداء الضعيف، والتفاعلات مع الآباء والأقران. ويشمل العلاج أيضاً استشارة الآباء، وأسر هؤلاء الأطفال المصابين باضطراب الشخصية النرجسية.
العلاج الأسري: إذا كانت النرجسية نتيجة للتقييم المفرط والحب، المفرط من الوالدين، فقد يتحدث المعالج النفسي مع الوالدين ضد هذا السلوك، وينظم مشاعرهما تجاه الطفل.

مجلة كل الأسرة

كيف يتعامل الوالدان مع الطفل المصاب باضطراب الشخصية النرجسية؟

إذا لاحظت أن طفلك يُظهر سِمات النرجسية، فساعده على فهم ديناميكيات العلاقات العاطفية والاجتماعية من خلال ما يلي:

  • كن حازماً ولكن ليس عنيفاً: يمكن للعنف والعدوانية أن يجعلا طفلك ينفر منك تماماً. فالنرجسيّون لديهم غرور متضخم، ويأخذون الأمور على محمل شخصي.
  • كبح الشعور بالفوقية: اجعل طفلك يفهم أنه يشبه، إلى حد كبير، الآخرين في العائلة، ولن يحصل على معاملة خاصة. على سبيل المثال، إذا شعر طفلك بأن إخوته وأصدقاءه لا يستحقون ذلك، ويتصرف بطريقة متسلطة، أخبره أنه لا يستطيع أن يتنمّر على الآخرين، أو يتوقع من الآخرين أن يكونوا خاضعين. في الوقت نفسه، لا تسخر من الطفل.
  • تكلم معه بعقلانية: اشرح له كيف تتقاسم أنت وشريك حياتك مسؤولية رعاية الأسرة، وكسب الرزق، وتوفير الطعام، بينما يذهب الأطفال في الأسرة إلى المدرسة، ويدرسون ويتصرفون بشكل جيد.
  • قدّم له الحب غير المشروط: لا تربط حبك بشيء يحققه الطفل. لا تدلّل الطفل بالهدايا عندما يحقق شيئاً، ولا تقصفه بالإهانات عندما يفشل. حافظ على الحياد.

اقرأ أيضاً: 5 علامات تدل على أنك تتعامل مع شخصية نرجسية