
لا تتجاهل الألم الذي يستمر على جانبي الحلق، أو جانب واحد منه. فقد يكون علامة على وجود مشكلة خطرة، تتطلب علاجاً طبياً في أسرع وقت ممكن.
عندما تستيقظ وتلاحظ أن حلقك يؤلمك، تماماً كما حدث قبل أن تذهب إلى النوم، فقد ترغب في تناول بعض الأقراص المهدئة، على أمل أن تكون أفضل لاحقاً. لكن هذا النهج قد يأتي بنتائج عكسية: إذا كنت تعاني التهاب الحلق كل صباح، فقد يحاول جسمك إخبارك أن هناك خطأ ما، وتجاهُله قد يؤدي إلى مشكلة صحية، ربما خطرة.

ما هي الأسباب الشائعة لالتهاب الحلق؟
التهاب الحلق (المعروف طبياً باسم التهاب البلعوم)، يمكن أن يتخذ أشكالاً عدة، وله العديد من الأسباب المختلفة.
يقول الخبراء إن العدوى الفيروسية هي السبب عادة. إضافة إلى ذلك، هناك عدد من التفسيرات الأخرى لالتهاب الحلق، قد تسبب جميعها ألماً في جانب واحد من الحلق، أو كلا الجانبين.
تتضمن أسباب التهاب الحلق ما يلي:
العدوى الفيروسية
التهاب اللوزتين: يحدث هذا الالتهاب والتورّم في اللوزتين عادة، بسبب عدوى فيروسية، وإلى جانب التهاب الحلق، تشمل الأعراض احمرار وتورّم اللوزتين، وصعوبة البلع، ومادة بيضاء، أو صفراء على اللوزتين، وتورّم الغدد في الرقبة، والحمّى، ورائحة الفم الكريهة.
«كوفيد-19»: يُعد التهاب الحلق من أكثر أعراض «كوفيد-19» شيوعاً، والذي يسببه فيروس «كورونا»، وتشمل الأعراض الأخرى احتقان الأنف، أو سيلانه، والسعال.
الإنفلونزا: يمكن أن تراوح حالة الإنفلونزا بين خفيفة إلى مهدّدة للحياة، ويمكن أن تظهر الأعراض فجأة. والتهاب الحلق هو علامة كلاسيكية على الإنفلونزا، إضافة إلى السعال، وسيلان الأنف، أو احتقانه، والحمّى (غالباً ولكن ليس دائماً)، وآلام الجسم.
العدوى البكتيرية
التهاب الحلق العقدي: يسببه نوع من البكتيريا يسمى Streptococcus pyogenes (المكوّرات العنقودية من المجموعة أ)، وهو مرض شديد العدوى. ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن الأعراض الشائعة تشمل التهاب الحلق الذي يمكن أن يبدأ بسرعة كبيرة، وقد يبدو أحمر اللون، والحمّى، والألم عند البلع، واحمرار وتورّم اللوزتين، والبقع البيضاء، أو خطوط القيح على اللوزتين، والبقع الحمراء الصغيرة على سقف الفم، وتضخم الغدد اللمفاوية في مقدمة الرقبة.
الخراج حول اللوزتين: عادة ما يكون من مضاعفات التهاب اللوزتين، وغالباً ما يكون سببه نفس البكتيريا التي تسبب التهاب الحلق العقدي. والخراج عبارة عن جيب منتفخ مملوء بالصديد، يتكون عادة بالقرب من إحدى اللوزتين، وقد يسبب ألماً مستمراً على جانب واحد.
العدوى الفيروسية أو البكتيرية
الأمراض المنقولة جنسياً: يمكن أن يكون التهاب الحلق أحد أعراض الأمراض المنقولة جنسياً، مثل السيلان، والكلاميديا (العدوى البكتيرية)، أو الهربس التناسلي، (عدوى فيروسية).
العدوى الفطرية
داء المبيضات: يمكن أن يحدث الألم عند البلع، وصعوبة البلع عندما تصيب الخميرة المسماة المبيضات المريء (الأنبوب الذي يربط الحلق والمعدة). ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن معظم الأشخاص الذين يصابون بداء المبيضات المريئي لديهم أجهزة مناعية ضعيفة، مثل المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز.
مشاكل الجهاز الهضمي
مرض الارتجاع المعدي المريئي: يمكن أن يسبب الارتجاع المعدي المريئي التهاب الحلق المزمن لدى بعض الأشخاص، فالارتجاع المعدي المريئي يحدث بسبب تهيّج حمض المعدة المتدفق إلى المريء.
المهيّجات البيئية
الحساسية: يمكن أن يؤدي التعرّض للمهيّجات في البيئة (مسببات الحساسية)، إلى إصابة الشخص المصاب بالحساسية بأعراض تشبه أعراض البرد، بما في ذلك التهاب الحلق، وسيلان الأنف، وفقا للأكاديمية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة.
التدخين: يمكن أن يؤدي التدخين، أو التدخين السلبي، إلى التهاب مؤلم في الحلق، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
تلوث الهواء: تدخل الملوثات الموجودة في الهواء إلى الجسم من خلال الأنف والفم، ما يسبب آلام الحلق، وأعراضاً أخرى، وتفاقم التهاب الحلق الناتج عن العدوى الفيروسية، أو البكتيرية.
أسباب أقل شيوعاً ولكنها قد تكون خطرة لالتهاب الحلق المزمن
يبيّن الباحثون أن الأسباب الأخرى لألم الحلق تشمل الكتل، أو الأورام في الحلق، أو الرقبة. إضافة إلى ذلك، هناك حالات عضلية يمكن أن تسبب ألماً في الحلق للمرضى، وحتى مشاكل العمود الفقري العنقي يمكن أن تسبب الألم، ولكن هذه أقل شيوعاً من الأسباب المعدية.

العلاجات المنزلية لالتهاب الحلق
سواء كنت تتناول دواء أو لا، فهناك خطوات يمكنك اتخاذها في المنزل لتخفيف الحكة والألم في الحلق..
تقدم مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أمريكا النصائح التالية لتخفيف آلام الحلق:
- قم بمصّ شيء مهدّئ، مثل قطعة من الحلوى الصلبة، أو أقراص استحلاب الحلق، أو المصاصة المثلجة.
- حافظ على ترطيب حلقك عن طريق شرب الكثير من الماء، والسوائل الأخرى. أضف العسل إلى مشروب دافئ، أو احتساء شاي دافئ.
- جرّب مسكّنات الألم المتاحة من دون وصفة طبية، ولكن استخدمها باعتدال، ولفترة قصيرة فقط.
- شغّل جهاز ترطيب في منزلك لمنع الهواء الجاف من تهييج حلقك.
- قم بتحضير مزيج من الماء الدافئ وملعقة صغيرة من الملح لكل كوب، ثم تغرغر به، مرتين في اليوم.

قد يكون من الصعب تحديد سبب التهاب الحلق المستمر، ولكن إذا لم يتحسن، راجع طبيبك، واكتشف السبب، حيث سيقرر العلاجات التي تناسب تشخيصك بشكل أفضل.
مراجعة سريعة
يمكن أن يكون وراء التهاب الحلق العديد من الأسباب المحتملة، بما في ذلك العدوى الفيروسية، مثل التهاب اللوزتين والإنفلونزا، والعدوى البكتيرية مثل التهاب الحلق العقدي، وخراج اللوزتين، والحالات غير المعدية مثل مرض الارتجاع المعدي المريئي، والحساسية، والتدخين، والعدوى المنقولة جنسياً مثل الكلاميديا.
في معظم الحالات، لا يشكل التهاب الحلق الخفيف قصير الأمد سبباً للقلق، ولكن إذا استمر لأكثر من أسبوع أو واجهت صعوبة في البلع، أو التنفس، أو فتح فمك، فيجب عليك استشارة طبيب مختص.
يعتمد علاج التهاب الحلق على السبب، ولكن الغرغرة ومسكّنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، وحبوب استحلاب الحلق، قد تساعد على تقليل الانزعاج.