
السرطان مرض متغيّر باستمرار، ولم تنجح الأبحاث والدراسات والتجارب في فك جميع ألغازه، حتى يومنا الحاضر. إذ يمكن أن يكون نمو الخلايا الذي لا يمكن السيطرة عليه، والذي ينتشر في جميع أنحاء الجسم، ناتجاً عن العديد من الأشياء المختلفة، بما في ذلك العوامل الوراثية، والعوامل الخارجية، مثل التعرض المفرط لأشعة الشمس، والتدخين.. وغيرها.
وفي حين لا توجد طريقة لحماية نفسك تماماً من الإصابة بالسرطان، بسبب طبيعته العشوائية وعيوب الخلايا ، إلا أن الأبحاث تُظهر أن هناك طرقاً يمكنك من خلالها تقليل فرص الإصابة به، عن طريق إنشاء نظام صحي للجسم يحتوي على مغذيات، مثل المواد الكيميائية النباتية.
نستعرض في ما يلي الأطعمة التي أظهرت الأبحاث أنها يمكن أن تساعد على تقليل خطر الإصابة بالسرطان، والتي يمكن إضافتها في مكوّنات كل طبق صحي:

التفاح
التفاح مملوء بما يسمى «البوليفينول»، وهو مركّب نباتي يساعد على علاج الالتهابات، وأمراض القلب والأوعية الدموية. ووجدت المؤسسة الوطنية لأبحاث السرطان في أمريكا، أن التفاح يساعد على منع أنواع معينة من السرطان، بما في ذلك أورام الرئة، والأمعاء، والفم، والجهاز الهضمي، والثدي. إذ يساعد وجود فيتامين «سي»، ومضادات الأكسدة الموجودة فيه على بناء جهاز مناعي قوي، ومحاربة نمو الخلايا السرطانية.
الكينوا
الكينوا خيار رائع من الحبوب الكاملة التي لا تخضع للمعالجة المفرطة مثل الأرز الأبيض. تحتوي الكينوا أيضاً على المواد الفينولية: كيرسيتين وجينيستين وكايمبفيرول، التي تساعد على تقليل تكاثر الخلايا. وهذا يعني أنه إذا كانت هناك خلايا سرطانية موجودة، فإن معدل انتشارها يقل.
التوفو
يحتوي التوفو المصنوع من فول الصويا على مكوّن يسمى «الإيزوفلافون»، وهي فيتويستروجين، مركّب يشبه هرمون الإستروجين الأنثوي. وتنص جمعية السرطان الأمريكية على أن الأطعمة الغنية بفول الصويا يمكن أن تساعد حتى على تقليل فرصة الإصابة بسرطان الثدي، بخاصة عند النساء الآسيويات.

الجوز
وجدت الأبحاث أن استهلاك المكسّرات يقلل من خطر الإصابة بالسرطان، بخاصة الجوز. ويرجع ذلك إلى مادة «بيدونكولاجين»، التي يستقبلها الجسم لتصبح بعد ذلك «يوروليثين». وترتبط هذه المادة بمستقبلات هرمون الإستروجين التي تقلل، بدورها، من خطر الإصابة بسرطان الثدي. وفي دراسة أجريت على الفئران، كان لدى الفئران التي تناولت الجوز، وزيت الجوز، جينات قمع السرطان أكثر من تلك التي لم تتناوله.
الحليب الخالي من الدسم
في حين يتكهّن الكثير من الناس بأن منتجات الألبان يمكن أن تسبب السرطان، فلا يوجد دليل قاطع على ذلك. ومع ذلك، يقترح باحثون اختيار الحليب الذي يحتوي على نسبة أقل من الدهون المشبعة، للمساعدة على تقليل فرصة الإصابة بالسرطان. ويذكر مجلس السرطان أن هناك احتمالية أن الحليب الخالي من الدسم يمكن أن يقلل من فرصة الإصابة بسرطان الأمعاء والمثانة، ولكن لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث.
زيت الزيتون البكر
ستكون الزيوت النباتية خيارات صحية أفضل، مقارنة بزيوت الطهي الأخرى، مثل الزبدة. ووجدت دراسة أجريت في كلية هانتر، التابعة لجامعة نيويورك، أن زيت الزيتون البكر الممتاز يقتل الخلايا السرطانية، بينما لا يضرّ بالخلايا الطبيعية. قد يكون هذا بسبب حقيقة أن بعض زيوت الزيتون مملوءة بالأوليوكانثال، وهو مركّب فينولي موجود في زيت الزيتون البكر.

التوت
يذكر مركز «إم دي أندرسون» للسرطان ، في تكساس، أن أي فاكهة أو خضراوات ملونة هي طريقة سهلة لجعل جسمك صحياً، ومحاربة احتمالية الإصابة بالسرطان. التوت، المجمّد والمعلّب، جيد تماماً مثل التوت الطازج! نظراً لأن التوت من جميع الأنواع مملوء بالفيتامينات، والمعادن، ومضادات الأكسدة، فهي طرق رائعة لجعل جسمك صحياً. ووجدت دراسة أن التوت الأسود يحتوي على الأنثوسيانين، وهي مادة تقلل من فرصة الإصابة بسرطان القولون. كما وجدت دراسة أخرى أن التوت الأزرق يقلل من فرصة الإصابة بأورام سرطان الثدي، بسبب مكوّناته المضادة للالتهابات.
الأسماك
الأسماك، بخاصة تلك التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، مثل السلمون، غنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية، وفيتامين «ب»، والبوتاسيوم. ويقترح مركز «إم دي أندرسون»، أن البروتين الحيواني الخالي من الدهون هو وسيلة رائعة لمحاربة خطر الإصابة بالسرطان. ووجدت دراسة أن أولئك الذين تناولوا وجبات غنية بالأسماك كان لديهم خطر أقل بنسبة 53٪ للإصابة بسرطان القولون، والمستقيم. كما أن أولئك الذين تناولوا زيت السمك كان لديهم خطر أقل للإصابة بسرطان البروستاتا، حتى أن من تناول مكملات زيت السمك 4 مرات، في الأسبوع، كان أقل عرضة للإصابة بسرطان القولون بنسبة 63٪.

الجزر
الجزر مملوء بالعناصر الغذائية الأساسية التي يحتاج إليها الجسم لتقديم أفضل أداء له. ويساعد فيتامين «ك»، وفيتامين «أ»، ومضادات الأكسدة الموجودة في أجسامنا، على العمل بشكل صحي. وتبيّن أن بيتا كاروتين، المادة التي تعطي الجزر لونه البرتقالي، تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، والبروستات. حتى أنه تم العثور على انخفاض بنسبة 26٪ في الإصابة بسرطان المعدة بفضل استهلاك الجزر.!
فول الصويا
باعتباره من البقوليات الغنية بالألياف، يمكن أن يساعد فول الصويا على تقليل خطر الإصابة بالسرطان.و في الواقع، فإن أولئك الذين لديهم كمية صحية من الألياف في نظامهم الغذائي كانوا أقلّ عرضة للإصابة بسرطان الثدي بنسبة 20٪. كما وجد تحليل للدراسات أن استهلاك البقوليات يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون، والمستقيم.
اقرأ أيضاً: كيف تُسهم التغذية الصحية في الوقاية من سرطان الثدي وتعزيز الشفاء؟