تعلم جيدًا أنّه كثير العلاَّقات النسائية، سيئ السُّمعة، لا يحب الاستقرار ولم تكن دعوته للزَّواج منها إلا إرضاءً لاسم العائلة وحفاظًا على النَّسب، كان يبحث عن ساترٍ لإخفاء حياة اللَّهو والسَّهر وهي تحلم ببيتٍ خاصٍ بها وماركات عالمية ورحلات حول العالم والأهم...الحرية.
فتُعقد الصَّفقة، لكَ حياتك ولي حياتي، زوجة لكن عازبة، تفتقد الحب والرحمة والمودَّة، تفتقد الشريك والتواصل، تفتقد حتى خلافات الغيرة والمشاحنات التافهة.
هذه الظاهرة حيَّة في مُجتمعاتنا العربيَّة، لكنها مختبئة خلف الأبواب، ويرجع انتشارها إلى تحكم الأهل وقسوتهم، وانصياعهم لعادات قديمة تسلب الفتيات حريتهن فيبحثن عنها في زواج صوري محكوم بالفشل يبقى الزوجان فيه عازبين إلى أن تنتهي المصالح أو ينفد الصَّبر.
كيف يمكن الحد من انتشار هذه الظاهرة؟
تأهيل الفتيَّات نفسيًا للزواج
زواج المصالح لن يصمد كثيرًا مهما كانت المُغريات
حذر د.علي جمعة عضو هيئة كبَّار العلماء ومفتي مصر السَّابق من زواج المصالح مؤكداً "أنَّ الإسلام يسعى دائمًا إلى استقرار العلاقة بين الزوجين وتعاليمه وتوجيهاته وآدابه توفر للزوجين حياة سعيدة مستقرّة إذا ما تم الزواج من البداية عن رغبة وحب وقناعة بين الطرفين. أما زواج المصالح فلن يصمد كثيرًا مهما كانت المُغريات"
ويشدد د. جمعة على أن البيوت التي تسيطر عليها تعاليم الإسلام وتوجيهاته تسيطر عليها البهجة والسعادة دائما لأن الإسلام دين بهجة وسعادة ويسعى إلى تحقيق المقصود الحقيقي من العلاقة الزوجية وهو السكينة والمودة والرحمة. ويرى عضو هيئة كبار علماء الأزهر ضرورة تأهيل كل بنت نفسيًا للزواج قبل تأهيلها ماديًا، فالزواج علاقة روحية. يجب أن تكون مجردة من كل الحسابات المادية، فأموال الدنيا لا تستطيع أن تجلب لزوج أو زوجة السعادة والاستقرار إذا لم يكن هناك حب ومشاعر صادقة بين الزوجين.
زيادة الوعي بطبيعة الزواج
تقول الأكاديمية والأخصائية النفسية في جامعة الإمارات، سعاد محمد المرزوقي " الكثير من شباب اليوم غير مؤهلين لبناء أسرة وتحمّل مسؤوليات الحياة، بسبب قلة الوعي وعدم إدراك المفهوم الصحيح للحياة الزوجية وتكوين الأسرة التي تقوم على أساسها المجتمعات وتُبني وتتطور ليتحول مفهوم الزواج لديهم إلى حفلة زفاف وتجهيزات وفستان وشهر عسل"
زيادة النضج العاطفي
غياب النضج العاطفي يدفع الفتيات إلى التسرع في اتخاذ قرارات غير منطقية لينتهي بهن المطاف في بيوت باردة غير مستقرة.
هذا ما أكده الباحثون في جامعة بريغنهام يونج وجامعة ويليام باترسون في دراسة نُشرت عام 2019، توصلت إلى أن الارتباط من أجل المصلحة الخاصة أو المال يؤدي إلى زواج غير مستقر ويعد مؤشرًا على عدم النضج العاطفي.
ولزيادة النضج العاطفي، حدد الطبيب النفسي ومؤلف كتاب" الذكاء العاطفي" دانيال جولمان، أربع مراحل تساعد على زيادة الذكاء العاطفي والوصول إلى النضج المطلوب للمشاعر:
- الإدراك: يرى دانيال أن أيه عملية تعلم جديدة تبدأ أولاً بالإدراك التام بأن هناك حاجة ملحة للتحسن والتغيير
- الاختبار: هناك العديد من الاختبارات النفسية متاحة على الإنترنت يمكنها المساعدة في تحليل النضج النفسي والذكاء العاطفي
- التدرب: بعد معرفة مواطن ضعف الشخصية، يجب التدرب على تحسين مهارات الاتصال مع الآخرين وترتيب الأولويات
- التطبيق: يجب تطبيق المهارات المكتسبة من التدريبات واقعيًا والتعبير عن المشاعر الخاصة وفهمها جيدًا تجنبًا لاختيارات مصيرية غير واعية أو مدروسة.