في مرحلة الحجر الصحي، كل شخص يتصرف بشكل مختلف تجاه الوضع، ويتفاعل مع المرحلة بشكل خاص، فالبعض يعيش حالة من الضغط النفسي الكبير نتيجة التواجد الدائم مع الآخر وحرمانه بعضاً من حريته ومساحته الشخصية، ولكنّ آخرين قد يعيشونها بشكل أهدأ حيث يعتبرون المرحلة كأنها فرصة للتمتع بالشريك أو الأحباء والاستفادة من الوقت للتواصل معهم.
إن الحجر الصحي هو مرحلة اختبار للأشخاص ولكنه في الوقت عينه مرحلة للتقارب مع الشريك ومرحلة للتخطيط والبرمجة للمرحلة المقبلة.
في هذه الحالات يمكن للبعض أن يتصرف بحسب حالة الإحباط لديه وبالتالي نراه يتحول إلى عدائي ودفاعي تجاه تصرفات الشريك. فالشركاء الذين يخرجون يومياً من المنزل إن كان للعمل أو للقيام بأي مشروع معين فإن هذا الأمر يساعدهم في أفعال التكيف وبالتالي يساعدهم على تحمل كل الظروف التي قد تنتظرهم في المنزل. ففي هذه المرحلة وبسبب البقاء القسري في المنزل لا توجد ظروف مساعدة كي يتمكن الشخص من تخطي الضغوط والأمور التي تسهم في السيطرة على الذات.
بعد كل الإجراءات التي اتخذتها الحكومات كتدابير وقائية من مرض كورونا، أصبح الأفراد محدودي الخيارات، ومجبرين على البقاء معاً في المنزل أربعاً وعشرين ساعة، لذا فمن الضروري اتخاذ إجراءات وقائية كي يتمكن الثنائي من عيش المرحلة معاً بشكل جيد وعدم نفور لبعضهما البعض:
تفادي الحديث حول العمل
يجب تفادي الحديث حول العمل وكل الأمور المرتبطة به و التحدث بأمور أخرى متعلقة بالثنائي لا سيما تلك التي تعزز الروابط مثل تذكر الأمور الجميلة وإعادة التفرج على الصور المشتركة، ووضع خطط ومشاريع مستقبلية، وابتكار الأفكار التي تعطي الكثير من الحياة للعلاقة.
تقسيم الأعمال المنزلية
لا تستسلموا لقعدة البيت، وعليكم الاهتمام بالمظهر وترتيب الشعر، وعدم البقاء بملابس النوم لعدة أيام.
وحاولوا أن تأخذوا بعضاً من الوقت للتسلية وسرد النكات وشرب القهوة معاً. إضافة إلى تقسيم أوقات الأعمال المنزلية فلا تشعروا أنكم في ورشة عمل دائمة وأن العمل لن ينتهي، قسموا الأعمال المنزلية واطلبوا مساعدة الشريك في الطبخ وتمضية وقت ممتع في التحضير.
تصرفوا بحكمة
من الضروري ألا نعتبر هذه المرحلة على أنها عطلة أو مرحلة تعليق للحياة الأساسية، من الضروري اعتبارها استمراراً للحياة العادية مع بعض التعديلات على التفاصيل الحياتية اليومية، فهذه المرحلة هي مرحلة دقيقة على المستوى الفردي وعلى مستوى العلاقة الثنائية، لذا كل تصرف بحكمة يعود بالخير على الثنائي وكل تهور قد يكبد العلاقة أثماناً هي في غنى عنها.
كل فرد مسؤول عن صحته النفسية في هذه المرحلة كي يمررها بأقل ضرر على الجميع. وعلى الثنائي التنبه إلى أن هذه المرحلة تتطلب منهم تفهماً وعدم تصعيد في الخلافات مع الشريك، كما تتطلب تنوعاً في النشاطات اليومية المنزلية تجنباً للملل والرتابة.