16 أغسطس 2020

ما أسباب إدمان الزوجة على التسوق؟

محررة متعاونة

ما أسباب إدمان الزوجة على التسوق؟

يشكو الكثير من الأزواج من إسراف زوجاتهم، وتبذيرهن بشكل مبالغ فيه، حتى في زمن «كورونا»، فبعضهن ينفقن أموالاً طائلة على التسوق «أونلاين» للتخلص من ملل الحجر المنزلي. 

سألت «كل الأسرة» عددًا من أساتذة الطب النفسي وخبراء العلاقات الأسرية والاجتماعية:
ما أسباب إدمان الزوجة على التسوق؟
وكيف يواجه الزوج إسراف زوجته؟ 
وما الطريقة التي يمكن بها للزوجة أن تتخلص من هذه العادة قبل أن تدمر حياتها الزوجية؟

اختلاف المستوى المادي للزوجين قبل الزواج

اختلاف المستوى المادي للزوجين قبل الزواج 

يؤكد الدكتور محمود أبو العزايم، استشاري الطب النفسي وعلاج الاكتئاب بالقاهرة، أن اختلاف اهتمامات الزوج والزوجة المادية وأوجه الإنفاق المتغايرة بين الزوجين يعتبر من أبرز أسباب الخلافات الزوجية، ويقول «الرجل بطبعه يكره أن يعيش مع زوجة مبذرة لا تتحمل المسؤولية، فكما ترفض الزوجة الحياة مع رجل بخيل فإن الرجل أيضاً يرفض الحياة مع الزوجة السفيهة مادياً وكم من زوجة انهار جدار الثقة بينها وبين زوجها بسبب إسرافها وتبذيرها». ويضيف «الرجل يشعر في حياته مع الزوجة المبذرة وكأنه يدور في ماكينة ويطحن نفسه من أجل تلبية احتياجات زوجته، فهو كلما كسب أموالاً يجد زوجته تنفق أكثر، ولا يتمكن من الادخار».

ويرجع أبو العزايم السبب في فساد العلاقة بين الزوجين بسبب تبذير الزوجة أحياناً إلى اختلاف المستوى المادي للزوجين قبل الزواج، حيث تكون الزوجة من أسرة ميسورة الحال وتربت على الإنفاق بلا حساب وشراء ما تريد دون أن تشغل نفسها بسعره أو مدى احتياجها له، وللأسف تبدأ المشكلة مع امرأة من هذا النوع عندما تقترن برجل غير ميسور أو ليس من طبقتها، ولا يستطيع أن يحد من إسرافها في الصرف كما اعتادت كل حياتها، ويصطدم الطرفان بواقع مرير خصوصاً عندما تحاول هي أن تتنازل قليلاً وتفشل لأن تنازلها لا يدوم طويلاً لكي تعود إلى ما ربيت عليه.

وينصح استشاري الطب النفسي كل زوج  يرى في زوجته إسرافاً وتبذيراً بتقويمها بالنصح واللين حتى تعلم أن الكماليات والمظاهر ليست من الضروريات والنفقة المعتادة هي الأكل والشرب والمسكن والملبس وحالة الإسراف التي تريد أن تعيشها بعض السيدات غير مقبولة.

حب التباهي والتفاخر

حب التباهي والتفاخر

أما الدكتورة عطيات الصادق، استشاري العلاقات الإنسانية وخبيرة التنمية البشرية، فترى أن المرأة عامة تحب وتعشق التسوق والخروج للشراء خاصة في مجتمعاتنا العربية، وبعضهن تحب التباهي والتفاخر، والزوج في البداية قد لا يتضرر، ولكن مع الوقت يبدأ في الشعور بالأعباء الملقاة عليه، والسبب في ذلك جشع بعض الزوجات وإصابتهن بنهم الشراء طوال الوقت. لذلك يجب على كل زوجين في بداية حياتهما الزوجية الاتفاق على مجموعة من القواعد تكون في شكل اتفاق بينهما حتى لا تثير مثل هذا النوع من الأمور خلافات بينهما في المستقبل.

وتوضح الصادق، أن أحد أهم أسباب إسراف الزوجة وإصابتها بحمى الشراء هي الغيرة والشك فتتعمد إلى التبذير بسبب ومن دون سبب وصرف أموال زوجها لأقصى ما تستطيع صرفه مخافة أن يتزوج غيرها أو يطلقها، وقد تخشى الزوجة على أموال زوجها من أن يصرفها على أسرته وإخوته وتشعر أنها الأولى بإنفاقها أو تعتبرها دليلاً على الحب فتقوم بتبديدها قدر المستطاع، لتستمتع بها مع أولادها، ويحدث هذا عندما يكون وضع الزوج المادي جيداً. وقد يكون السبب مقروناً في بدايته بسوء الاختيار.

لكن الدكتورة عطيات الصادق تشدد على ضرورة أن يحدد الزوج منذ البداية ميزانية البيت ويباشرها إذا أحس في بداية زواجه أن زوجته مسرفة، فالزوجة كثيرة الإنفاق تخرب بيتها وحياتها، وتضيف «الإسراف يعني أحياناً عدم نضج الشخصية، وقد يكون السبب الجري وراء المظاهر الاجتماعية التي تؤدي إلى الترف والبذخ دون قيد أو حساب، أو بسبب عدم تقدير للمسؤولية مما يدفعها لهذه التصرفات.».

وعن أسباب تنامي ظاهرة الإسراف لدى النساء، تبين استشاري العلاقات الأسرية «المرأة بطبعها لديها هواية التسوق، فعند دخول بعضهن لأي متجر أو سوبر ماركت تظل تشتري وتضع في العربة الخاصة بالشراء كل 
شيء يعجبها بغض النظر عن استخدامه، وإذا كانت تحتاجه للبيت أم لا». 

يجب أن تحترم كل زوجة رغبة زوجها وحرصه على تأمين مستقبل أولاده

الحرمان العاطفي

الحرمان العاطفي

ومن جانبها تؤكد الدكتورة دينا كرم، استشاري الطب النفسي وخبيرة العلاقات الأسرية والنفسية بالقاهرة، أن الزوجة المسرفة تكون عدوة لنفسها وتكون نكبة على زوجها، وللأسف تعتبر بعض الزوجات الزواج شركة يقوم الرجل فيها بالتدبير والمرأة بالتبذير. فمن الطبيعي على الرجل أن يبغض مثل هذا النوع من النساء، ولا يثق في أن يضع أمواله معها لإسرافها، أما الزوج الذي يجد زوجته مدبرة ومقتصدة، وحريصة على ماله يزداد حباً لها وثقة فيها وفي حسن تدبيرها، مما يجعله يضع ماله تحت تصرفها ويمنحها حرية التصرف فيه. وتقول «يجب أن تحترم كل زوجة رغبة زوجها وحرصه على تأمين مستقبل أولاده، وأن تكون خير معين له على ذلك، فالزوج أحياناً لا يكون بخيلاً بقدر ما هو واقعي، فما جدوى الأشياء المتكدسة منذ سنين؟».

وترى الدكتورة دينا كرم أن الزوجة المسرفة نموذج موجود ولكن لا يشكل ظاهرة، والزوج يتحمل جزءاً من مسؤولية تماديها في طلباتها التي لا معنى لها دون أن يعترض أو يرفض، فهو منذ البداية يجب عليه أن يوقفها ويفهمها بالوضع المالي للأسرة ويحذرها وينبهها من التمادي في هذا الهوس، خاصة إذا كانت تفعل ذلك بغرض التقليد للصديقات والقريبات.

ومن الأفضل للزوج أن يتعامل مع زوجته المسرفة بذكاء، فالعنف والقسوة والتهديد لن يؤتي إلا بعواقب وخيمة على علاقتهما، فمثلاً ينصحها بتأخير شرائها لأي شيء لمدة من الزمن وليكن شهراً مثلاً ولو وجدت نفسها تميل إلى الشراء بنفس الحماس السابق يتوافقا معاً حول كيفية تلبية طلبها، وعلى الزوج أن يعلمها الادخار وتخصيص جزء ثابت من المرتب يكون لها حرية التصرف فيه حتى لا تشعر بالكبت والقهر، وهي في النهاية ستكيف طلباتها، بحيث تكون في مستوى الدخل المحدد لها، ويراعي الرجل دائما إشباع حاجات زوجته العاطفية لأنها في بعض الأحوال تعوض حرمانها العاطفي بنهم الشراء والتسوق.