17 فبراير 2022

نصائح للتعامل مع الشريك العنيد

محررة متعاونة

محررة متعاونة

نصائح للتعامل مع الشريك العنيد

العناد بين الزوجين من أهم أسباب استمرار المشاكل الزوجية وتهديد الاستقرار الأسري، وهناك بعض المشاكل التي لا يكون فيها أحد الطرفين مخطئ ولكن العناد وعدم تنازل أي طرف للآخر يؤدي إلى تكبير المشكلة وتهديد الزواج بعدم الاستقرار.

طرحت «كل الأسرة» عدداً من التساؤلات حول العناد بين الزوجين بهدف إيجاد الحلول المناسبة للتخلي عن هذه الصفة الذميمة.

أسباب العناد وآثاره

عدم النضج والأنانية الشديدة

ترى الدكتورة علياء أمين، مدربة المهارات الشخصية واستشارية العلاقات الزوجية، أن العلاقة بين الزوجين لابد أن تقوم على المودة والرحمة، فإن قامت على العناد وعدم الاحترام فشلت العلاقة بينهما بامتياز، وتوضح «العناد في نظر الزوج يكون لإثبات السيطرة والقيادة وتنظر إليه الزوجة بأنه استقلال وقوة للشخصية وأحياناً إثبات للذات والنتيجة، والمحصلة شرخ يضرب بيت الزوجية ويهدد أركانه بالانهيار».

وترجع الاستشارية في العلاقات الزوجية أسباب العناد إلى عدم النضج وانعدام القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، وكثير من الزوجات يشكين من طباع أزواجهن العنيدة ومع ذلك بعض الزوجات يحفزن العند داخل الأزواج وبخاصة عندما تتحدث معه بنبرة فيها حتمية تنفيذ رغبتها في فعل شيء ما.

وأيضاً التمركز حول الذات والأنانية الشديدة والإصرار على الرأي وعدم القدرة على التعايش مع الآخرين من أسباب العناد. وتنصح الدكتورة علياء أمين الزوجين بالابتعاد عن العناد والتعاون والمشاركة في كل فعل يساعد على استقرار حياتهما وسعادة أبنائهما، بل ومساعدة بعضهما البعض على اتخاذ القرارات التي تكون في صالح الأسرة وتقوية علاقتهما بالحب والأمل ووجود حافز وهدف إيجابي دائماً.

وتشير إلى أنه أحياناً تواجه الأسرة مشكلة العناد من الطرفين، فالزوجة العنيدة تحتاج إلى الحب والحنان والاحتواء والتعامل معها بلغة الإقناع والحوار وضرورة الإصغاء لها.

أما الزوج العنيد له أسلوب في التعامل معه فهو أيضاً يحتاج إلى الاحتواء وزرع الأمان في قلبه وعدم الضغط عليه بكثرة الطلبات والمشتريات نظراً لظروف الحياة الصعبة، وعلى الزوجة أن تتحدث مع زوجها العنيد بشكل حسن وتجعل ذلك وسيلة للتعبير عن الحب.

نصائح للتعامل مع الشريك العنيد

غياب ثقافة الاعتذار

يرجع الدكتور أحمد فوزي صبرة، استشاري الصحة النفسية والمتخصص في العلاج الأسري بالقاهرة، صبرة السبب في الكثير من الخلافات الزوجية التي تحدث في بداية الزواج إلى افتقاد الكثير من العلاقات الزوجية لثقافة الاعتذار بسبب إحساس بعض الأزواج والزوجات بأنهم ضمنوا شريك الحياة وأنه سيظل يحبه بدون بذل أي مجهود منه للاهتمام به والمحافظة على مشاعره، وهذا يعتبر أسوأ التصرفات التي تستهلك مخزون المحبة بين الزوجين، ولتجنبها والتخلص منها يجب الاستماع والإنصات الجيد لحديث الطرف الآخر والتعبير المستمر عن الاحتياج لشريك الحياة.

ويؤكد الاستشاري النفسي أنه من أكثر الأخطاء التي يقع فيها الزوجان وتتسبب في حدوث فجوة بينهما إطالة فترة الخصام والزعل، ويرى أن هذا الخطأ يتسبب في حدوث الجفاء وتعود الغياب لدى الطرفين، وهي من الأمور المهمة التي يجب على الزوجين تداركها وحلها عندما يقرران البدء من جديد، موضحاً «دائماً ما أنصح الزوجين تجنب الخصام لفترة طويلة لكن هذا لا يمنع أن يأخذ الزوجان فترة هدوء يحاولان فيها تجنب بعضهما البعض حتى يستطيعا التفكير بهدوء وموضوعية بعيداً عن النزاع والشد والجذب».

الحياة غير المتوافقة

من جانبها تؤكد الدكتورة وفاء شلبي، معالجة نفسية متخصصة في المشاكل الأسرية والزوجية في القاهرة، أن العناد والندية في العلاقة من أكثر المشاكل التي تواجه الزوجين خاصة عندما يحاول كل شخص أن يثبت كونه هو الصحيح فهي محاولة في بادئ الأمر للسيطرة على منصة القرار في البيت أو تقليد نماذج وشخصيات يحبها وناجحة في تلك العناد على الرغم من تغيير الظروف.

وترى أن السبب الآخر هو الحياة غير المتوافقة بينهما لعدم وجود التفاهم وهناك من يرى العناد هو وسيلة من وسائل القوة في الشخصية بل بالعكس فالعناد هو دليل على ضعف الشخصية خاصة لو كان دون دليل.

الحلول المناسبة للتخلي عن هذه الصفة الذميمة

حول علاج أسباب العناد، تقول الدكتورة وفاء شلبي إن للزوج دوراً كبيراً في ذلك من خلال تجنب الأسباب المؤدية للعناد، وإذا كان العناد طبعاً فيها فليصبر الزوج ويحاول قدر المستطاع تجنب مواطن النزاع حتى تتخلص من هذه الصفة، ولتقليص العناد وتذويبه لدى الزوجة يجب أن تحصل على مزيد من الحب والاهتمام والتقدير والاحترام وأن يتصرف بذكاء وهدوء عند عناد الزوجة ويحاول امتصاص غضبها وتأجيل موضوع النقاش إلى وقت مناسب يسهل فيه إقناعها إذا كانت مخطئة.

وتنصح أيضاً الاستشارية الزوجية بالتعود على أسلوب الحوار واحترام الرأي الآخر ونسيان المواقف السلبية السابقة والتعامل بروح التسامح والتنازلات مطلوبة بين الزوجين حتى تسير الحياة في أمان واستقرار، وهناك جانب إيجابي في عناد الزوجة حيث تدفع الزوج للعمل والنشاط والتفوق والبحث عن مجالات جديدة لزيادة الدخل وأحياناً يكون العناد رغبة من الزوجة في السيطرة مما يتعارض مع رغبة الزوج وفي هذه الحالة عليه توضيح الأمور لها قبل أن تستحيل الحياة بينهما ويتحول منزل الزوجية إلى حلبة مصارعة.

 

مقالات ذات صلة