لعنة أبناء المشاهير لاحقتها حتى الموت.. المذكّرات الصادمة لابنة الملك إلفيس بريسلي
ليزا ماري بريسلي
تأتي مذكّرات ابنة مغني الروك إلفيس بريسلي، لتؤكد حقيقة مرّة، وهي أن مصائر أبناء المشاهير تتأرجح ما بين الفشل والضياع. وصاحبة المذكّرات ليزا ماري بريسلي هي الابنة الوحيدة للمغني المعروف عالمياً، والملقّب بالملك، وهذا يعني أنها عاشت في رفاهية تحسد عليها. فلماذا سقطت في فخ التعاسة، والمخدرات؟
غلاف كتاب المذكّرات
توفيت ليزا ماري قبل سنتين. لكنها تركت لابنتها، الممثلة رايلي كلو، تسجيلات طويلة تكشف فيها عن حياة تقلّبت ما بين لحظات سعيدة، وأخرى بائسة. لقد تزوجت مايكل جاكسون، المغني الذي كانت شهرته توازي شهرة والدها، مع اختلاف الزمن. أي أنها جمعت المجد من طرفيه. ومع هذا، لم تجد راحتها وهناءها في ذلك الارتباط، بل اكتشفت رجلاً ملتبس الجنس، تؤرّقه عقدة لون بشرته، وخوفه من الناس.
ليزا وزوجها مايكل جاكسون
زواج فاشل من مايكل جاكسون
في طفولتها أجبرتها والدتها على تعلّم اللغة الفرنسية، لكي تكون لائقة أمام الأصدقاء. وهي لا تذكر أنها رأت أمّها من دون زينة. كانت بريسيليا بريسلي متأنقة، وذات تسريحة ثابتة منذ الصباح حتى الليل. وبهذا كان على البنت أن تتعلّم كيف تصبح امرأة تعتني بزينتها. وكانت دون العشرين حين خُطبت لجاكسون.
تقول إنه كان يسرق أحمر الشفاه منها، ويستخدمه. وفي إحدى المرّات اضطرّت إلى تفتيش خزائن المطبخ كلها، ثلاث مرات، للعثور على أحد أقلام أحمر الشفاه الخاص بها. وطبعاً فإن الزواج انتهى بالطلاق، وفيما بعد، أدمنت العروس المخدّرات والعقاقير المهدئة، مثل أبيها زوجها.
في طفولتها، كانت تسرح في قصر محاط بالحدائق، وحظيرة الخيل. تلعب، وتسبح، وتركب فرسها مثلما يحلو لها. ليس في يوميّاتها منهاج معين، أو محاذير، أو قواعد من الواجب اتّباعها. وحين كان أبوها يصحو من العقاقير التي تبقيه في غرفته، فإنه يستدعيها ليمطرها بالقبلات والمجوهرات. وبسبب كل ذلك التدليل، ربما، لم تنتظم في دراستها، وطُردت من عدة مدارس خاصة.
وعندما مات الأب بجرعة زائدة، وضعوا جثمانه مكشوفاً لعدة أيام في بهو البيت، لكي يأتي المعجبون والمعجبات من مختلف الولايات، لإلقاء نظرة الوداع عليه. وكانت البنت البالغة من العمر 9 سنوات تراقب، يوماً بعد يوم، الجثة المسجّاة من وراء الباب مع كل ما يسبّبه المشهد لها من اضطرابات نفسية.
رسخ المشهد في ذاكرتها، بحيث إنها كرّرته بعد سنوات طوال مع ولدها بنجامين، الذي انتحر وكان عمره 27 عاماً. لقد وضعت ليزا ماري بريسلي الجثمان في نوع من الثلج الكربوني، واحتفظت به في البيت لأطول فترة ممكنة قبل الدفن، لكي «تشبع» منه. وتقول في مذكّراتها: «أحسست بالكثير من الامتياز لتمكنّي من البقاء إلى جواره، وتأجيل اللحظة الحاسمة، وبهذا أستطيع تركه يرحل بسلام».
المؤلفة رايلي كيو مع والدتها ليزا ماري
في الكتاب تروي ابنتها أنها، والأحفاد، اضطروا إلى تأجير حافلة للانتقال مع جدّتهم ليزا ماري، من مدينة ناشفيل، جنوب شرق الولايات المتحدة، إلى مدينة لوس أنجلوس، في الطرف الغربي من البلاد، لأن الجدّة كانت مدمنة على الكوكايين، وتتعاطاه طول الوقت، الأمر الذي لا يمكن توفيره عند السفر بالقطار، أو الطائرة.
وكانت المؤلفة، على مدى سنوات، تواصل الاستماع إلى والدتها، وتسجيل مذكراتها التي صدرت أخيراً بلغات عدّة، واختارت لها عنوان «من الآن حتى المجهول العظيم».
الأم بريسيليا مع ابنها من زوج ثانٍ وابنتها ليزا ماري
دلال الأب ومحاولة انتحار
عاشت ليزا ماري وهي ترى أباها معشوقاً بجنون من المعجبين. كان المصوّرون يطاردونها حيثما ذهبت. ولم يكن لديها أشقاء، أو شقيقات، يشاركونها تلك الحياة غير الطبيعية. لقد كانت «الأميرة الأمريكية ابنة الملك»، ولا أحد يمكنه التكهّن بما كانت تعيشه من مفارقات، وغرائب. إن أوامرها مطاعة، بحيث إنها في سن 4 أعوام هدّدت بطرد طبّاخ القصر لأنه لم يعطِها قطعة «كوكيز». لكن كل ذلك العالم انتهى بموت «الملك».
فقد انتقلت البنت إلى رعاية عائلة والدتها التي حاولت «تعديل» نزقها. لكنها تمرّدت وكانت تمضي الوقت وهي تصرخ، وتنتحب، في حين كان أخوالها الصغار يضحكون عليها، ويسخرون من صراخها. لكن الأدهى حدث بعد سنتين من رحيل الأب، حين أحبّت والدتها بريسيليا رجلاً راح يتحرش بالبنت. وعندما عرفت الأم بالأمر لم تطرد حبيبها، بل اكتفت بأن طلبت منه الاعتذار لابنتها. تقول ليزا ماري: «كنت أشعر بالذنب، بحيث إنني غفرت له، وسامحته».
في تلك الدوّامة من سوء التربية والطّرد من المدارس، وجدت البنت عزاءها في الكنيسة السينتولوجية، وهي نوع من البدع التي انتشرت في أوساط المشاهير. وتعترف في الكتاب بأن تلك الكنيسة ربّتها بالنيابة عن والدتها. وفي سن 14 عرفت البنت الحب للمرة الأولى، وكان الحبيب يبلغ من العمر 23 عاماً، ولكنها تركته بعد أن اكتشفت أنه كان يبيع صورها للصحف الشعبية.
وبسبب تلك الصدمة حاولت الانتحار بابتلاع 20 حبة من عقار الفاليوم، وتكتب المؤلفة: «في عائلتنا هناك سلالة ممتدة من البنات اللواتي أصبحن أمّهات، في حين أنهنّ لم يكنّ أكثر من طفلات. وعندما تقدمت في العمر فإنني أحببت أن أكون أمّاً لوالدتي، أو حتى لجدّتي بريسيليا». والغريب أن ليزا ماري تعرفت إلى مايكل جاكسون للمرة الأولى حين كانت في سن 6 أعوام. وعندما أحبّته كان قد بلغ من العمر 35 عاماً، ولم يسبق له معاشرة امرأة. تزوجت ابنة ملك «الروك أند رول»، من ملك موسيقى «البوب».
ليزا وداني كيو
قبل جاكسون، كانت قد تزوجت بداني كيو، والد مؤلفة الكتاب، وشقيقها بنجامان. وتكتب المؤلفة أنهما كانا يسميان زوج والدتهما «ميمي»، لأن شقيقها الصغير لم يكن يستطيع لفظ اسمه الكامل. كان جاكسون شخصاً غير طبيعي. وفي كل يوم عاشا حياة طبيعية مثل أي زوجين، حيث كان الوالدان يأخذانهما إلى المدرسة. حياة طبيعية مع بعض الاستثناءات. ففي إحدى المرات كان مايكل جاكسون يصطحب معه قرد شمبانزي في السيارة. كانت تلك أسعد فترة في حياة المؤلفة.
لكن الوالدان الطبيعيان تطلّقا لأن الزوجة رفضت أن يكون لها مزيد من الأطفال. وليس سبب الطلاق ما أشيع عن ميول شاذة للزوج، وتقرّبه من الصبية الصغار. وتكتب المؤلفة: «لو كانت تلك التهمة صحيحة لكنت قتلته بيدي، لو رأيته يتحرش بطفل. لكن إدمانه المتزايد للمخدرات خرّب حياته».
نيكولاس كيج زوجها الثالث
وبعد الطلاق، مرّت السنوات بهدوء. عاشوا عشر سنوات اجتهدت فيها ليزا ماري لكي تخلق لولديها حياة مدهشة. أخذتهما لزيارة هاواي واليابان، وتصرفوا مثل البوهيميين في حين كانت الأم تقع في الحب أحياناً، وترتبط بالكثير من الصداقات. وفي فترة من الفترات خطبت لعازف الجيتار جون أوزاجيا، وكان ذلك قبل ارتباطها بزوجها الثالث الممثل نيكولاس كيج، عام 2002. لكنهما تطلّقا بعد سنتين.
مع مايكل لوكوود
ثم تعرّفت إلى العازف مايكل لوكوود، وأنجبت منه توأمها هاربر وفينلي. وعند انتهاء العلاقة تورطت في العقاقير المهدّئة. وهي تعترف لابنتها في أحد التسجيلات بأنها أصبحت مدمنة في عمر 40 عاماً، بعد عملية ولادة قيصرية، سبّبت لها آلاماً شديدة بسبب عدم اندمال الجرح. وهكذا وجدت نفسها تبتلع 80 حبة من الدواء المُسكّن في اليوم.
بجوار ابنها بنجامين قبل انتحاره
ولما مات ابنها بنجامين، أدركت شقيقته رايلي أن أمّه ستلحق به. ولهذا بقيت إلى جانبها عندما كانت تحاول إشعال سجائرها. خافت عليها أن تحرق نفسها. لقد حاولت إنهاء حياتها مرات عدّة، من دون أن تنجح. لذلك، فإنها لم تكن تسمح للولاعة بالاقتراب من سيجارتها. وتكتب ابنتها: «كانت تريد لكل لحظة في الحياة أن تكون رائعة، لكنني كنت أدخل إلى غرفتها في بعض المرّات فأراها منطرحة على الأرض تستمع إلى موسيقى إلفيس بريسلي، أبيها، وهي تبكي».