الممثل البريطاني توم هولاند وخطيبته النجمة زندايا
هذا خبر أشعر معه بالارتياح. وكل الأخبار التي من هذا النوع تسعدني، أي تلك التي تكشف اهتمام الأب بأطفاله، واستعداده للتفرغ لقضاء مزيد من الوقت معهم، يلاعبهم، ويربّيهم، ويلبّي احتياجاتهم.
والخبر يتعلّق هذه المرة بالممثل البريطاني توم هولاند، بطل سلسلة أفلام الرجل العنكبوت (سبايدر مان). ولا أخفي عليكم أنني لست من هواة هذا النوع من الأفلام، ولا أذكر أنني تفرجت عليه. لكن هذا النجم العالمي لفت انتباهي وهو يدلي بحديث لمجلة «مينس هيلث»، يعلن فيه أنه يتمنى أن يصبح أباً عمّا قريب، وسيختفي من سماء النجومية لكي يكرس وقته لرعاية الطفل المقبل.
كل ما أعرفه عن توم هولاند أنه مرتبط بالممثلة الأمريكية زندايا، شريكته في (سبايدر مان)، وقد أسس مع شقيقيه جمعية خيرية تقدم الدعم المالي لقضايا عدّة. والأهم من هذا أنه قرّر، منذ ثلاثة أعوام، الانسحاب من مواقع التواصل الاجتماعي «حفاظاً على سلامة عقله» حسبما قال. وأنا هنا أفهمه تماماً. ورغم أنني لا أدخل على «تيك توك»، ولم أشترك في «إنستغرام»، أو «إكس»، وبقيت سجينة «فيسبوك»، فإن هذا الموقع يكاد يستعبدني بمعنى الكلمة. إدمان لا غنى عنه لأنه صلتي الوحيدة بعشرات الصديقات والأصدقاء الذين فرّقت بيننا الجغرافيا، وسُبل الحياة.
لم يبلغ توم هولاند الثلاثين بعد. أي أنّ مستقبله الفني لا يزال أمامه. وهو قادر على الاستمرار، وجمع المزيد من الثروة، والشهرة، والجوائز. لكنه سيدير ظهره بكل شجاعة لكل تلك المغريات، ويكتفي بأن يكون أباً سعيداً لطفل سعيد، أو طفلة.
في السابق، كان الرجال، في العموم، سعداء بدور «سي السيد» الذي يكتفي بفرض قانونه على الأسرة، ويأمر فيطاع. ذلك زمن مضى. وقد اعتدنا اليوم آباء يتقاسمون أعمال البيت والمسؤوليات اليومية مع زوجاتهم. وسبق أن كتبت في هذه الصفحة عن مشاعر التأثر التي تعتريني حين أصادف في الصباح رجلاً يمسك بيد طفلٍ في الطريق إلى المدرسة. لابدّ أن زوجته عاملة أيضاً، أو لديها في البيت طفل آخر تعتني به. وهناك في عالمنا العربي من يساعد زوجته، لكنه يفضل القيام بذلك خفية، من دون أن يعرف به الآخرون، خصوصاً والدته.
يقول توم هولاند في المقابلة إنه أمضى السنوات الست الأخيرة منهمكاً في العمل السينمائي، غاطساً فيه حتى الرأس. لذلك قرر التوقف عن التمثيل في الفترة الأخيرة، ويتمنى تأسيس أسرة، وأن يرزق بأطفال. وهو يهوى رياضة «الجولف» ويريد أن يمنحها مزيداً من الوقت للترويح عن النفس. إن الرياضة تحفظ للمرء صحته النفسية أيضاً.