مما لا شك فيه أن للأم محبتها، ومكانتها المحفوظة في قلب أبنائها، إلا أن هناك بعض السلوكات التي يجب أن تراعى حتى لا تثار حفيظة الزوجات. ففي العادة يحرص الابن الناضج عند الزواج على تحقيق المعادلة الصعبة بين والدته، وزوجته، ويسعى جاهداً لاسترضاء الطرفين، بما لا يُشعر أحدهما بميل كفته في قلبه عن الآخر، إلا أن هناك مواقف يمكن أن تصدر عنه في بداية العلاقة قد تبدو بسيطة، إلا أنها تُحدث فجوة بين الشريكين، فيما بعد، وأحياناً يمتد أثرها لتطال علاقة الزوجة بالأم.
فهناك من يندفع تاركاً عروسه ليقبّل قدم أمه، وآخر يطعم والدته بدلاً من عروسه عند تقطيع الكيك، وثالث يصرّ على الإمساك بيد والدته عند الدخول إلى قاعة الأفراح، وتكون الزوجة في يد، وهي في يد.
أسباب المبالغة في إظهار محبة الابن لأمّه أمام الناس
نلتقي المستشارة الأسرية والتربوية مريم علي الكاس، مؤسس شركة إيكاروس لاستشارات السلامة والصحة المهنية، التي تقول «إفراط الابن في إظهار محبته لوالدته أمام الناس بشكل مبالغ فيه يمكن أن يكون نتيجة لعدة أسباب، تختلف من شخص إلى آخر، وتعتمد على الخلفية، الثقافية والعائلية، منها:
- العادات والتقاليد: ففي بعض الثقافات يُعتبر من الطبيعي أن يُظهر الابن الاحترام والتقدير لوالدته في كل لحظة، وأمام الناس.
- الرعاية والدعم: فقد يشعر بالامتنان لوالدته التي ساعدته في نشأته، ودعمه طوال حياته، فيراوده الشعور بالاعتراف بذلك أمام الجميع.
- العلاقات الأسرية: فقد يكون هناك ارتباط عاطفي قوي بين الابن ووالدته، ما يجعله يفضّل قضاء معظم الوقت معها، دون من الانتباه لحقوق الزوجة التي تضعه هو أوّلّ اهتماماتها.
- الضغط الاجتماعي: فقد يشعر بضغط من عائلته، أو المجتمع، ليظهر التقدير لوالدته، بخاصة في ظل توقعات معيّنة تنتظرها منه الأم.
- الشعور بالمسؤولية: ففي أحيان كثيرة يشعر باحتياج والدته إلى حمايته، بخاصة إذا كانت تمرّ بظروف صعبة.
- الألفة والراحة: فقد يجد الابن أن التواجد مع والدته يمنحه شعوراً بالراحة والطمأنينة، بخاصة في ظل توترات الحياة، من دون أن يلتفت إلى الشخص الذي ترك الدنيا خلفه من أجل أن يكون بجانبه.
وفي أحيان كثيرة، تثير تصرفات الابن حفيظة الزوجة، تلك المرأة التي تركت بيت أبيها لتستبدل به قلب زوجها الذي يُعد سكناً لها، وعلى الزوجة الواعية التعامل مع تلك المواقف بحكمة، فيمكن أن تفعل الآتي:
- التحدث بصراحة مع الزوج: في محاولة للتعبير عن المشاعر والأفكار حول المواقف التي تزعجها، ما يساعد على تعزيز التواصل الفعّال، وقطع حبل الجفاء فيما بينهما.
- التفهّم واحترام العلاقة: فمن المهم أن تحاول المرأة فهم مشاعر زوجها تجاه والدته، واحترام العلاقة التي تربطهما، طالما لم تخرج عن نطاق العادي والمألوف.
- البحث عن التوازن: ينبغي على الزوجة أن تحاول خلق توازن بين علاقتها بشريك حياتها، وعلاقته بوالدته، من خلال تشجيعه على تخصيص وقت لكليهما، لتبادل الأحاديث والنقاشات.
- تجنّب الغيرة: من الهام أن تبقى الزوجة هادئة وتتجنب مشاعر الغيرة، إذ إن القلق من المنافسة يمكن أن يؤثر في العلاقة بشكل سلبي.
- إعداد لحظات خاصة: يمكن للمرأة أن تخطط لبعض اللحظات الخاصة مع زوجها، وإظهار مشاعر الحب، والتقدير، والاحترام.
- الدعم والتشجيع: فدعم الزوج في علاقته بوالدته يمكن أن ينعكس إيجاباً على العلاقة الزوجية لشعوره بالراحة من دعم زوجته له.
- التواصل مع العائلة: يمكن للزوجة أن تبني علاقة جيدة مع الأم، ما يساعد على تقليل أيّ توتر، أو مشاعر سلبية.