11 فبراير 2025

في عيد الحب.. 10 أسباب تفسد على الزوجين احتفالهما الخاص

محررة متعاونة

مجلة كل الأسرة

يتعامل كل طرف من طرفي العلاقة الزوجية من منطلق مختلف عن «الحب»، وكيفية التعبير عنه، وممارسته، بل وطريقة الاحتفال به أيضاً، فكل شريك يتعامل مع الأمر وفقاً لتجربته، وتربيته، وحتى طموحاته. والمشكلة تبدأ عندما نتوقع من الطرف الآخر أنه يرى الأمور ويقيّمها مثلنا تماماً، ونتجاهل اختلافاتنا وطباعنا، بل وسيكولوجية كل منّا أيضاً، وفقاً لنوعه، وطريقة تفكيره.

كل هذه الأمور تجعل لكل طرف نمطاً مختلفاً للاحتفال بالمناسبات الخاصة مع شريكه، لكن الأمر قد لا يكون مُرضياً، أو كافياً، أو حتى متوقعاً لدى الطرف الآخر. ويترتب على هذا الأمر أن يرتكب بعض الأزواج أخطاء، ويقومون بتصرفات تزعج الطرف الآخر، وتفسد على الطرفين معاً، احتفالاتهما الخاصة، وبدلاً من أن تصبح ذكرى رائعة تبقى معهم لسنوات، تتحول إلى خلاف، وذكرى سيئة لا تنسى.

سألت «كل الأسرة» عدداً من خبراء العلاقات الزوجية والطب النفسي: كيف يفسد الزوجان احتفالاتهما الخاصة؟ وما هي أبرز التصرفات التي تزعج الأزواج وتقلب الاحتفال إلى ذكرى سيئة؟ وما هي الطقوس التي تضمن للزوجين احتفالاً رائعاً بلا خلافات؟

مجلة كل الأسرة

فرصة ذهبية لشحن رصيد الحب

في البداية، تؤكد الدكتورة إكرام خليل، المتخصصة في العلاقات الزوجية والأسرية، بالقاهرة، أن الاحتفالات الخاصة تكون دائماً فرصة ذهبية للزوجين لتجديد الحب والمودة، وإزالة أيّ خلافات، فكلاهما في هذا الوقت يبحث عن الكلمة الحلوة، والمعايدة الرقيقة، والابتسامة الجميلة التي ينتظرها من شريك حياته. لكن للأسف، نجد هذه المناسبات المنتظرة بين الزوجين من العام للعام تنقلب، أحياناً، إلى مشاجرات، وتكون فترة خصبة لوقوع الخلافات الزوجية، بسبب التصرفات المزعجة التي يرتكبها البعض عن قصد، أو من دون قصد، وتفسد على الزوجين احتفالاتهما، وتسبّب المشكلات.

وتلفت الاستشارية الأسرية إلى أن هذه التصرفات المزعجة، على المدى الطويل، تجعل شريك الحياة يشعر بأنه بلا قيمة، وأنه مهما حاول فلن يصل إلى مرحلة حتى يصبح كافياً في عين الطرف الآخر.. والنتيجة؟ يبدأ بالانسحاب، ويقلل محاولاته، ويتعامل ببرود، أو حتى يبتعد تماماً. وبعدها تأتى الشكوى المعتادة من نقص الاهتمام، لكن الحقيقة التي نتجاهلها، أحياناً، أن الاهتمام الذي كان يقدمه الشريك للطرف الآخر قلّ عندما أحسّ بأنه لن يحقق أي فرق.

فالسّر في العلاقة الناجحة ألّا يتوقع كل طرف الكمال من الآخر، وأن نقدّر كل محاولة حتى ولو بسيطة، لأن هذه التفاصيل هي التي تبني الحب، أو تهدمه.

وتشير الدكتورة إكرام خليل إلى أن الاحتفالات الخاصة وقت رائع لكي يتفق الزوجان على تخطّي الخلافات، وتجاوزها، والاهتمام المتبادل بين الزوجين يجعل الطرفين يفرحان، وتملأ قلبيهما البهجة والسرور. لكن الأمر يختلف بالنسبة إلى الزوجة عن الزوج، فقد يغفر الزوج لزوجته انشغالها عن هذه الأمور، لكن في المقابل، تنقلب حياة الزوجة رأساً على عقب عندما يتجاهلها الزوج في أيّ مناسبة تخصها، أو تخصّهما معاً، فتشعر بمنتهي الإهمال، والانكسار، واللامبالاة، والذبول، كأن الحب كله يتلخّص في كلمات المعايدة الرقيقة التي لم تسمعها، والهدية التي لم تحصل عليها.

مجلة كل الأسرة

10 تصرفات تفسد احتفالات الحب بين الزوجين

من جانبه، يحدّد الدكتور عبد المجيد عويس، خبير العلاقات الأسرية والزوجية، أكثر الأسباب والتصرفات التي تزعج الزوجين، وتفسد عليهما الاحتفالات الخاصة، وطرق التغلب عليها:

1. يتغافل بعض الأزواج عن تقديم هدية مناسبة إلى الزوجة في المناسبات الخاصة، بدعوى أنها تعمل، ولا تحتاج إلى شيء، أو أن ليس هناك ما ينقصها، أو أن تقديم الهدايا، وخلافه، يقتصر على المخطوبين، والمتزوجين الجدد. وهذا الأمر من الأخطاء الفادحة في حق الزوجة، لأن الهدية يكون لها وقع كبير في نفس الزوجة، وتحسن كثيراً من الحالة النفسية لها، وترفع من معدلات هرمون السعادة لديها، حتى إن كانت تعمل، أو لديها دخل، ولا تحتاج إلى الهدية، ولكن الهدية هنا ذات مدلول، نفسي ومعنوي، رائع.
2. إعطاء الهدية للزوجة يكون بمثابة رسالة محبة، وجسر مودّة بين الزوجين، ويفضل تقديمها في صباح يوم الاحتفال الخاص بالزوجين، كعيد الحب، أو عيد الزواج، وليس قبلها ولا بعدها، حيث يقدّمها الزوج لزوجته مع بعض كلمات المحبة، والتقدير، والاعتزاز، ويجب على الزوجة أن تتقبل الهدية، حتى لو كانت رمزية، بمنتهى الحب والامتنان، ولا تتخذ من قيمة الهدية ذريعة للخلاف، والنّكد.
3. وفي المقابل، من الأمور التي تستفز الزوج شعوره بأنه مهما فعل، ومهما حاول، ومهما اجتهد، فإن ما يقدّمه لزوجته ليس كافياً، ودائماً لديها تعليقات، ودائما تعقد المقارنات، ودائماً هناك ما ينقصها! على سبيل المثال، إذا أحضر لها هدية، أو حتى باقة من الورد مع الشوكولاتة، بدلاً من أن يسمع كلمة شكراً يجد لديها تعليقات مثل: «لماذا هذه؟ كنت أفضّل كذا أو كذا!»، وعندما يبذل معها مجهوداً ليساعدها في الأعباء المنزلية فتردّد: مرة لا تتكرّر إلا كل عام! حتى لو قال لها كلمات حب من الممكن أن تحبطه بكلمات مثل:«كان فين الكلام دا من زمان؟!».
4. رفع سقف التوقعات من أكثر الأمور التي تفسد على الزوجين احتفالاتهما الخاصة، فأحياناً يتوقع أحد الطرفين من الآخر مفاجآت، رائعة ومدهشة، ويمنّي نفسه باحتفال أسطوري غير مسبوق، بينما يعبّر الطرف الآخر عن حبه بطريقته الخاصة التي قد لا توافق توقعات شريكه، الذي قد يواجه ذلك بالصمت، أو الاستياء وربما تقع بينهما مشكلة تؤدي إلى الخصام.
5. من الأفضل للزوج والزوجة، أن يفرغا نفسيهما تماماً للاحتفال معاً في يوم المناسبة، أو على الأقل، قضاء ساعات الليل معاً بشكل خاص، ويُعد الزوج نفسه لإنفاق بعض المبالغ لإسعاد زوجته، سواء بالعشاء معاً خارج المنزل، أو الخروج والتنزه.
6. على الرغم من أن مناقشة المشاكل الزوجية أولاّ بأول أمر مطلوب وهام، في الحياة الزوجية، ولكن يجب الابتعاد عن هذا الأمر تماماً خلال الاحتفال بالمناسبات الخاصة، فهو ليس التوقيت المناسب للمناقشات الساخنة، ومهما كان حجم المشاكل بين الزوجين يجب عليهما ضبط النفس، واحترام رغبات الطرف الآخر، والسعي دائماً لفهم الشريك وإسعاده.
7. الهدية، والمعايدة، وتبادل كلمات الحب، كل هذه الأمور لها مفعول السحر، لكنها لا تكفي وحدها في الاحتفال بالمناسبات الخاصة، يجب على الطرفين ألّا يتجاهلا ممارسة طقوس الحب، وإذابة جليد الملل بقضاء سهرة خاصة تنتهي بممارسة العلاقة الحميمة، والاستمتاع معاً، بليلة تشبه ليالي الزواج الأولى.
8. المناسبات الخاصة فرصة عظيمة للاعتذار عن الخطأ في حق الطرف الآخر، وتقديم بعض التنازلات من أجل استمرار العلاقة بشكل أفضل، والتواصل من جديد. كما أن هذه الأيام الخاصة تكون وسيلة مناسبة لتعويض تراكمات إهمال الطرف الآخر.
9. يجب على الزوجة ألا تثقل كاهل الزوج بطلبات الهدايا، بخاصة إذا كانت ظروفه المادية لا تسمح.
10. لا تطلبي من زوجك جواً من المرح والحب، من دون أن تكوني أنت أيضاً بشوشة في وجهه، وتشعريه بالسعادة، والحب، والمودّة، مع تناسي كل سبب يدعو إلى الخلاف والشجار.

مجلة كل الأسرة

طقوس رومانسية لليلة رائعة

وحول أهم الطقوس التي تضمن للزوجين قضاء احتفال سعيد في عيد الحب، أو في أي مناسبة خاصة، توضح الدكتورة مايسة كمال، استشاري العلاج النفسي والزواجي في القاهرة، عدداً منها:

  • الكلمات الرقيقة بين الزوجين في هذا اليوم لها سحر خاص، وتعوّض الكثير من الأمور التي تنقص العلاقة بين الزوجين، مثل المعايدة اللطيفة، والتعبير عن السعادة معاً، وكلمات الغزل، والمحبة، والاشتياق.
  • الترفع عن الصغائر، وعدم تصيّد الأخطاء في هذه المناسبات يضمن للزوجين قضاء يوم جميل، وليلة رائعة، فإن لم يتذكر الزوج تلك المناسبة أرسلي إليه أنت، وذكّريه وهنّئيه بالمناسبة ببعض الكلمات البسيطة التي تعبر عن شوقك إليه، فقد يكون مشغولاً بضغوط العمل، وزحمة المتطلبات، ولا داعي لتعليق المشانق له.
  • اترك شريك حياتك يحبك بالطريقة التي يريدها، ولا تستسلم للإحباط، والضيق تجاهه لمجرّد أنه خالف توقعاتك في كيفية احتفاله بعيد الحب، وترفّع عن المقارنات بالآخرين والتي تفسد حياتك، ولاتجرِ وراء احتفالات البعض وأكاذيبهم التي يروّجونها على الـ«سوشيال ميديا».
  • تصفية النية تجاه الطرف الآخر، واستدعاء الذكريات الجميلة، والاستعانة برصيد الحب، مع رغبة صادقة بقضاء ليلة جميلة تكون سبباً في شحن العواطف بينكما لأيام وشهور مقبلة.
  • يجب أن يتهيأ كل طرف للقاء حبيبه ليلاً في الصورة التي كان عليها في لقاء الحب الأول، بمعنى أن تستعد الزوجة ليجد منها الزوج تلك المرأة الجميلة والرومانسية، لتخطف قلب الزوج، وكذلك تجد هي من زوجها فارسها الأول ذا الابتسامة الحانية، ويتزيّن لها هو، الآخر كما تتزيّن له، والأهم أن يفرغ لها نفسه فيعود مبكراً بمزاج هادئ، ليقضيا معاً ليلة رومانسية مختلفة.
  • العطور والملابس الجديدة المثيرة، والتخلي، ولو لليلة واحدة، عن المسؤوليات تجاه الأبناء، وتجهيز المنزل، وإعداد طعام محبّب، وتقديمه بشكل رومانسي، والابتسامة الجميلة والهدية، ولو باقة زهور.. كل هذه الأمور تعتبر كلمات مفتاحية لليلة رائعة من الرومانسية، تبقي هذا الاحتفال الخاص ذكرى لا تمحى مع الأيام.

اقرأ أيضاً:
 - في عيد الحب.. خطوات بسيطة لشحن عواطفكم وإسعاد شريك حياتكم
- ما أهمية تبادل الهدايا بين الزوجين؟