مجلة كل الأسرة
11 فبراير 2025

في عيد الحب.. 11 طريقة لرفع مستويات هرمون الحب «الأوكسيتوسين»

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

يعزّز هرمون الحب، أو ما يعرف بـ«هرمون الأوكسيتوسين»، المشاعر الإيجابية، ويحسّن العلاقات العاطفية. وفي هذا السياق، تُظهر الأبحاث والدراسات الحديثة أثر التفاعلات الاجتماعية، كالعناق والأحضان والتواصل الحميم، في إفراز الأوكسيتوسين، وفي صحة الإنسان، نفسياً وجسدياً.

فما هو هرمون الحب؟ وكيف يتجلّى حضوره في عيد الحب؟ ودوره الحيوي في تعزيز صحتنا النفسية وتقوية الروابط العاطفية بين الأزواج؟

د.نادية منصور
د.نادية منصور

تعرّف الدكتورة نادية منصور، الطبيبة النفسية في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب، هرمون الحب «الأوكسيتوسين هو هرمون يُنتج في منطقة ما تحت المهاد، ويتم إفرازه في مجرى الدم بواسطة الغدّة النخامية، وتتركز وظيفته الأساسية على تسهيل عملية الولادة، وهو أحد الأسباب التي تجعله يسمى «هرمون الحب»، الأوكسيتوسين، مثل الأندرفينات، أو السيروتونين، كنوع من الهرمونات في الجسم التي تعزز من المشاعر الإيجابية، ويُعد واحداً من الهرمونات التي ترتبط بشكل كبير بالعلاقات، العاطفية والاجتماعية».

عيد الحب والأوكسيتوسين.. كيف يعزز هرمون الحب علاقاتنا العاطفية؟

إذاً، يسهم هرمون الحب في تقوية الروابط الاجتماعية والعاطفية بين الأزواج، والأسر، بما يبرز أهمية التواصل العاطفي في حياتنا اليومية، وليس في عيد الحب فقط، حيث تلفت د. نادية منصور إلى أن «إفراز الأوكسيتوسين يزداد عند التواصل العاطفي مع الآخرين، مثل الإيماءات الحانية، أو التفاعلات الجسدية المطمئنة».

فوائد الأوكسيتوسين للصحة النفسية والجسدية

توضح د. نادية فوائد الأوكسيتوسين للصحة النفسية والجسدية:

  • يعزز مشاعر الحب والأمان
  • - يؤثر بشكل إيجابي في مشاعرك وصحتك العقلية.
  • يقلل من التوتر والقلق عبر زيادة مستويات الراحة.

كيف يُمكن للأوكسيتوسين تعزيز الروابط؟

 هذه المهمة تشرحها الطبيبة النفسية عبر رصد النتائج:

  • يساعد على بناء الثقة بين الأفراد.
  • يُحفز المشاعر الإيجابية عند التفاعل الاجتماعي.
  • يسهم في الترابط العاطفي والاجتماعي، مثل الروابط بين الأم وطفلها، أو بين الأزواج.
مجلة كل الأسرة

طرق زيادة مستويات الأوكسيتوسين

يمكن تعزيز هرمون الأوكسيتوسين من خلال الأنشطة التي تعزز التواصل الاجتماعي، والمشاعر الإيجابية.

وفي ما يلي بعض الطرق الفعّالة التي تزودنا بها د. نادية منصور:

1. العناق واللمس الجسدي: يساعد اللمس الجسدي والعناق مع العائلة، أو الأصدقاء، أو شريك الحياة، على زيادة إفراز الأوكسيتوسين.
2. التفاعل الاجتماعي: الأنشطة الاجتماعية، مثل تناول الطعام مع العائلة، زيارة الأهل، أو قضاء الوقت مع الأطفال، تُحفز هذا الهرمون.
3. التمارين الرياضية الجماعية: ممارسة الرياضة في مجموعات تُسهم في إفراز الأوكسيتوسين.
4. الضحك والمزاح: الضحك مع الآخرين يعزّز الروابط الاجتماعية ويخفف التوتر.
5. الدعم العاطفي: تقديم الدعم، أو الاستماع الجيد لشخص آخر، يعزز إفراز الأوكسيتوسين.
6. الاهتمام بالآخرين: الأعمال اللطيفة والعطاء والرعاية، مثل مساعدة المحتاجين تزيد من إفراز الأوكسيتوسين.
7. الرضاعة الطبيعية: تُحفز الرضاعة الطبيعية إفراز الأوكسيتوسين، ما يُعزّز الترابط، ويقلّل التوتر لدى الأم.
8. التأمل واليوغا: تُسهم هذه الأنشطة في زيادة الاسترخاء وتعزيز مستويات الأوكسيتوسين.
9. الإنجازات والمكافآت الاجتماعية: شعور الشخص بالإنجاز أو التقدير من الآخرين يُعزز إفراز الأوكسيتوسين.
10. التواجد مع الحيوانات الأليفة: التفاعل مع الحيوانات الأليفة يُعزز الراحة والدعم العاطفي.
11. الاستماع إلى الموسيقى: الاستماع إلى الموسيقى المريحة يُحفز إفراز الأوكسيتوسين.

د.رشا عباس
د.رشا عباس

دور الأوكسيتوسين في العلاقات العاطفية والروابط الرومانسية

وبينما يرتبط الأوكسيتوسين بالحب والرومانسية، فإن أثره يتجاوز ذلك، إذ تسلط الأبحاث الضوء على أن ارتفاع مستويات الأوكسيتوسين يجعله عاملاً حيوياً في تعزيز الثقة، والتعاطف.

وفي هذا الصدد، توضح الدكتورة رشا عباس، استشارية الطب النفسي في مركز هيلث بلاس للسكّري والغدد الصّماء، جزء من مجموعة M42، أن «هرمون الأوكسيتوسين يؤثر في علاقاتنا الرومانسية، ويمتد تأثيره إلى الصداقة والروابط العائلية، ليثري بذلك تجاربنا الاجتماعية بالكامل».

وتضيف «يعدّ هذا الهرمون هامّاً بشكل خاص في المواقف العصيبة، إذ يساعد الأشخاص على التعامل مع التحديات في علاقاتهم، من خلال تعزيز هدوئهم وثقتهم. كما أن قدرته الفريدة على تحسين المرونة العاطفية تؤكد تداخله العميق مع السلوك البشري».

وتشرح د. رشا أبعاد هذا الهرمون «فالتعبير عن المودّة، من خلال أفعال مثل العناق، أو الإمساك بالأيدي، أو الحفاظ على التواصل البصري، يؤدي إلى إطلاق هرمون الأوكسيتوسين، الذي بدوره يقلل من التوتر، ويخفض ضغط الدم، ويعزّز الصحة النفسية. وقد أظهرت الدراسات أن الأفراد الذين يشاركون بنشاط في علاقات رعاية يشعرون برضا أكبر في الحياة، ويحققون نتائج صحية أفضل، بشكل عام. ومن خلال إعطاء الأولوية للتواصل، يمكن للأفراد تحقيق التوازن بين الصحة العاطفية والبدنية، بما يؤكد الارتباط العميق بين حياتنا الاجتماعية والعافية، بشكل عام».

مجلة كل الأسرة

وإذ تتوقف عند أهميته في تحقيق توازننا العاطفي، إلى جانب منظومة هرمونية متصلة، تعلق د. رشا عباس «الأوكسيتوسين هو مجرد جزء من السيمفونية الهرمونية المعقدة التي تؤثر في العلاقات العاطفية. فهناك أكثر من لاعب في تعزيز العلاقات، والعواطف، مثل الدوبامين المرتبط بالمتعة والمكافأة، والسيروتونين الذي ينظم المزاج، والفازوبريسين المرتبط بالتعلق طويل الأمد. وتعمل هذه الهرمونات معاً، بتناغم تام، لتكوين أساس كيميائي حيوي دقيق لتجاربنا العاطفية، والأوكسيتوسين يعمل بتناغم تام مع الهرمونات الأخرى لتشكيل عواطفنا. لذلك، فإن فهم هذه الروابط الهرمونية يساعدنا على تقدير مدى تعقيد الروابط البشرية، وأهمية تعزيز العلاقات الودودة».

خطوات لتعزيز الأوكسيتوسين

يبقى أن تعزيز هرمون الأوكسيتوسين لا يتطلب خطوات معقدة، كما تلفت د. رشا، لافتة إلى أن ثمة خطوات بسيطة تُحدث الفارق، منها:

  • التواصل الجسدي: تحفز الأفعال مثل العناق أو الإمساك باليدين إفراز الأوكسيتوسين، وتعزز الروابط العاطفية.
  • التجارب المشتركة: المشاركة في أنشطة ذات معنى، مثل الطهي معاً، أو التنزه، تُعمق الروابط بين الأشخاص.
  • الحضور الذهني: الانخراط الكامل في المحادثات، والاستماع الفعّال يخلق فرصاً لبناء الثقة وتعزيز العلاقات العاطفية.
  • التعبير عن المودّة: كلمات بسيطة مثل التقدير والتعبير عن الامتنان يمكن أن تقوّي الروابط العاطفية.