27 فبراير 2025

هل خطيبك «مدلّل أمّه»؟.. علامات وإشارات تحذيرية يجب الانتباه لها قبل الزواج

محررة متعاونة

مجلة كل الأسرة

لا أحد من الممكن أن يتخيّل حجم المعاناة التي يمكن أن تعيشها الزوجة التي يكون من حظها العاثر الارتباط بزوج سلبي، يخضع لسيطرة أمه، حتى أن أغلب الدراسات التي أجريت على حالات الطلاق في مصر، خلال العقد الماضين كانت جميعها تؤكد أن من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق من دون رجعة، سيطرة الأم على ابنها بصورة كبيرة، وتدخّلها في أدق تفاصيل العلاقة الزوجية، وفرض سيطرتها على اتخاذ القرارات، وعدم الاستقلال بعيداً عنها.

سألت (كل الأسرة) خبراء العلاقات الزوجية عن أسباب التعلّق المرضى بين الأم وابنها، وما هي الإشارات التحذيرية التي تنبّه الفتاة لكون خطيبها «دلوع أمه»، وكيف يؤثر ذلك في استقرار العلاقة بينهما، وما هو الفرق بين إرضاء الأم، وضعف الشخصية، وكيف تتصرف الزوجة عندما يكون من حظها الارتباط بزوج مسيّر من قبل أمه؟

مجلة كل الأسرة

أبرز علامات (مدلّل أمّه).. وما هي المشاكل التي تنتظرك مستقبلاً

بداية، تحذّر الدكتورة نسرين البغدادي، الرئيس السابق للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، من التهاون بالأمر من قِبل الفتاة المقبلة على الزواج، بحيث تتصور أن الزوج ( دلوع أمه) قد يتغير بعد الزواج، وتقول «هذا الرجل لا يُفضَل الارتباط به، بخاصة إذا كان تعلقه بأمه من النوع المرَضي، شديد الالتصاق، لأن هذا النوع من الرجال لم يتربَّ على تحمّل المسؤولية، وسيعذب زوجته مستقبلاً، بإهماله، وسلبيته. وللأسف، فإن هناك من الأمّهات من تدلّع ابنها، بخاصة عندما يكون وحيداً، أو الولد الصغير، فتستجيب لكل طلباته، ولا تمنع عنه أيّ شيء، وهذا الولد ينشأ مترفاً جداً، لا يعرف أيّ معاناة، أو موانع لرغباته، وكل مشتهياته مجابة، لا يعرف الحرمان، أو حتى قيمة الأشياء».

وتضيف «الابن الذي يكون محل الدّلع الزائد من الأم يتعلم الاتكال، والكسل، ويكون دوره هنا تلقي الخدمات والعطايا، من دون أن يبذل جهداً في اكتسابها، لأن أمه تكون في حالة خوف دائم عليه، ولا تريده أن يتعب، أو يبذل أيّ مجهود في تحصيل الأشياء، فكل احتياجاته متوفرة، ودائماً ما أنصح  بأن تسأل الفتاة عن وضع الشاب الذي تقدم إليها، وأن تتأكد أنه ليس من هذا الصنف».

وحول المشاكل التي قد تتعرض لها الزوجة عندما ترتبط بالابن الشديد التعلق بوالدته، ترى الدكتورة نسرين البغدادي أن أبرزها يتلخّص في:

1. مدلّل أمّه يكون شاباً اعتمادياً على الغير عندما يتزوج، يريد أماً تلبي رغباته، وتحيطه بعنايتها.
2. لا تشعر الزوجة مع هذا النوع من الرجال برجولته، وقيمومته، لأنه لا يعرف كيف يتصرف مثل باقي الرجال، أو أن يتحمل مسؤولية البيت.
3. من أهم صفات هذا الشاب الاعتمادي الكسل، والسلبية، ويحتاج في كثير من الأحيان إلى زوجة تدرّبه، كالطفل الصغير، على التعامل مع الحياة بروح المسؤولية، وهذه مهمة شاقة للغاية.
4. حينما يصل الأمر من التعلق إلى درجة متطرفة، تحدث مع هذا الزوج الكثير من المشاكل التي تهدد الحياة الزوجية، وتعرّضها للخطر.

أما عن العلامات والإشارات التحذيرية الدّالة على أن هذا الرجل «مدلّل أمّه» والتي يجب الانتباه لها خلال فترة الخطوبة، فتحدّدها الدكتورة نسرين البغدادي في عدة نقاط:

1. التردّد والاعتماد على والديه في كل القرارات، حتى أنه يترك لهم إدارة كل الأمور الخاصة بالزواج، بحجة أنه مشغول، أو لا يعرف ماذا يفعل!
2. لا يبادر إلى حل أيّ خلاف مع خطيبته، بل ينتظرها هي التي تتولى الأمر، أو ينتظر تدخلات والديه، بخاصة أمه.
3. لا يتحدث مع خطيبته في الأمور المادية من دون استشارة والدته، ولا يتخذ أي قرارات خاصة بالزواج، أو ما شابه، من دون الرجوع إليها.
4. تقحم والدته نفسها في حياة ابنها وخطيبتها، منذ اليوم الأول للتعارف، بحجة أنها أكثر خبرة، أو أنها تريد الاطمئنان عليه.
5. عندما لا يحافظ الخاطب على خزينة أسرار العلاقة مع خطيبته، ويحكي لوالدته أدق تفاصيل بينهما، لا تنتظري منه أن يتغيّر بعد الزواج.
6. إذا كان دائم الاتصال بوالدته، ويقضي معها ساعات طويلة يتحدثان في كل الأمور والخطط.

مجلة كل الأسرة

5 فوائد للزواج من الرجل الشديد التعلق بأمه

من جهته، يؤكد الدكتور أشرف ثابت، أستاذ الأمراض النفسية والخبير في تعديل السلوك بالقاهرة، أن هناك معتقدات مغلوطة بين بعض الأسر حول مفهوم الزوج «مدلّل أمّه»، فليس كل رجل مقرّب من والدته يكون بالضرورة كذلك، ولا ينبغي أن نفسر كل علاقة جيدة بين الأم وابنها على أنها على هذا الشكل، ولا ينبغي على الفتاة أن تتخوف من الارتباط بالزوج الذي يقدر والدته، ويحترمها، بل على العكس، ينبغي على الفتاة أن تبتعد تماماً عن الرجل الذي يكون قاسياً على والدته، ولا يتعامل معها إلا بالإساءة، لأن هذا الشخص سيكون وقحاً، وغير مهذب بلا شك، مع زوجته، وكذلك أهلها، ولا نتوقع منه خيراً أبداً.

ويوضح «ليس معنى شعور الزوج بالحنين إلى أمه، وبيته القديم، ويتحدث دائماً معها، ويشكو لها، ويستشيرها، أنه يعاني تعلقاً مرَضياً بها. ومن الضروري التفريق بين الرجل الشديد التعلق بأمه، والرجل البارّ بها، بل إنه واجب على الزوجة، هي الأخرى، أن تبرّه، وتبرّها، وتكون مطيعة لها، وأن تعينه وتساعده على البرّ بها، ولا تكون المرأة التي تمنعه عن أهله، وألا تجعل العلاقة معه سلسلة من المشاكل، والخلافات».

وعلى العكس من السلبيات التي قد يراها البعض في الارتباط برجل قريب جداً من والدته، يرى الدكتور أشرف ثابت أنه يجب علينا أيضاً أن نذكّر الزوجات بأن الأمر لا يخلو من عدة مزايا، ومنها:

1. اقتراب الزوج من والدته لا يكون نقمة، بل هو نعمة له، ولك أيضاً، لأن الوالدين يكونان أكثر هدوءاً، وحكمة، وبالتالي عند وجود الخلافات والمشاكل سيكون لهما دور كبير في تهدئة الحال بينكما، وردّ الزوج عن الخطأ، حتى إن تحيّزا له، لأنهما سيكونان أكثر حرصاً على استقرار العلاقة.
2. الابن الذي يبجّل والدته، ويحترمها، ويقدّرها، لا يهين زوجته أبداً، لأنه تربّى على احترام مكانة المرأة، وتقديرها. أما الذي لا يمنح والدته التقدير اللازم فهو في الأغلب لا يقدر أيّ شخص آخر في حياته.
3. لن تفشلي أبداً في التواصل والتعامل مع هذا الزوج، لأنه تعوّد على إشراك أمه في تفاصيل حياته، وبذكاء تستطيعين أن تكوني أنت أيضاً على تواصل جيد معه، ويشاركك كل ما يخصه.
4. لن تجدي هذا الرجل أبداً من النوع الذي يتخذ قرارات فردية، ولا من أولئك الذين لا ينصتون، ولا يستمعون للنساء.
5. هذا الرجل المتعلق بوالدته يكبر على حب البيت، فستجدين معه دائماً وقتاً يقضيه معك، فهو لا يحب السهر، والخروج مع الأصدقاء، مثل أولئك الذين يتعاملون مع البيت كاستراحة، ومكان للنوم.

مجلة كل الأسرة

نصائح لحياة أفضل مع "دلوع أمه" بعد الزواج

أما الاستشارية الأسرية الدكتورة نرمين البحيري، المتخصصة في العلاج الزواجي، في القاهرة، فترى أنه على الرغم من المعاناة التي تعيشها الزوجة مع الزوج (مدلّل أمّه)، والألم النفسي الناتج عن هذا، إلا أن العلاج ليس مستحيلاً، وإن كان يحتاج إلى قدْر من الصبر، ومقدار من الحب للزوج لإكمال مسيرة الحياة معه، والحفاظ على الأسرة، وتماسكها.

وتقدم الاستشارية الأسرية نرمين البحيري مجموعة من النصائح للزوجات تسهل عليهنّ التعامل مع مثل هذا الزوج، وكذلك الأمر للفتيات المقبلات على الزواج:

  • من الضروري إيجاد مساحة ودّ بين الزوجة والحماة في الفترة الأولى التي تسبق الزواج، وفي بداياته، لما لذلك من تأثير في استقرار الحياة الزوجية، وعندما تتواجد هذه المساحة من الودّ والحب بين الزوجة وأم زوجها، تختفى كل المشاكل التي تنشأ، وتتفاقم بسبب العناد المتواصل بينهما.
  • يجب على الزوجين أن يتقبّلا نصائح ومساعدات الأهل لهما، بخاصة في بداية الزواج، وألا يتعنّتا في الأمر، ويتخيّلا أن مع كل نصيحة قادمة من الأهل هناك محاولات للسيطرة على حياتهما، والتحكم فيها. فلا داعي لمخالفة رأي أم الزوج، لمجرد العناد، والرغبة في الانتصار عليها فقط، فأنتما لستما في حرب، بل إنها حياة مشتركة ولا داعي للمضايقات، والإزعاج.
  • الزوجة الذكية يمكنها أن تضع الحدود مع أهل الزوج في التعامل منذ بداية الزواج، بل ومن قبله أيضاً، بحيث تحدد معهم الأشياء التي يباح لأمه وأهله التدخل فيها، وأن تكون كل الأمور المادية، والخاصة بالمنزل، متفقاً عليها، وكيفية إدارة الأمور كلها، حتى لا تكون مسار جدل وخلاف بينهما مستقبلاً.
  • لا يجب على الزوجة أن تستغل ضعف شخصية الرجل، وتحاول السيطرة هي الأخرى عليه لمصلحتها، وتعمل على الوقيعة بينه وبين أهله، لأنها في النهاية لن تكسب شيئاً.
  • الرجل المعتاد على تدليل زائد من والدته غالباً ما يتوقع من زوجته أن تقوم بنفس الدور معه، تنظف مكانه، وتقوم بالكثير من واجباته، وهذا أمر مرفوض، وغير مستحب، إذ حتى وإن أحببت دور البديل للأم في البداية، لكن ستهلكين، وتتمردين مستقبلاً، ووقتها ستبدأ المشاكل، لذلك من الأفضل تعويده على الاعتماد على نفسه منذ البداية.
  • لا يجب على البنت في فترة الخطوبة إهمال العلامات التي تظهر على الشاب المتقدم لخطبتها، والتي تدل على أن علاقته بوالدته فيها حب مرَضي لن تستقيم معه حياتهما، وإلا ستواجه لاحقاً مشاكل، زوجية ونفسية، لا تنتهي.

اقرئي أيضاً:
- زوجي سلبي ولا يشاركني المسؤولية.. كيف أتعامل معه؟
- كيف تتعاملين مع غيرة أم زوجك وتدخلاتها؟