06 مارس 2025

قواعد أساسية في الحياة الزوجية يغفل عنها الكثير من المقبلين على الزواج

رئيس قسم الشباب في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

قالت: «تزوجنا بعد قصة حب وعِشرة طويلة، فهو قريبي، وقد عرفنا بعضنا بعضاً منذ الطفولة، كنت فرحة جداً بارتباطي به، وظننت أن حياتي ستكون مفروشة بالورد، ولكن، بعد إنجابي طفليَ الأول بدأت المشكلات تعصف بحياتنا الزوجية، وها أنا على أعتاب الانفصال عن حب عمري. لم يكن بيننا توافق فكري، واتفاق على تربية صغيرنا». 

ماذا نعني عندما نتحدث عن التوافق بين الزوجين؟ وما هي القواعد الأساسية للحفاظ على العلاقة الزوجية طول العمر، من غير حدوث ما يعكّر صفوها، ويزعزع أركانها؟

مؤشرات الحياة النفسية المشتركة السليمة

التوافق بين الزوجين هو أحد مؤشرات الحياة المشتركة السليمة، وهو يعني قدرة كلٍّ من الزوجين على تفهّم الآخر والتكيّف معه، ومع متطلبات الحياة الزوجية، لضمان استمرار العلاقة، وتقوية أركان الأسرة، وتحقيق الأهداف من الزواج.

أنواع التوافق بين الزوجين

قد يظن الكثير من الشباب أن الحب هو القاعدة الأساسية في الحياة الزوجية، فتراهم ينجرفون وراء العواطف، متناسين الأمور الأخرى التي تشكل أهمية كبرى في استمرار العلاقة، بل وجعلها أكثر قوّة، وصلابة.

وإذا كان الحب والانجذاب العاطفي ضروريين، فإن للحياة الزوجية مقوّمات أخرى أكثر أهمية، تزيد من قوّة الحب، وتدعمه، فعلى سبيل المثال، قد لا يوجد توافق عمري في علاقة زوجية، لكن مقوّمات أخرى فيها تلغي هذا الاختلاف، فينجح الزواج، ويستمر. وقد يحدث العكس، إذ يمكن أن يكون هناك توافق عمري، لكن باقي المقوّمات غير موجودة، فيفشل الزواج.

مقومات العلاقة الزوجية الناجحة

ثمّة مقوّمات أساسية يجب بناء الزواج عليها لاستمرار حياة زوجية ناجحة:

1- التوافق الاجتماعي

قد يسبب الاختلاف الجوهري في العادات، والتقاليد، والمعتقدات الدينية، بين الزوجين، مشكلات تؤثر في سير الحياة اليومية. لأجل ذلك، يجب على الخطيبين الاتفاق مسبقاً، على بعض القواعد والحدود الواضحة، قبل الإقدام على الزواج.

2- التقارب العلمي والثقافي والفكري

كي تسير الحياة الزوجية في المسار الصحيح، وتسهل تربية الأبناء، لا بدّ أن يكون هناك نظرة مشتركة بين الزوجين في كل قضايا الحياة، بما في ذلك النظرة إلى هدف الأسرة، وأسلوب التربية. وتشكل الفجوة الثقافية والفكرية عائقاً كبيراً أمام استمرار العلاقة، فتنشأ الخلافات.

وليس بالضرورة أن يحمل الزوجان شهادات أكاديمية بالمستوى والتخصص ذاتيهما، كي يكون هناك توافق، فالأمر يتعلق بالرقي الفكري الراسخ في شخصية كلا الزوجين.

3- التقارب البيئي

في المجتمعات التي يكثر فيها تعدّد الجنسيات والبيئات، يرتبط الكثير من الأزواج بناء على قصة حب، أو عامل فكري مشترك، وكثير منهم لا يقيم وزناً لاختلاف البيئة، والتنشئة الاجتماعية. وربما يواجه الزوجان، في مثل هذه الحالة، مشكلات لم تكن في الحسبان، وأحياناً تنشأ الخلافات من اختلافٍ وعدم تفاهمٍ بسيطيْن، أوبسبب عدم قدرة أحد الشريكين على التكيّف مع عادات الآخر، وتقبّلها.

مجلة كل الأسرة

4- التنشئة الأسرية

قد يبدو الشريكان متوافقَين، ظاهرياً، في كل شيء، لكن، قد يكون أحدهما لا يعرف معنى احترام الطرف الآخر، لأنه نشأ في أسرة ساد فيها العنف، والمشكلات النفسية، أو عدم القدرة على تحمّل المسؤولية. لذا، لا بد من أخذ هذه الناحية الهامّة في الاعتبار قبل الارتباط.

5- النظرة الخاصة إلى الحياة الزوجية

في العلاقات الزوجية، لا بدّ من النظرة السليمة إلى التواصل العاطفي والجسدي بين الزوجين، فكلاهما يكمل الآخر، وللتفكير الخاص في هذه المشاعر، من دون مراعاة متطلبات الطرف الآخر، تأثير كبير في استمرار العلاقة والانسجام العاطفي بين الزوجين.