24 ديسمبر 2024

لماذا تتصدر العطور قائمة الهدايا القيّمة في رأس السنة؟

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

مع انطلاق موسم العطلات، وفترة تبادل الهدايا، تبرز العطور كلغة عالمية تتجاوز الحواجز اللغوية والثقافية، في عالم خاص من الذكريات، والعواطف، وقوة دافعة وراء التعبير عن الذات، والهوية.

مجلة كل الأسرة

في هذا المقال نكشف السّر وراء قدرة نفحة عطرية بسيطة على إحياء ذكريات بعيدة، أو خلق روابط اجتماعية عميقة. فمن خلال خبراء في مجال العطور، نتطرق لأسباب تصدّر العطور قائمة الهدايا المتبادلة بين البشر، حيث يكشف عبد الله أجمل، الرئيس التنفيذي لشركة أجمل للعطور، العلاقة العميقة بين العطور والذاكرة، وكيف يمكن للعطور أن تكون وسيلة قوية للتواصل والتعبير عن الذات، حيث يبيّن «العطر المألوف يحمل قوة عميقة لإيقاظ، أو خلق ذكريات دائمة. وقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يستخدمون العطور يظهرون موقفاً أكثر إيجابية من أولئك الذين لم يستخدموا العطور مطلقاً في حياتهم اليومية، وأن استخدام عطر معين هو شكل من أشكال التعبير الفردي عن الذات، وإسقاط خفيّ غير معلن لقيم المرء، كما تعكس رائحة الشخص مكانته الاجتماعية، واهتمامه بالعناية الشخصية».

عبدالله أجمل
عبدالله أجمل

تطور ثقافة إهداء العطور

يوضح عبدالله أجمل، أن هناك مراحل تطور لعملية إهداء العطور «لطالما اعتُبرت العطور رمزاً للرفاهية. تاريخياً، كانت العطور مقتصرة على أفراد العائلة المالكة، والنخبة، ولكن اليوم غالباً ما يرتبط إهداء العطور بالمناسبات الخاصة، واللحظات العاطفية المهمة. ما أبقى هذه الممارسة حية هو الجاذبية العالمية للعطور كمحرّك عاطفي، إذ يمكن للعطر أن يبهج الحواس، ويثير مشاعر قوية».

مجلة كل الأسرة

التعبير عن مشاعر مقدم الهدية

ويضيف «العطر ليس مجرّد رائحة؛ فهو وسيلة للتعبير عن قيم المرء، وانعكاس لشخصيته وعواطفه. ويمكن أن تشير أنواع مختلفة من العطور إلى حالات مزاجية مختلفة للشخص، فمن المهم أن نتذكر أن العطر هدية لشخص آخر. فلا تقم باختيار العطر بناء على تفضيلاتك الشخصية».

نصائح لاختيار العطر المثالي كهدية

ضع المناسبة في الاعتبار، فالروائح الخفيفة المنعشة تناسب النهار، في حين أن العطور الغنية الدافئة مثالية للمساء، أو المناسبات الخاصة. في النهاية، يجب أن يكون العطر المختار جيداً شخصياً، كأنه امتداد للشخص الذي يتلقاه.

مجلة كل الأسرة

دمج مفهوم الاستدامة في الهدايا العطرية

يشير أجمل إلى أنه من المتوقع أن تصبح الاستدامة موضوعاً رئيسياً في مختلف الصناعات، بما في ذلك العطور «تعطي العديد من العلامات التجارية الأولوية للمكوّنات ذات المصادر المسؤولة، والتغليف القابل لإعادة التدوير، والممارسات الخالية من القسوة. إن إهداء عطر مستدام لا يدعم الخيارات الأخلاقية فحسب، بل يعكس أيضاً تفكير المانح، ما يجعل الهدية ذات مغزى لكل من المتلقي والكوكب».

التعبير عن الذات والهوية الشخصية

لا يقتصر العطر على الرائحة الطيّبة، بل إنه تعبير قوي عن شخصيتك، والطريقة التي ترغب في إظهار نفسك بها للعالم. كما أنه يحمل القدرة على ترك انطباع دائم لدى من حولك. ومثل أسلوبك في الموضة، فإن العطر الذي تضعه يتحدث كثيراً عن هويتك. وتصبح الرائحة المميزة امتداداً لعلامتك التجارية الشخصية، ما يضمن تذكرك بطريقة فريدة لا تُنسى. وهذا يجعل عطرك جزءاً أساسياً من هويتك الشخصية.

اتجاهات جديدة خلال نهاية السنة

وفي نهاية حديثه، يلفت عبدالله أجمل إلى موسم العطلات الحالي، الذي ينصبّ التركيز فيه على الحصرية، والتخصيص، ويقول «هذه الفترة من العام هي وقت للاحتفال والترابط، والهدايا جزء لا يتجزأ من هذا.. العطور، بما لها من صدى عاطفي، هي خيار مثالي كهدية لشخص عزيز، للتعبير عن الحب، والتقدير، والتواصل. ويبلغ الطلب ذروته خلال هذا الوقت المثير من العام، حيث يبحث المستهلكون عن هدية خاصة لأحبّائهم».

جوناثان لومبوي غروسبي،
جوناثان لومبوي غروسبي،

خلق ذكريات دائمة

من جهته، يتناول خبير العطور جوناثان لومبوي غروسبي، والمدير التنفيذي للعمليات لدى ثانا للعطور، جوانب أخرى تعزز اختيار العطور كهدية مفضلة في المناسبات المختلفة، خصوصاً فترة العطلات وفصل الشتاء، ويقول «عندما نقرر صناعة تشكيلة عطور جديدة، نحرص على مزج توليفات عطرية مُختارة بعناية، تعزز ارتباطات عاطفية عميقة، وتستحضر ذكريات شخصية، وثقافية. وبفضل نفحاتها الجذابة والدافئة، تُبدع هذه العطور روابط معنوية تبقى عالقة في الذاكرة، لتصبح محفزاً لذكريات خالدة، خصوصاً المرتبطة بفصل الشتاء، واحتفالات نهاية العام، والعطلات السنوية، فعندما يُختار العطر بعناية وهدف يتحوّل إلى تعبير معنوي عن الحب، أو الامتنان، أو الاحتفال، ليكون انعكاساً جميلاً لعواطف الشخص، وتعزيزاً للروابط المشتركة بينه وبين المتلقي».

تزايد الوعي في اختيار هدايا عطرية

مع تزايد أهمية الاستدامة في عالمنا اليوم، يقوم بعض صنّاع العطور بتوفير مكوّنات من مصادر مسؤولة، وتصاميم للتغليف صديقة للبيئة، إلى جانب اتّباع ممارسات إنتاج أخلاقية، ما يضمن أن كل عطر يحمل في طيّاته رسالة عناية تنبعث لتلامس الإنسان والكوكب معاً، ابتداء من تقليل الأثر البيئي، وصولاً إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. وهذا ما يجعل كل عطر يتجاوز مفهوم الهدية الفاخرة، ليصبح لفتة ذات معنى تعكس التزاماً راسخاً بالاستدامة، ويكون الخيار المثالي لمن يقدّرون أسلوب الحياة الواعي والمُحب للطبيعة.

مجلة كل الأسرة

مراعاة شخصية متلقي الهدية العطرية عند اختيارها

كخبير في عالم العطور، يقول غروسبي «لابد من الانتباه إلى أسلوب حياة متلقي الهدية، فهل يفضل عطراً ناعماً للاستخدام اليومي، أم جريئاً للمناسبات الخاصة؟ كذلك، يجب وضع تفضيلاته المعروفة في الاعتبار، سواء لنفحات العطور مثل الزهرية، الخشبية، أو الحمضية. لذلك يمكن اختيار عطر يتماشى مع شخصية المتلقي، وإذا كنت غير متأكد، يمكن اختيار الأنواع الخالدة والمرنة، لتكون الهدية تعبيراً عن التفرّد، والأناقة».

الحفاظ على ثقافة صناعة العطور

لفت جوناثان في حديثه إلى أهمية الحفاظ على التراث العطري، ونقل المعرفة عبر الأجيال هو الأمر الجوهري لفن صناعة العطور. إذ تعكس التقاليد العطرية الهوية الثقافية بعمق، حيث تقدم نسيجاً غنياً من التقنيات والمكوّنات والقصص التي تُبرز فرادة العطور، في مختلف المناطق. ومن خلال صون هذه الممارسات، نكرّم إبداع الأجيال السابقة، ونحافظ على نزاهة الأساليب التقليدية، والمكوّنات الطبيعية النادرة. كما يجب مزج التقنيات المجرّبة مع التطورات الحديثة، ما يسمح لفن صناعة العطور بالتأقلم والازدهار في سياق عصري. إضافة إلى تعزيز إبداع ومهارات صُنّاع العطور الجدد، ليجدوا في التاريخ مصدر إلهام أثناء ابتكارهم لعطور تُلبي أذواق العصر.