هنالك عدة عوامل يمكنها التسبب في شيخوخة البشرة، بعضها لا يمكن التحكم فيه والبعض الآخر يمكننا معالجته.
التقينا بشام الذهبي، ماجستير الكيمياء والصيدلة المتخصصة في تطوير فاعلية تراكيب المستحضرات التجميلية، لتحدثنا أكثر.
الطريقة المثلى للحفاظ على بشرة نضرة
بدأت شام الذهبي حوارنا معها متحدثة عن العوامل التي تقود لعملية التقدم في العمر حيث قالت: «تشكل تلك العوامل أمراً ذاتياً بدرجة معتبرة فهي تعتمد على طبيعة الحياة الشخصية للفرد والبيئة التي قد ينشأ فيها. ذلك بالإضافة إلى عوامل خارجية قد يتعرض لها الشخص المعني. وبحكم دراستي في مجال زراعة وحصاد الجلد من الخلايا الليفية لمعرفة العوامل الباطنية والخارجية التي تؤثر في عملية تحور الخلايا ومن ثم التعجيل بعملية التقدم في العمر أنا أهتم، بجانب العوامل الذاتية، بقياس مدى تأثير العوامل الخارجية في عملية التقدم في العمر».
عملية تقدم العمر تبدأ من الداخل ومن ثم تؤثر في مظهر الإنسان الخارجي
وأضافت: «لمعرفة الطريقة المثلى التي يمكن من خلالها المحافظة على بشرة نضرة، شابة وصحية يجب في بادئ الأمر فهم الكيفية التي تحدث بها عملية الشيخوخة نفسها. وما لا ينتبه له الكثيرون هو أن عملية تقدم العمر تبدأ من الداخل ومن ثم تؤثر في مظهر الإنسان الخارجي. وما يحدث هنا هو أن الخلايا تتوقف عن صنع وإنتاج البروتينات بذات الكفاءة السابقة فتتراجع معدلات بروتيني الكولاجين والإيلاستين في الجسم، علماً بأنهما بروتينان رئيسان في إنشاء الجلد حيث الكولاجين ينشئ 80% من كتلة الجسم الجافة فيما يعد الإيلاستين البروتين المسؤول عن إكساب الجلد صلابته وتماسكه ومرونته، كما وتقل فاعلية التجدد والترميم الذاتي للخلايا. عليه نبدأ نحن في رؤية أثر كل ذلك في ترهل البشرة وتراجع فاعلية تجدد ونشاط الخلايا، لذا كلما تقدم الشخص في العمر لا تعد عملية تعافيه من مختلف الإصابات والعلل كما كانت عندما كان صغيراً فالخلايا لا تعد حينها قادرة على العمل بنفس معدل فاعليتها التي كانت عليها عندما كان أكثر شباباً أو أقل سناً».
أسباب الشيخوخة المبكرة
وعن تأثير العوامل الخارجية في عملية تقدم العمر وكيفيات الوقاية منها قالت الذهبي: «هنالك نوعان من عمليات التقدم في العمر هما:
- عملية التقدم البيولوجي في العمر المرتبط بجينات الإنسان
- عملية التقدم الزمني الكمي في العمر المحدد بتاريخ ميلاد الشخص.
بالنسبة للنوع الأول نجد أن هنالك عوامل من شأنها التأثير سلباً فيه والتعجيل في حدوثه. لذا أحياناً نقابل أشخاصاً أعمارهم البيولوجية تبدو أكبر من أعمارهم الزمنية المحددة وفق تواريخ ميلادهم والسبب في ذلك أن عملية تقدم العمر البيولوجي لديهم تحدث بشكل أسرع من آخرين ينتمون لذات فئتهم العمرية.
وواصلت، في ذات السياق، قائلة: «ما نستطيع فعله للوقاية من مثل ذلك المصير هو حماية أنفسنا من العوامل التي تؤثر سلباً في عملية تقدمنا في العمر سواء إن كانت عوامل بيئية خارجية، مثل الوقاية من فرط التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية، أو كانت عوامل داخلية، مثل السيطرة على مختلف الضغوط العصبية والنفسية ومشاعر القلق والانزعاج التي من شأنها إحداث عدم توازن في عمليات الجسم البيولوجية.
وأيضاً من المهم التحكم في الإجهاد التأكسدي، الذي يحدث عند إنتاج العمليات البيولوجية في الجسم لكثيرٍ من الشوارد الحرة وتنجم عنه اضطرابات في انتظام مختلف عمليات الجسم الهرمونية بالإضافة إلى الطفرات الجينية التي تؤدي إلى التقدم بالعمر».
خطوات لتفادي الشيخوخة المبكرة
وعن الطرق التي يمكن اتباعها لتفادي مشكلات الشيخوخة المبكرة والتخفيف من مدى سرعة حدوثها قالت: «توصيتي الدائمة لكل من يرغب في الحصول على بشرة صحية وشابة تنقسم لـ 3 خطوات جوهرية تكمل بعضها البعض:
الخطوة الأولى: الاهتمام بممارسة أسلوب حياة صحي من شأنه تعزيز صحة الجلد والعافية العامة، تُراعى وفقه نظم التغذية وعادات النوم وكميات السوائل التي يتم شربها، إلى جانب ممارسة الأنشطة الرياضية والابتعاد عن العادات السلبية كالتدخين وغيره وأيضاً التخفيف من حدة الضغوط العصبية والنفسية.
الخطوة الثانية: وهي ترتبط بالعناية الروتينية المنتظمة بالبشرة. وذلك موضوع مهم جداً إذ إنه يتعلق بمعرفة الشخص لنوع بشرته واحتياجاتها اليومية حتى يتمكن من استخدام المنتجات الصحيحة من أجل صيانتها ووقايتها من مختلف العلل. فالرسالة الرئيسة التي أحاول دوماً توصيلها إلى مختلف أفراد الناس هي أن الوقاية خير من العلاج.
الخطوة الثالثة: وتتمثل في القيام بإجراء معالجات مخصصة للبشرة عند أخصائي الجلد كل 3 أو 4 أسابيع بواسطة أساليب ومنتجات تعيد للبشرة رونقها مثل التقشير وغيره. وقد يسأل البعض هنا عما يمكن لمختصي الجلد فعله لصيانة البشرة وتعزيز صحتها وزيادة معدلات إنتاج الكولاجين والإيلاستين وكل البروتينات والعناصر المهمة. والإجابة هي أنني، شخصياً، أفعل ذلك عبر معالجات تجميلية الهدف منها تجديد البشرة، مثل المعالجات التي تتم بواسطة أجهزة ذات موجات تردد عالية الكثافة ومركزة أو الأدوات المبنية على أنظمة طاقة من شأنها، عموماً، العون على تحفيز خلايا البشرة على التجدد وتنشيط فاعليتها على نحو أسرع ومن ثم دفعها لإفراز العناصر المهمة التي ذكرناها أعلاه.
وفي غاية تلك الخطوات، وعند الضرورة القصوى فقط، قد ألجأ إلى إجراءات طبية تصحيحية خاصة بالبشرة مثل حقن البوتوكس والفيلر، لكن لا يتم اللجوء لأمثال تلك الإجراءات إلا عند الخطوة النهائية القصوى من سلم العناية بالبشرة حتى يتم القيام بها فقط عند حدها الأدنى بحيث تجعل البشرة جميلة المظهر دون أن يبدو عليها أنها غير طبيعية أو اصطناعية».
وفي ختام حديثنا معها قدمت الذهبي 3 توصيات فيما يتعلق بالمنتجات التي يمكن استخدامها للحفاظ على صحة البشرة ورونق شبابها:
منتجات غنية بالريتينول
استخدام منتجات ذات مكونات جيدة وفعالة مثل فيتامين A ومركب الريتينول الذي هو من مشتقات فيتامين A والذي هو، في الأصل، متاح بصورة طبيعية في الجسم وله الكثير من المنافع ويعتبر منشطاً لفاعلية الخلايا ومن ثم مُسَرِّع لعملية تجدد البشرة وإحيائها، لكن معدله في الجسم يبدأ في التناقص مع التقدم في العمر. ويتوجب استخدام منتجات الريتينول على الوجه في المساء أو الليل فقط وذلك لسببين، الأول هو أن الاستخدام الليلي لتلك النوعية من المنتجات يعمل على تنشيط عملية تجديد خلايا البشرة. والسبب الثاني لأن المركب المعني لديه حساسية عالية لأشعة الشمس فوق البنفسجية عليه في حال استخدامه صباحاً قد يتكسر بفعل تلك الأشعة.كما ويجب استخدام كريم مع عامل حماية من أشعة الشمس في الصباح التالي لاستخدام الريتينول.
استخدام واق جيد من الشمس
إن التعرض المفرط لأشعة الشمس فوق البنفسجية، الذي هو أكبر عامل له دور مباشر وتأثير سلبي في البشرة، قد يؤدي إلى حدوث مشكلات متنوعة منها تكسير الكولاجين وإحداث طفرات أو تحويرات جينية على مستوى الخلية. لذا من المهم جداً القيام باستخدام واق جيد من الشمس بعامل وقاية بدرجة 50، على الأقل، فذلك سيحجب عن البشرة 97% من الأشعة فوق البنفسجية. وفي حالة الاستحمام أو التعرض للماء أو القيام بتمارين رياضية خارج المنزل من الممكن استخدام واقٍ من الشمس مقاوم لأثر الماء. ومن المنصوح به استخدام ذلك الواقي على البشرة كل 3 ساعات، خاصة لمن لديهم بشرة دهنية أو من يقومون بلمس وجوههم بصورة متواترة.
تجنب المنتجات الزيتية
ابتعاد أصحاب البشرة الدهنية من وضع منتجات ثقيلة على البشرة أو منتجات ومنظفات للبشرة ذات أساس زيتي وذلك لأن أمثال تلك المنتجات قد تستثير وتفاقم من مشكلة بروز حب الشباب ومن المشكلات الجلدية التي تتبعها.