تستقطب دولة الإمارات أهم الأسماء والكفاءات في جميع المجالات وخاصة الطبية، لما تتمتع به من تطور وريادة، سواء من حيث التجهيزات والبنى التحتية، أو من ناحية التشجيع على الابتكار والبحث العلمي.
حديثنا اليوم مع الدكتورة صبا المريوش، إحدى الشخصيات الرائدة في مجالها والداعمة لتطور المرأة، إضافة إلى عملها وشغفها التطوعي مع الهلال الأحمر الإماراتي.
فهي أخصائية جراحة تجميلية وتقويمية تخرّجت في جامعة بيزانسون ـ فرنسا، وحصلت على العديد من الشهادات الجامعية العليا في جراحة الوجه والليزر الطبي، وحقن الفيلرز والبوتوكس، والتئام الجروح والحروق، والجراحة المجهرية، وغيرها من أرقى وأشهر جامعات فرنسا، مثل جامعة باريس وجامعة فيرساي العريقة، وجامعة سان كونتا ليزيفلين، وجامعة هونري بوان كاريه في مدينة نانسي.
ما الذي يميز دبي والإمارات في المجال الطبي وخاصة الجراحة التجميلية؟
إن دولة الإمارات سباقة في المجال الطبي بشكل عام، والتجميلي بشكل خاص، سواء من حيث استقدام وجذب أهم الكفاءات العالمية في هذا المجال، أو من جهة التشجيع على البحث العلمي والابتكار، حيث إن هناك العديد من براءات الاختراع في المجالات الطبية تسجل بشكل مستمر في الدولة، أضف إلى ذلك تجهيز المشافي والمراكز الطبية بأحدث ما توصّل إليه العلم من أجهزة ومعدات وبنية تحتية لا مثيل لها في المنطقة، سواء على مستوى الجودة أو الفاعلية في الاستخدام.
وفوق كل ذلك، فإن الاحترام والدعم والتقدير الذي يلقاه القطاع الطبي وخط الدفاع الأول والتسهيلات التي تجعل عملنا وإقامتنا هنا في غاية الرقي والمثالية، هو ما يجعلني أعشق هذا البلد بكل تفاصيله.
حدّثينا عن اختصاصك ولماذا اخترتِ مجال التجميل كمحور لدراستك وعملك.
في بداية حياتي الجامعية كان توجّهي نحو الاختصاص في مجال العظام والكسور، وبالفعل توجهت للتدريب والعمل بعد الجامعة في وحدة العظام والكسور، قسم جراحة اليد، والذي كان تابعاً أيضاً لقسم التجميل في فرنسا، وهناك سرعان ما اكتشفت أن شغفي يميل بشكل أكبر نحو الاختصاص في مجال الجراحات التجميلية، حيث تدرّبت وعملت مع أكبر الجراحين والاختصاصيين في فرنسا؛ الأمر الذي صقل شغفي وأعاد توجيه بوصلتي نحو الطريق الذي بات جزءاً من حياتي وسبباً لسعادتي عندما أرى نتائج التغيير الإيجابية في حياة المرضى، والحالات التي أعمل عليها.
وماذا عن دعمك للمرأة وأعمالك التطوعية؟
بعد أن قضيت سنوات في أوروبا وبعد أن عشت أكثر عن عشرة أعوام في دولة الإمارات، زاد يقيني بأن المرأة العربية بشكل عام، والإماراتية بشكل خاص، هي شخصية في غاية النجاح والتميز والتألق، فهي ربة منزل وزوجة وأم بحكم العادات والتقاليد، ولكنها أيضاً طالبة جامعية وشخصية مثقّفة وسيدة ناجحة في عملها؛ بل هي أيضاً شخصية قيادية ولها دورها الفعال في المجتمع. وأعتبر نفسي محظوظة لأنني في مجال عملي، قابلت العديد من النساء اللاتي تركن أثراً كبيراً في حياتي، وكنّ محفزات وداعمات لي في رحلة نجاحي؛ الأمر الذي قادني للتطوع في الهلال الأحمر الإماراتي، وهو العمل الذي أتشرف به وأفخر بما أراه يومياً من الدعم الكبير الذي تقدّمه دولة الإمارات لكل المحتاجين حول العالم، فهي القدوة والمنارة التي نمشي على هديها.
في السابق كنا نرى التوجّه نحو الخارج للعلاج، وفي السنوات الماضية باتت دبي هي مركز الجذب في المجالات كافة وخاصة الطبية، حدّثينا عن ذلك.
في السابق كان هناك توجّه للخارج بغرض العلاج، لكن الأمر اختلف بشكل جذري في السنوات الماضية، وذلك لأسباب جوهرية عدة على رأسها الدعم الكبير الذي يتلقاه القطاعان الطبي والسياحي في البلد، حيث تعد دبي محط أنظار العالم والوجهة السياحية الأولى المفضّلة، لما تتمتع به أولاً من أمن وأمان، ومن سهولة في الحصول على التأشيرات السياحية والإقامة على اختلاف أشكالها، ولما يحظى به القطاع الطبي والتجميلي من تطوّر يجعله رائداً على مستوى العالم في هذا المجال.
أضف إلى ذلك تميز الكوادر الطبية في الدولة ليس فقط من ناحية التحضير وإجراء العمليات؛ بل بالمتابعة بعد العملية، سواء كانت الحالة مقيمة في الدولة أو زائرة بغرض السياحة العلاجية؛ إذ تستمر المتابعة معها بالمراسلات حتى بعد عودتها لبلدها الأم.
برأيك، هل عمل المرأة ونجاحها في حياتها المهنية يؤثران في حياتها العائلية والشخصية بشكل أو بآخر؟
أرى أن النجاح يأتي أولاً بالإدارة الصحيحة للوقت، وبالتالي فالتنظيم بين الحياة الشخصية والمهنية هو حجر الأساس لهذا النجاح، ومن ثم الإخلاص في العمل والبحث عن التحديات الجديدة والتميز في تجاوزها، كل ذلك من شأنه أن يرسم ملامح البصمة التي نتركها والأثر الذي يميزنا في هذا العالم. ومن هذا المنطلق نستطيع ربط هذا السؤال بما سبقه، بأن المرأة العربية ناجحة بكل المقاييس؛ لأنها أم وزوجة وربة منزل، وشخصية عملية قيادية ناجحة في عملها وحياتها المهنية.
ما الجديد في عالم التجميل لسنة 2023؟
الجديد اللافت في هذا العام هو توفر أجهزة ذكية تسهل عمليات التجميل وخاصة في ما يتعلق بقص وشد الجلد بدون جراحة، وهو أمر سيُحدث تغييراً جذرياً في هذا المجال.