07 سبتمبر 2022

مصمم الأزياء سليم عزام: ارتداء الملكة رانيا تصاميمي كان حلماً وحققته

محررة متعاونة في مكتب بيروت

مصمم الأزياء سليم عزام: ارتداء الملكة رانيا تصاميمي كان حلماً وحققته

سليم عزام، مصمم لبناني صنع لنفسه هوية خاصة في عالم الموضة، تصاميمه تحاكي انتماءه لجيل الشباب لجهة القصات الأنيقة التي تناسب السيدة العصرية، وفي ذات الوقت تحمل قيمة تراثية من خلال المشغولات اليدوية والتطريز والكروشيه الذي يعتمده في مشغله بواسطة سيدات محترفات من منطقته الشوف في لبنان.

خلال مشواره في عالم الموضة فاز سليم عزام بجائزة «فاشن تراست آرابيا» للملابس الجاهزة عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما ارتدت الملكة الأردنية رانيا من تصاميمه خلال تسلمها جائزة الشيخ زايد للسلام في الإمارات، وجذبت تصاميمه أميرات وسيدات المجتمع اللواتي يمثلن نموذج المرأة الأنيقة والراقية.

أطلق عزام مجموعته باللونين الأسود والأبيض، وسيطلق قريباً مجموعة ملونة مستوحاة من الطبيعة وزهرية اللون، وفق ما كشف لنا في هذا الحوار:

سليم عزام
سليم عزام

خلال موسم الصيف تكثر مناسبات الأفراح، هل أنت منشغل اليوم بفساتين الأعراس؟

صحيح منذ بداية الموسم الصيفي وأنا منشغل بتصميم وخياطة فساتين الأعراس تحت الطلب، وقد اخترت لكل عروس ما يناسبها وماذا تريد أن تحكي من خلال طلتها.. الذين يقصدونني يعرفون أنني أصمم وفق تيمة الفرح وشخصية العروس وأجتهد ليكون فستانها فريداً ومميزاً ولا يخضع لزمن محدد، كما أني أضمّن كل مجموعاتي للملابس الجاهزة عدة فساتين أعراس مشغولة يدوياً ومطرزة بطريقة احترافية. اللون الأبيض سيد الأفراح بنظري والبساطة عنوان يتماشى مع كل زمن.

رسوماتي مستوحاة من البيئة الجبلية التي جئت منها ومن القصص التي أريد أن أسردها

ماذا تخبرنا عن موضة الصيف التي اعتمدتها للملابس الجاهزة ضمن العلامة التجارية الخاصة بك؟

أنا لا أفكر بالموضة التي تشكل «ترند» لموسم صيفي أو شتوي محدد، كما أني لا ألحق بأسبوع الموضة العالمي، بل إنني أقدم قطعاً تفيد المرأة لوقت طويل، مكتفياً باعتماد الألوان الدارجة. مثلاً خلال الصيف الماضي قدمت البنفسجي، ثم اخترت اللونين الأبيض والأسود للشتاء والخريف، وهذا الصيف اعتمدت الأخضر، وحالياً أحضر لمجموعة جديدة أكتفي بالكشف عن موعد إطلاقها في شهر سبتمبر وعن ألوانها الزهرية، أما القصات فستكون مفاجأتي للموسم ولن أفصح عنها إلا في حينها.

مصمم الأزياء سليم عزام: ارتداء الملكة رانيا تصاميمي كان حلماً وحققته

تصاميمك عصرية لكن فيها روح التراث، فكيف جمعت بين الماضي والحاضر؟

خط القصات التي أعتمدها يعكس أسلوبي الشبابي ودراستي الحديثة لعالم الموضة، أما الرسومات فهي مستوحاة من البيئة الجبلية التي جئت منها ومن القصص التي أريد أن أسردها، والتحدي الحقيقي بالنسبة لي أن أظل محافظاً على الطابع الشرقي لجهة تطريز رسومات الطبيعة والورود والعصافير والقطبة الأنيقة، وهذا ما يميزني ويشكل بطاقة سفري إلى العالم وأهم مهرجانات الموضة، وهو يتحقق بفضل التعاون بيني وبين سيدات من الشوف خبيرات في التطريز والحرف اليدوية، وأتعاون مع ستين سيدة على تقديم طريقتنا الخاصة. في الغرب مثلاً نجد رسومات تعتمد العشوائية والخيطان غير المتناسقة، أما نحن فنعتمد القطبة المدروسة والعد لتأتي الرسمة محفورة والخيوط منمقة.

من تصاميم سليم عزام
من تصاميم سليم عزام

هل رسالتك من خلال ذلك هي الحفاظ على القديم أم فرض نفسك؟

الاثنان معاً، أتطلع إلى عالم التصميم كفن قائم بذاته، والفن الذي لا يدعو الناس للتفكير لا قيمة له، لقد خضت تجربتي في العمل مع النساء لدعمهن، هن حرفيات خبيرات ويجب إعطاؤهن الفرص الملائمة لهن، التطريز تقنية قديمة وأنا أحترم خبرات السيدات اللواتي يحترفن القديم، لكن ما أحاول أن أقوم به هو تطويع الحِرف لتكون عصرية، أعمل على خلق مساحة جديدة لنقل التطريز من ديكورات الشراشف والقطع المنزلية إلى الفساتين والقمصان والمعاطف العصرية، كما أني أعتمد في كل مجموعة على طرح فكرة جديدة، ففي مجموعة الأسود والأبيض قدمت قطعاً معاصرة مستوحاة من تراث مشايخ الشوف لأحكي الحياة والموت والنور والظل، وموهت رسالتي من خلال رسومات الطبيعة واستوحيتها من طابع كليلة ودمنة، وحظيت كل القطع بإعجاب الناس وسافرت إلى العالم.

مصمم الأزياء سليم عزام: ارتداء الملكة رانيا تصاميمي كان حلماً وحققته

من خلال خوضك عالم الموضة الذي يهم المرأة، ما نصيحتك لها؟

نصيحتي أن تختار ما يناسب شخصيتها، من الضروري أن تتماهى المرأة مع نفسها في خياراتها لملابسها، أدعم المرأة التي تحب الأناقة وتبدو سيدة نفسها وأقول لها اختاري الأنسب لك.

هل تربط بين الأناقة والاحتشام؟

بالنسبة لي أحب الرقي في اللباس، وفي بداية مشواري كنت شديد التأثر بالمناخ الذي ربيت فيه لذا اعتمدت التصاميم الفضفاضة التي لا تفضح تفاصيل الجسد، لكن فيما بعد نوعت فيما أقدمه وقدمت العباءة والفستان والقميص والبنطال بطريقة أنثوية، موحية لكنها راقية، هذا أسلوبي.

ما قصة ارتداء الملكة رانيا من تصاميمك وقد ضجت بها مواقع التواصل؟

قبل جائحة «كورونا» طلبت الملكة رانيا ثلاث قطع من متجري، ومؤخراً أطلت بالقميص الأبيض المطرز بطيور السلام خلال تسلمها جائزة الشيخ زايد للسلام في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكانت المناسبة غير عادية مما ترك أصداء كبيرة على مواقع التواصل، وأسعدني هذا الأمر كثيراً خاصة وأنه كان من بين أحلامي أن ترتدي الملكة رانيا وهي أيقونة الأناقة من تصاميمي، وثانياً لأن الناس عرفت أنه من «دار عزام» دون أن تذكر الصحافة ذلك.

الملكة رانيا ترتدي تنورة و قميص من تصميم سليم عزام
الملكة رانيا ترتدي تنورة وقميص من تصميم سليم عزام

أخيراً ماذا ننتظر منك قريباً؟

مجموعة منوعة ستشكل مفاجأة، سأطلقها من بيروت، وافتراضياً، مع فيديو يفيد المرأة ويساعدها في خياراتها.