من مدينة الإسكندرية في مصر حيث نشأت، وصولاً إلى دبي ودراستها الهندسة المدنية، وحتى انتقالها إلى فرجينيا، استطاعت «عبير العتيبة»، المديرة الإبداعية ومؤسسة دار SemSem للأزياء، الاسم المستوحى من لقب طفلتها «سامية» أكبر أولادها، أن تعكس في أزيائها روح الشرق والغرب باعتبارها نشأت في بيئات متعددة الثقافات، فانسجمت ميولها نحو التصاميم الدقيقة التي تعكس شغفها الخاص بالأزياء من خلال علامتها «سمسم» التي أطلقتها عام 2014.. كان لنا هذا الحوار معها لنتعرف أكثر إلى رحلتها في عالم الموضة والأزياء.
المصممة عبير العتيبة
نانسي عجرم في فستان ذهبي من «سمسم»
ما الذي دفعك لدخول عالم تصميم الأزياء، وكيف بدأت رحلتك في هذا المجال؟
لطالما استمددت الإلهام من مفاهيم الموضة وقدرتها على ترك أثر وتوجيه رسالة أو سرد قصة دون الحاجة إلى الكلام. وأتذكر كيف كنت أعدل وأقص ملابسي لتناسب ذوقي وتعكس شخصيتي، إذ تعطي الملابس شعوراً بالثقة والقوة والأناقة أكثر من الكلمات. ودفعني شغفي بالأقمشة والتصاميم والقصات لإطلاق علامة SemSem.
هل يمكنك أن تصفي لنا أسلوبك المميز ومنهج التصميم الخاص بك؟
تتمحور منهجيتي التصميمية حول منح الثقة وتمكين العملاء، مع التركيز على البساطة والراحة، بما يعكس أسلوبي الخاص في ارتداء الملابس، حيث أميل في بعض الأيام لارتداء فستان جميل وأفضل تنسيق سروال واسع من الجينز مع حذاء رياضي وكنزة تي شيرت في أيام أخرى. كما أعشق جمع الأعمال الفنية وأعتقد أن الجانب الفني هو العامل الأساسي في إضفاء التميز على عالم الموضة، لذلك أحرص على إبداع قطع جديدة ومبتكرة بشكل دائم دون تكرار التصاميم.
الجانب الفني هو ما يضفي التميز على عالم الموضة
هل أثرت هويتك المصرية في تصاميمك؟
بالتأكيد، دائماً ما أحتفي من خلال قطع فريدة بالتراث الأصيل وجذوري المصرية، خاصة أقمشة البليسيه المزينة بالقطع المعدنية باللون الذهبي وطبعات الأهرام والألوان الجريئة المستوحاة من البحر الأبيض المتوسط. كما تعكس هدفنا المتمثل بتمكين المرأة وزيادة ثقتها بنفسها.
كيف يمكنك مواكبة أحدث الاتجاهات في ظل التطور المستمر للموضة؟
أكثر ما يجذبني لهذا المجال هو قدرته المستمرة على التطور والتغيير، إذ ينبغي إضفاء طابع من الحماس والحيوية في كل موسم من خلال لمسات جديدة ومبتكرة. وعلى الرغم من تقديري لتوجهات الموضة، ولكني لا أتقيد بها خلال عملية التصميم لأنني أريد ابتكار تصاميم تناسب مختلف الأوقات ولا يخبو ألقها مع الزمن.
ما هي المشاعر أو الرسائل التي تهدفين لإيصالها من خلال تشكيلاتك؟
أسعى من خلال تشكيلاتي لتمكين السيدات وتعزيز مشاعر السعادة والمرح، بما يتماشى مع غاية العلامة في الاحتفاء بقوة وجرأة السيدات وثقتهن بأنفسهن. إذ تتجاوز SemSem مفهوم الأزياء بالنسبة لي، وتتمحور حول تمكين النساء من الدفاع عن أنفسهن وإلهام الأخريات لتحقيق الأحلام والطموحات.
ما هو الدور الذي يلعبه مصمم الأزياء في تحديد ملامح المجتمع وتشكيل الثقافة برأيك؟
تمنح الأزياء والموضة الكثير من الناس الفرصة للتعبير عن أنفسهم بطرق إبداعية، حيث يمكنك التعبير عن حالتك المزاجية ومشاعرك المتقلبة من خلال أزيائك. ونفخر بصفتنا علامة تجارية فاخرة، بقدرتنا على تبني الممارسات الأخلاقية والمستدامة في جميع مجالات التطوير والإنتاج، حيث تؤثر طريقة الاستهلاك ونوعيته بشكل كبير في حياتنا اليومية. ونساهم في كل موسم جديد في تمكين مجتمعاتنا من خلال إنتاج ملابسنا محلياً، كما نقدم تبرعات للجمعيات الخيرية التي تدعم النساء والأطفال.
ماهي خططك المستقبلية؟
نعمل على تطوير تشكيلات رائعة لموسم الخريف وموسم الاحتفالات وشهر رمضان المبارك القادم، ونتطلع لمشاركتها مع عملائنا الأعزاء.