16 أكتوبر 2023

ماري تيريز حنا.. من عروض الأزياء العالمية إلى تأسيس أكاديمية متخصصة بالموضة

محررة متعاونة في مكتب بيروت

ماري تيريز حنا.. من عروض الأزياء العالمية إلى تأسيس أكاديمية متخصصة بالموضة

ماري تيريز حنا، عارضة أزياء، وعازفة كمان، ومؤثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحلم بالوصول إلى العالمية من خلال منصات الأزياء في عواصم الموضة في العالم، خاصة وقد بدأت مشوارها مبكراً في عرض الأزياء، لكن في 4 أغسطس 2020 بدا لها أن حلمها تحطم إثر انفجار مرفأ بيروت وإصابتها البالغة من جرائه، ما ترك ندوباً على جسدها أثرت على مهنتها جراء رفضها بسبب المعايير المعتمدة لمواصفات عارضات الأزياء في العالم، لكنها لم تستسلم بل انتفضت على جراحها وقررت المواجهة، وأكملت حياتها بعزم وتصميم وايمان..

تقول أن الفنان معتصم النهار، الذي تواجد صدفة في مكان الانفجار، أنقذها من الموت وله الفضل في بقائها على قيد الحياة، أما الناس الذين تفاعلوا معها عبر مواقع التواصل الاجتماعي فقد حفزوها للتقدم، إذ أن رواد مواقع الـ «سوشيال ميديا» تفاعلوا مع قصصها الواقعية.

ماري تيريز حنا.. من عروض الأزياء العالمية إلى تأسيس أكاديمية متخصصة بالموضة

بداية مشوار ماري تيريز حنا

عن مشوارها تقول ماري تيريز «لم تكن رحلتي في عالم الموضة معبدة بل كانت صعبة جداً، حيث أني اخترت العمل بلا انتساب إلى وكالات عرض الأزياء التي تعتمد معايير جمالية محددة وغير مقنعة أحياناً، حتى أن إحدى الوكالات طلبت مني إجراء بعض عمليات التجميل لكي تتعاقد معي، لكنني رفضت لأني مقتنعة بما وهبني إياه الخالق، كما أنني أحب الجمال الطبيعي.

لذا مشيت في مشواري وحيدة وقوية وشغوفة وحققت النجاح، وكنت اول عارضة أزياء لبنانية تشارك في عروض عالمية في فرنسا، كما شاركت خلال الأعوام 2019 و2021 و2022 و2023 في «دبي فاشن ويك» كلبنانية وحيدة بين الأجانب تعرض أزياء من فرنسا واليابان والفليبين، وتعاملت مع المصممين مايكل سينكو وأماتو كوتور ولويس سانتو وبريسيات وفيتو تشارا وغيرهم، واستطعت أن أثبت نفسي في أوروبا ودبي ما أثر إيجاباً على نجاحي في لبنان حيث أن المعايير المعتمدة في مجال الموضة في دبي عالية جداً، ونجاحي فيها لفت الأنظار صوبي أكثر في لبنان والعالم».

ماري تيريز حنا.. من عروض الأزياء العالمية إلى تأسيس أكاديمية متخصصة بالموضة

ماري تيريز حنا.. من عروض الأزياء العالمية إلى تأسيس أكاديمية متخصصة بالموضة

أكاديمية «ايل» خطوة في طريق الكفاح

ماري تيريز، المتخصصة في الصحافة، شغوفة في عالم الموضة والأزياء ولأجل ذلك افتتحت في بيروت، إثر تعافيها النفسي من آثار الانفجار، أكاديمية «ايل» التي أسستها في أواخر العام 2020، التي تصفها «إنها للمرأة والرجل، ولكل من يرغب بالوقوف أمام الكاميرا ليظهر مواهبه، هي أكاديمية لتطوير المهارات والتعاون مع متخصصين في التمثيل واليوغا والتأمل والرشاقة والتغذية ليحصل المنتسب على كل ما يريده ويحقق الفائدة المرجوة له»، وهي تقيم حالياً ورشة عمل جديدة في «رود بروداكشن»، وكانت قد شاركت ضمن فعاليات «دبي اند باريس فاشن ويك»، وتعمل على تدريب العارضات بشكل احترافي.

ويشمل مشروعها تدريب المواهب في كيفية الوقوف قبالة الكاميرا وإقامة ورش عمل ودورات بإشراف متخصصين ومدربين على تعزيز الثقة بالنفس وتقوية الشخصية، بالإضافة إلى طريقة التغذية الصحية والرياضة وفن التمثيل وكيفية التعامل مع الـ «سوشيال ميديا».

وقد نظمت ماري تيريز ورش عمل متنوعة بمشاركة الممثلة زينة مكي وصانعة المحتوى يارا بو منصف، وهما صديقتان مقربتان وداعمتان لها وفق ما قالت، وروسي مايوندا، وهو صاحب وكالة «باتليك موديل» وعارض ازياء عالمي والذي يشارك المشتركين في الدورة الحالية بخبرته في عالم الموضة واعتلاء خشبة عرض الأزياء والتعامل مع الأضواء والكاميرا.

ماري تيريز حنا.. من عروض الأزياء العالمية إلى تأسيس أكاديمية متخصصة بالموضة

كيف أنقذ معتصم النهار ماري تيريز؟

عن تجربتها مع مواقع التواصل الاجتماعي، تقول إنها كانت متواجدة مهنياً، لكنها قررت مشاركة الناس في قصصها في العام 2022. وبداية تحدثت عن إنقاذ الفنان معتصم النهار لها إثر إصابتها بانفجار مرفأ بيروت والحالة النفسية الصعبة التي عاشتها، «أردت، وبعد أن بردت قليلاً جراح الذين فقدوا أحباءهم، لا أن أحكي قصتي وعبرتي، وأقدم شكري وامتناني للفنان والإنسان الكبير معتصم النهار الذي ساعدني كما ساعد غيري من المصابين بإسعافنا إلى المستشفى وكانت حالتي خطيرة جداً حيث نزفت كثيراً وكدت افارق الحياة لولا التدخل الطبي السريع..

في البداية رفضت الحديث عما تعرضت له لأني كنت متعبة نفسياً جداً، لكن عندما بدأت بالتحسن حكيت وجعي عبر الـ «سوشيال ميديا» والناس تفاعلوا معي وصرت فجأة مؤثرة، لذا قررت أن أروي تجاربي وأشارك المتابعين تجاربي وحكاياتي الواقعية حتى أني لم أخفي عنهم كيف أنه يتم رفض مشاركتي في عروض الأزياء جراء آثار الجروح التي أصابتني.. أنا أتحدث بعفوية وبلا تصنع وأشارك الناس في الحياة الواقعية، حتى في قساوتها لكي نتعلم معا كيفية الاستمرار وعدم الاستسلام واللحاق بأحلامنا وشغفنا مهما كانت التحديات كبيرة».

الشهرة ليست هاجسي بل النجاح هو الأساس بالنسبة لي

الأحلام والشهرة

وأخيراً، وحول هدف الشهرة، توضح ماري تيريز «الشهرة ليست هاجسي بل النجاح هو الأساس بالنسبة لي، أعتبر نفسي عارضة أزياء بالدرجة الأولى رغم أني أحمل شهادة في الصحافة إلا أن هدفي هو تحقيق النجاح في مجال الموضة ورفع اسم عارضة الأزياء اللبنانية في العالم ونشر المعرفة حول الموضة والأزياء لأنهما شغفي وسعادتي».

وعن أحلامها «لطالما حلمت بتحقيق النجاح والمشاركة في المهرجانات العالمية والتعامل مع الأسماء العريقة في «الهوت كوتور»، ولا شك أني كنت أسير صوب تحقيق أحلامي، لذا لم أنهزم واعتبرت انفجار الرابع من أغسطس والندوب التي أصابتني تحدياً جديداً لي فزادت من عزيمتي لتحقيق النجاح والعالمية.. اليوم أنا سعيدة جداً بما وصلت إليه وسأكمل المشوار في المشاركة في مناسبات الأزياء ومع الذين يقصدون الأكاديمية، وسأقيم كل شهرين ورشة عمل جديدة وسيكون موعد الورشة القادمة في شهر نوفمبر القادم».