تألّقت مدينة النور، باريس بعروض أسبوع الموضة للهوت كوتور، بحضور أهم المشاهير حول العالم في الفن والرياضة وغيرهما..
نستعرض هنا ثلاثة عروض، ونلقي الضوء على أهم سمات الكولكشن الخريفي للموسم المقبل، وهم شانيل، وجورجيو أرماني، وسكياباريللي:
Schiaparelli
كرّمت هذه المجموعة موهبة إلسا سكياباريللي الفريدة في التجدد، والتي كانت بحلول شهر مارس من العام 1932، قد اكتسبت سمعتها بالفعل كرائدة أعمال حقيقية في تغيير الأشكال، حيث عملت على محو الخطوط الفاصلة بين الموضة والفن، فشكّلت لغزاً عظيماً، وكانت مراوغة صادمة بحريتها المطلقة كما عُرف عنها.
كل قطعة من هذه المجموعة واضحة في صورتها الظلية وتقنياتها، حيث يمكنك رؤية أصول كل إطلالة، خاصة الرداء الذي افتتح العرض، مع أكتاف النسر العريضة، أو طائر الفينيق، الذي كان تميمة العرض، ويمكن أن تلاحظ مراحل انتقال كل قطعة من الرسم إلى الدراسة، ثم إلى القماش، إضافة إلى ذلك، فإن كل إطلالة هنا تهدف إلى إثارة نوع من المشاعر، حيث يسعى كل ثوب، وكل بوستيه، وكل حذاء، وكل قطعة من الريش المخملي المطوي، أو نتوءات الأورجانزا الثلاثية، إلى جذب الأنظار بقوة، كما يهدف التصميم الأكبر أيضاً إلى الاستحواذ على المشاعر، وأسرها، مع لمسة ساحرة من الغموض، حفاظاً على أسراره.
Giorgio Armani
عمل جورجيو أرماني على ابتكار مجموعته الكاملة في سرد ساحر يرافق تفاصيلها، مستخدماً اللآلئ لهذا الموسم. تخيّل نساء ذات جاذبية هادئة وساحرة، ويقوم بإلباسهن جاكيتات منحوتة مع أكتاف قوية وسراويل انسيابية، مع الـovercoats، التي تغلّف الجسم، التوب والتنانير الانسيابية، أو فساتين طويلة تتبع الشكل، وتسمح لكل حركة ناعمة متذبذبة من الجسم بأن تُدرك تماماً.
المجموعة تعبّر بعمق عن تألق رؤية أرماني الهادئة برقيّها، والتي يتمّ التعبير عنها في مزيج من الأبيض، البلاتين، الذهب، والأسود، من خلال مجموعة من المواد الثمينة، مثل شفافية الجاكار الحريري، وعمق المخمل ونعومة التول، رؤية لطيفة وساحرة. تبرز جودة الملابس في حضور مستمر لتطريز يُزيّن ويغني التفاصيل، في تلاعب بالضوء، أو حتى في رسمه، أو اللآلئ نفسها، المثبتة والمعلقة على الأسطح والتي تتضاعف كقطرات من الندى على الأقمشة الناعمة.
Chanel
بعد رحيل المديرة الإبداعية «فيرجيني فيارد» هذا الشهر، ترقّب الجميع المجموعة التي قدمتها العلامة في دار الأوبرا في باريس، بحضور عدد من المشاهير مثل «ميشيل ويليامز»، «كيرا نايتلي»، مزجت هذه المجموعة بين عالمي الأوبرا والأزياء الراقية لشانيل، بأسلوب متطور ومسرحي.
أظهرت المجموعة استمرارية العباءات التفتا، وفساتين السهرة المطرزة بالكريستال، مجموعة كبيرة من الفساتين الميدي، وبدلات التنورة، إضافة إلى تصاميم أخرى كالريش، والشرابات، والكابوشون، والزهور المطرزة، والضفائر الثمينة، والجيرسيه المطلي، والتويد المرن، والمخمل الحريري، والتول الوهمي، والتفتا، والساتان الدوقي..، جميعها مواد فاخرة تتألق بها تصاميم الدار، إضافة إلى الأحجام الشفافة، والأكمام المنتفخة، والكشكشة المطوية.
تتميز المجموعة بتطريزها الغني؛ لتضفي على رموز الدار لمسة رومانسية، مثل بدلة شانيل ذات طيات مربعة مُعاد تصميمها من التويد العنابي المزخرف بالساتان الأبيض، وبدلة رسمية من سروال قصير أسود، وبلوزة بيضاء، مع بلاسترون مطرز، وبدلة سوداء مع بنطلون طويل، وسترة قصيرة ضيّقة بأكتاف مغطاة بالريش الأسود، ترقص بين المعاطف الطويلة، والعباءات الضخمة، وفساتين السهرة، تستحضر تقاليد المسرح الحديثة، وعلماً معيناً.