نجح في تحويل حبّه للطهي من مجرد هواية إلى مهنة تضع بصمتها في عالم الضيافة، من ذكريات الطفولة التي أمضاها في المطبخ مع والدته، مروراً بتجارب غنية وثّقتها رحلاته بين الثقافات، حيث استطاع الشيف عمار العكيلي، من مطعم كريستال في فندق كوبثورون دبي، أن يصنع أسلوبه الخاص الذي يمزج بين النكهات التقليدية، والطابع العصري المبتكر..
في حوارنا، يشاركنا العكيلي تفاصيل رحلته في هذا المجال، وتأثير الثقافة المحلية والعائلية في مسيرته، إضافة إلى رؤيته لتطور مجال الطهي، والابتكار المستمر في عالم النكهات التي يكشف عنها في كل طبق من الأطباق التي يقدمها:
كيف بدأ شغفك بالطهي، وهل كان احتراف هذه المهنة خيارك منذ البداية؟
شغفي بالطهي بدأ منذ الصغر عندما كنت أساعد والدتي على إعداد الطعام، بخاصة وجبات الإفطار. في ذلك الوقت، لم أكن أفكر في أن الطهي سيصبح مهنتي المستقبلية، على الرغم من كونه جزءاً من حياتي اليومية. ومع مرور الوقت، اكتشفت عشقي لهذا المجال، وقررت دراسته أكاديمياً لاحقاً، لأسافر بعد ذلك إلى الإمارات بفضل دعم وتشجيع خالي الشيف عامر شموط، الذي كان له الدور الأكبر في استمرار مسيرتي ونجاحي في هذا المجال.
ما الذي يميّز أسلوبك ويمنح أطباقك طابعها الخاص؟
أسلوبي هو انعكاس للتجارب والثقافات المتنوعة التي أثرت في مسيرتي. أسعى دائماً إلى تحقيق توازن دقيق بين النكهات، أمزج بين الأسلوبين التقليدي والعصري، لتقديم أطباق تناسب الأذواق، من دون التفريط في جوهرها الأصلي.
أهتم باختيار مكوّنات أطباقي وطريقة تحضيرها، وأحرص على أن ينعكس أسلوبي الخاص على كل طبق، ما يجعلها أطباقاً فريدة لمتذوّقيها، الطهي بالنسبة لي ليست مجرد إعداد وجبات، بل هو فن يروي حكايات، ويجمع بين الماضي والحاضر، بطريقة ممتعة، ومدهشة.
كيف أثرت الثقافة المحلية والعائلية في إبداعك للطهي وإلهام وصفاتك؟
لعبت الثقافة المحلية والعائلية دوراً جوهرياً في مسيرتي في مجال الطهي. حيث نشأت في بيئة تعد احترام الطعام جزءاً أساسياً من التراث، والتقاليد، كما شكلت ذكريات الطفولة مع عائلتي، خاصة الأوقات التي قضيتها في المطبخ مع والدتي، جزءاً كبيراً من حبي لهذا المجال، فكانت أطباق الطفولة البسيطة التي أعددناها معاً، مصدر إلهام دائم لي، استوحيت منها الكثير من الأطباق بعد دمجها بمكونات أخرى استخدمت فيها تقنيات حديثة ومتطورة، لتتحدث بلغة عالمية تناسب جميع الأذواق.
ما هو الطبق الذي يمثل توقيعك الخاص، وكيف يعكس شخصيتك وطريقتك في الطهي؟
«الفريكة بالطريقة الإيطالية»، هو الطبق الذي يمثل توقيعي، فهو ليس مجرد طبق، بل تعبير عن رحلتي في عالم الطهي، أجمع فيه بين النكهات العربية الأصيلة، والطابع الإيطالي المعروف بتفاصيله الراقية، مع الحفاظ على روح الفريكة التقليدية، ما يخلق توازناً يجسد شخصيتي، حيث أدمج بين تراثي العربي، وتأثري بالمدارس العالمية، مقدّماً تجربة ممتعة ومبتكرة، لكل من يتذوقها.
كيف ترصد تطور مجال الطهي خلال السنوات الأخيرة، وما هي العوامل التي أثرت في أسلوبك؟
شهد مجال الطهي في السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً، تمثل في الانفتاح على تقنيات حديثة، واتجاهات غذائية مبتكرة أكثر تنوعاً وتخصصاً، مثل الطهي المستدام، والطعام الصحي، والاعتماد على المكوّنات المحلية. حرصت على متابعة هذه التطورات بشكل مستمر، سواء من خلال الاطلاع على أحدث التقنيات، أو حضور فعاليات ومؤتمرات عالمية للطهاة. وساعدني هذا الانفتاح على تحديث أساليبي، وابتكار أطباق تجمع بين التقاليد والحداثة، بما يتناسب مع احتياجات وتوقعات الزبائن المتغيرة باستمرار.
ما هي الأطباق التي تحرصون على تقديمها في مطعم كريستال، وما الذي يجعلها مميزة عن غيرها؟
في مطعم كريستال، نحرص على تقديم تجربة طعام استثنائية تجمع بين النكهات التقليدية الأصيلة، واللمسات العصرية المبتكرة، ونولي اهتماماً كبيراً بجودة المكونات وطريقة التقديم،مما يضفي على أطباقنا طابعاً فريداً، ويجعل تجربة الطعام لدينا مميّزة، تبقى في ذاكرة ضيوفنا، وبالتالي تضعه في مكانة رائدة بين المطاعم والفنادق الأخرى.
وصفات ذات صلة:
- بروشيتا بالأفوكادو وسلطة كابريزي.. من الشيف عمار العكيلي
- الفريكة أرانشيني المحشية بالدجاج المسخن.. من الشيف عمار العكيلي
- الوافل بالمارشميلو والفواكه الطازجة.. من الشيف عمار العكيلي
* تصوير : السيد رمضان