الشيف حسن نجا: بصمتي في البرغر الفاخر سرّ تتويجي ببطولة العالم للطعام

الشيف حسن نجا

رحلة ملهمة خاضها الشيف حسن نجا، صاحب مطعم «one more»، وأول طاهٍ من الشرق الأوسط يتوّج في التصفيات الإقليمية لبطولة العالم للطعام، ليلمع اسمه عالمياً. أما السّر، فهو في ابتكار أطباق تبقى عالقة في الذاكرة، بخاصة البرغر الفاخر الذي يزاوج بين الفخامة، والبساطة.

انطلق الشيف حسن نجا بشغف نحو عالم الطهي منذ الصغر، مستلهماً من والدته سرّ بعض النكهات، ومبلوراً مساراً من الإبداع، والتحدّي، والإصرار على التطوير، والابتكار.

في لقائه مع «كل الأسرة»، نستعرض أسرار نجاحه، وفلسفته في اختيار المكونات، وأهدافه المستقبلية في تغيير مفهوم الطعام الفاخر، بخاصة البرغر، تلك القطعة الفنية المفعمة بالنكهات، والتي حوّلته إلى رمز للإبداع والابتكار في عالم المأكولات الفاخرة.

متى بدأ يتبلور شغفك بالطهي ومن كان الشخص الملهم في هذا المجال؟

بدأ شغفي بالطهي منذ الصغر، عندما كنت أراقب والدتي اللبنانية في المطبخ. كانت تطهو بحب، وتبتكر أطباقاً تضجّ بالنكهات من دون تعقيد، ما زرع في داخلي الشغف بتجربة النكهات المختلفة. لكن مع مرور الوقت، أصبح الطهي أكثر من مجرّد شغف؛ أصبح وسيلة للتعبير عن الإبداع، وإسعاد الآخرين. من هناك، بدأت رحلتي في البحث عن التميّز والابتكار، في كل وصفة أعمل عليها.

ما هي أصعب التحدّيات التي واجهتها أثناء تطوير وصفة، وما الذي يميّزها؟

كان التحدّي الأكبر هو تحقيق التوازن بين الفخامة والبساطة عند إعداد البرغر. أردت أن يكون تجربة طعام لا تُنسى، وليس مجرّد وجبة. ما يميّز هذه الوصفة هو استخدام أجود أنواع اللحوم، مع خبز بريوش غني بنكهة زيت الترفل، والجبن المعتق الذي يُشوى حتى يصبح مقرمشاً. والإضافات مثل مربّى البصل المميّز، وأوراق الجرجير المغطاة بخليط البلسميك تُكمل التجربة. كل عنصر تم اختياره بعناية، ليكون جزءاً من سيمفونية نكهات متناغمة، وباهرة.

ما أهمية اختيار المكوّنات بدقة وماذا عن خلطات التوابل؟

اختيار المكوّنات هو الركيزة الأساسية لأيّ طبق ناجح، ونحن لا نقدم أي تنازلات عندما يتعلق الأمر بالجودة. فالمكوّنات الممتازة هي ما يضمن النكهة الفاخرة، من اللحم، إلى الخبز، والخضراوات. أما خلطات التوابل، فهي سرّ تميزنا. أحرص على مزج التوابل الفاخرة بطريقة متوازنة تُبرز النكهات الطبيعية من دون أن تطغى عليها، والنتيجة هي برغر يحمل روح الفخامة في كل قضمة.

الشواء فن أكثر ما هو مجرّد تقنية، وأحد أهم الأسرار هو التحكم في الحرارة. الشواء على نار متوسطة، إلى مرتفعة، يضمن القوام المثالي، والنكهة المدخنة. واستخدام شوّايات الفحم يضيف لمسة مميّزة، لكن السّر الحقيقي هو عدم الإفراط في تقليب اللحم، وتركه يرتاح بعد الطهي. هذا يضمن توزيع العصائر بشكل مثالي للحصول على برغر مملوء بالنكهة، والعصارة.

فزت في التصفيات الإقليمية لبطولة العالم للطعام.. ما كان وقع الجائزة عليك، وبالأخص كأول شيف من الشرق الأوسط يحقق هذا الإنجاز؟

كان شعوراً أشبه بالحلم أن تفوز بجائزة على هذا المستوى العالمي، هو تتويج لكل الجهد، والإبداع الذي بذلته. كان هناك مزيج من الفخر والفرحة، لأنني تمكنت من تمثيل الشرق الأوسط ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومدينة دبي، وإثبات أن البرغر يمكن أن يكون قطعة فنية مفعمة بالنكهات، إذا تم صنعه بالشغف، والإتقان. وفي تلك اللحظة، شعرت بأن كل خطوة في رحلتي كانت تستحق العناء. وأريد أن أشير إلى دور «كوتشينا ديل سول» الأساسي، وهي منصة رائدة لتجارب الطعام الفريدة، في إيصالي إلى هذه المرحلة المهمة في بطولة العالم في إنديانا.

كيف استطعت التوفيق بين خلفيّتك كمهندس وإدارتك لموهبتك في الطهي؟

الهندسة والطهي قد يبدوان مختلفين تماماً، لكن كلا المجالين يتطلب التفكير المنهجي، والاهتمام بالتفاصيل. خلفيتي الهندسية علمتني التخطيط الدقيق، وهذا ما أطبّقه في الطهي، سواء عند ابتكار وصفة جديدة، أو تحسين العمليات داخل المطبخ. بالنسبة لي، البرغر ليس مجرّد وجبة، بل مشروع يحتاج إلى التوازن المثالي بين العلم والفن.

بعد هذا الإنجاز الكبير، ما هي خطوتك القادمة في عالم الطهي؟ هل لديك خطط لتقديم وصفات جديدة؟

الخطوة التالية هي إطلاق مطعمي«one more» في دبي، ليكون عنواناً للبرغر الفاخر الذي يروي قصة الجودة، والتفرّد. لديّ خطط لتقديم وصفات جديدة تمزج بين الإبداع، والطابع الفاخر. كما أطمح إلى توسيع تجربتي إلى أطباق أخرى مستوحاة من المطابخ العالمية، مع الحفاظ على الجودة كمبدأ أساسي لكل شيء أقدّمه.

المطبخ الكوري يذهلني بتنوعه، وتوازن النكهات بين الحلو والحار، والمطبخ المكسيكي يفتح أبواباً للإبداع بفضل غِناه بالمكوّنات الطازجة. أما المطبخ اللبناني، فهو دائماً مصدر إلهام بالنسبة لي، بأطباقه الغنيّة بالنكهات.

هل تؤيد الحفاظ على أصالة الأطباق التقليدية أم تحاول أن تتماهى مع متطلبات العصر؟

في الأطباق التقليدية، أؤمن بالحفاظ على أصالتها، لأنها تعكس هوية المطبخ. ومع ذلك، أحب إضافة لمسات عصرية تخلق تجربة جديدة من دون المساس بجوهر الطبق. الإبداع الحقيقي هو التوازن بين التراث والابتكار، وهذا هو سرّ نجاح أيّ وصفة.

وصفات ذات صلة:

- تارتار لحم البقر مع رقائق البارميزان ومربّى البصل.. من الشيف حسن نجا
- كيكة الحمم الذهبية.. من الشيف حسن نجا
- قنبلة اللحم الذائبة.. من الشيف حسن نجا