بإلهام من جدّه الطاهي الملكي، وتجربته الغنية في مطابخ لندن، برز كأحد المبدعين الذين جمعوا بين الأصالة والتجديد، ليقدم أطباقاً تعبّر عن تراث غني بأسلوب معاصر، ويعيد صياغة مفهوم المطبخ الفارسي.
هو أمين إبرا، شيف ومالك مطعم إيرانيش، في دبي، الذي التقيناه لنتعرف إلى تفاصيل رحلته، ونكتشف كيف تمكّن من وضع اسمه بين أبرز الطهاة في عالم الطهي:
ما الذي حوّل مسارك من مجال الهندسة المعمارية إلى قطاع الضيافة وعالم الطهي تحديداً؟
بدأت رحلتي في مجال الهندسة المعمارية، حيث تعلمت الاهتمام بالتفاصيل والتصميم، بشكل دقيق. ومع مرور الوقت، اكتشفت أن شغفي الحقيقي هو خلق تجارب تجمع الناس، وتترك أثراً في حياتهم، ووجدت في قطاع الضيافة الفرصة المثالية لتحقيق ذلك، حيث تمكنت من دمج إبداعي مع روح المبادرة، لتقديم ليس مساحات جميلة فقط، بل خلق لحظات مميّزة من خلال الطعام، والأجواء الفريدة.
كيف أثرت قصة جدك في شغفك بالطهي وتوجهك المهني؟
كانت تجربة جدّي كطاهٍ للملك الإيراني مصدر إلهام كبير لي، نشأت على سماع قصص عن إتقانه لفنّه، ودقة عمله، والاحترام الذي حظي به بسبب براعته في الطهي، هذا الإرث ألهمني حباً للطعام، وعلمني أن الطهي ليس مجرّد وسيلة لإعداد الطعام، بل هو أداة لربط الناس ومشاركة الثقافة، وترك أثر لا يُنسى.
وماذا عن تجربتك في لندن، بدءاً من العمل في المطبخ إلى إدارة مطاعم مرموقة، في تشكيل رؤيتك المهنية في قطاع الضيافة؟
كانت لندن محطة أساسية في مسيرتي المهنية، البداية كعامل في المطبخ علمتني التواضع، والانضباط، وأهمية الانتباه لأدق التفاصيل. ومع الانتقال إلى إدارة مطاعم مرموقة، اكتسبت خبرة في القيادة، والعمل بروح الفريق، وضمان الاتساق والجودة في تقديم الخدمات. هذه التجربة علمتني التكيّف مع بيئة العمل السريعة، وزرعت في داخلي شغفاً دائماً للابتكار وكيفية الحفاظ على رضا الزبائن. كل هذه الدروس شكلت أساس رؤيتي ونهجي في العمل، وأسهمت في نجاحي المستمر.
كيف تتمكن من تقديم المطبخ الفارسي التقليدي بلمسات حديثة تناسب الأذواق المعاصرة؟
أحرص على الحفاظ على جوهر المطبخ الفارسي من خلال التزامي بالنكهات الأصلية، والمكوّنات، والتقنيات التقليدية، مع التأكيد على بقاء روح الطبق وفيّة لجذوره. في الوقت نفسه، أضيف بعض اللمسات العصرية، كتجديد طرق التقديم، وإضافة بعض التنوّع في القوام، ومزج النكهات التي تواكب متطلبات اليوم.
ما الذي يلهم الشيف أمين عند إعداد وصفات جديدة؟
تستمد وصفاتي إلهامها من ذكريات طفولتي، حيث كانت تجمعات العائلة تدور دائماً حول مائدة الطعام، ما جعله جزءاً أساسياً من التواصل، والاحتفال. كنت مفتوناً بالروائح، وتقنيات الطهي التي شاهدتها في مطبخ جدّي، حيث كان كل طبق يحمل قصة من التقاليد، والحب. إضافة إلى ذلك، ساعدتني تجاربي في السفر والعمل في مطابخ متنوعة، على توسيع رؤيتي، ما أتاح لي دمج النكهات العائلية مع التقنيات الحديثة، وكل وصفة أبتكرها تعبّر عن جزء من رحلتي الشخصية، الهدف منها إلى إثارة مشاعر الضيوف، وترك ذكريات لا تُنسى.
ما هي أبرز الأطباق التي يقدمها مطعم «إيرانش»، وكيف تسعون لمواكبة تطوّرات مشهد الطعام في دبي؟
يقدم مطعم «إيرانش» مجموعة من الأطباق التي تجمع بين النكهات الفارسية التقليدية، والتقديم العصري. ومن أبرز أطباقنا «لوطي پلو»، وهو أرز محضر بالأعشاب والتوابل ليمنح تجربة غنية بالنكهات، و«گردن» (لحم الرقبة)، الذي يتم طهيه ببطء ليصبح طرياً يذوب في الفم. كما نتميّز بطبق «لَبو پلو»، أرز بنكهة الشمندر، الذي يمزج بين الأصالة والابتكار. ونسعى دائماً لمواكبة تطورات المشهد الغذائي في دبي من خلال تقديم أطباق تحتفي بالتراث الفارسي، مع لمسات حديثة تناسب أذواق جمهور متنوّع، وتتماشى مع ديناميكية السوق المحلي.
* تصوير: السيد رمضان
وصفات ذات صلة:
- غاردان (رقبة الخروف).. من الشيف أمين إبرا
- ميرزا قاسمي.. من الشيف أمين إبرا
- سلطة إيرانية.. من الشيف أمين إبرا
- فالوده.. من الشيف أمين إبرا