بشغفه تمكّن الشيف ألبر أديلر من تسجيل اسمه بين الأسماء المعروفة في عالم الطهي، وإعادة تقديم المطبخ التركي بأسلوب راقٍ، ومبتكر، يجمع بين الإرث العميق واللمسات العصرية مستفيداً من خبرته الكبيرة.. في حوارنا مع أديلر يحدّثنا عن رؤيته الإبداعية التي تتجسد في مطعم «أورينت»-فندق ريكسوس المرجان- رأس الخيمة، وفي إعادة تصوّر النكهات التقليدية بروح معاصرة، مستوحاة من طريق الحرير.
ما الذي ألهمك دخول مجال الطهي؟
بدأ شغفي بالطعام في سِن مبكرة خلال نشأتي في تركيا، حيث تُعدّ تقاليد الطهي جزءاً أساسياً من الثقافة والتجمعات العائلية. ولطالما كنت مفتوناً بكيفية تآلف النكهات معاً، لخلق تجارب لا تُنسى، حتى جاءت اللحظة الحاسمة التي أدركت فيها أن الطهي ليس مجرد تحضير للطعام، بل هو فن يروي القصص، ويثير المشاعر، ويمنح الناس تجارب استثنائية. هنا أيقنت أن التحول في مسيرتي المهنية قد حان وقته.
كيف أثرت تجربتك في العمل بعدّة دول، مثل تركيا وجورجيا وأوزبكستان وأوروبا، على أسلوبك في الطهي؟
لكل بلد عملت فيه تأثير واضح في هويتي الطهوية. منحتني تركيا أساساً قوياً في التقنيات التقليدية، بينما عرّفتني جورجيا وأوزبكستان بالنكهات الجريئة، وأسلوب الطهي البطيء الذي يبرز عمق المذاق. أما التجربة الأوروبية، فقد صقلت مهاراتي في التقديم والعرض، إلى جانب تعريفي بفنون الطهي الحديثة وأساليب الابتكار. هذا التنوع الثقافي مكّنني من تطوير أسلوب طهي يجمع بين التقاليد العريقة، والتقنيات العصرية، ما يضفي على كل طبق لمسة خاصة، وقصة فريدة.
بصفتك عضواً في الفريق الوطني للطهي في تركيا، وحاصلاً على جوائز دولية مرموقة، كيف أثرت هذه الإنجازات على أسلوبك في الطهي وأسهمت في الترويج للمطبخ التركي عالمياً؟
تمثيل تركيا على الساحة الدولية كان تجربة ملهمة فتحت أمامي آفاقاً جديدة، وأتاحت لي فرصة إبراز المطبخ التركي بأسلوب حديث، ومبتكر. المنافسة في هذا المستوى تتطلب مزيجاً من الابتكار والإتقان، مع الحفاظ على جوهر التقاليد. أعمل على إعادة تقديم الأطباق التركية بطريقة راقية تعكس عمقها، وتنوعها، ما يساعد على تعريف العالم بهذا الإرث الغني ويضعه ضمن تجارب الطهي العالمية الراقية.
ما الذي يميّز مطعم «أورينت» عن تجاربك السابقة في عالم الطهي؟
يعد «أورينت» تجسيداً لرؤيتي الخاصة، حيث يستلهم مفهومه من طريق الحرير، ذلك المسار التاريخي الذي جمع بين الثقافات، والمكوّنات، وأساليب الطهي المختلفة. في «ريكسوس المرجان» برأس الخيمة، حرصنا على تقديم تجربة طعام فريدة تمزج بين الأصالة والابتكار، مع إعادة تصوّر الأطباق التركية التقليدية بأسلوب عصري متقن، حيث يعكس كل طبق إرثاً عريقاً، مقدماً تجربة حسية متكاملة تبقى في ذاكرة الضيوف.
ما هي فلسفتك في تصميم قائمة الطعام، وكيف تحقق التوازن بين الابتكار والحفاظ على التقاليد المحلية؟
عند تصميم قائمة الطعام يكمن التحدّي في تحقيق توازن دقيق بين احترام التراث، والانفتاح على الابتكار. لكننا في النهاية نركز على مبدأ الأصالة، حيث نحرص على استخدام المكوّنات التقليدية، والتقنيات المتوارثة، مع إعادة تصوّرها بأسلوب راقٍ يواكب العصر، من دون أن يفقد جوهره، ما يتيح تقديم أطباق تمزج بين النكهات المألوفة، واللمسات الإبداعية.
هل هناك مكوّنات أو تقنيات محدّدة تركز عليها لخلق تجربة طعام استثنائية؟
نحن ملتزمون باستخدام أجود المكوّنات، الموسمية والمحلية، لضمان تقديم أطباق بأعلى مستويات الجودة، والنضارة. حيث تتضمن قائمة طعامنا أطباقاً تركية مميّزة، منها على سبيل المثال لِفْرَك (سمك القاروص) – مشوي بعناية مع نكهات البحر الأبيض المتوسط الغنية، علي نازك – باذنجان مشوي مدخّن مهروس مع لحم الضأن الطري، توبيك – مقبل أرمني-تركي تقليدي مصنوع من الحمص والبصل والطحينة، كفورماله بيده وبينيرلي بيده – خبز تركي طازج محشو بنكهات لذيذة، والبقلاوة – حلوى شهية مكونة من طبقات رقيقة من عجينة الفيلو، محشوة بالفستق ومغمورة بشراب عطري. أما عن التقنيات، فنحن نبرز جوهر المطبخ التركي من خلال الشواء على النار المكشوفة، والطهي البطيء، والتخمير، وهي أساليب تمنح الأطباق عمقاً وتعقيداً في النكهات.. هذه الطرق تتيح لنا إبراز الطبقات المختلفة من النكهة، ما يضمن تجربة طعام غنية ومميزة لا تنسى.
وصفات ذات صلة:
- لفريك (سمك القاروص المتبّل).. من الشيف ألبر أديلر
- تونغول بيدا.. من الشيف ألبر أديلر
- كوزو بيرزولا (رف لحم الضأن).. من الشيف ألبر أديلر