09 ديسمبر 2024

ندى موسى: دراستي للفلسفة أفادتني كثيراً كممثلة

فريق كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

رفضت ندى موسى، منذ بدايتها، أن تكون مجرّد ممثلة تبحث عن فرصة لإثبات نفسها، بل فنانة تحاول أن تضع بصمة قويّة لها من خلال أدوارها، لتصنع تاريخاً فنياً مميّزاً، تواصل من خلاله رحلة التحدّي التي أعلنتها منذ رفض والدتها العمل بالتمثيل، إلى أن أصبحت واحدة من أهم نجمات جيلها، كما ظهر واضحاً خلال أدواها الأخيرة..

حول رحلتها واختياراتها الفنية كان معها هذا الحوار:

مجلة كل الأسرة

ندى موسى من الفلسفة إلى فنون مسرحية، ثم ممثلة.. كيف جاءت هذه الرحلة؟

الرحلة بدأت بالعكس، فمنذ أن كان عمري سبع سنوات وأنا أحلم بالتمثيل، ليس هذا فحسب، بل حلمت بالفوز بالأوسكار وأنا في هذه السّن، بعد أن أفهمني والدي ماذا يعني «أوسكار»، وجلست أكتب الكلمة التي سأقولها عندما أصعد إلى خشبة المسرح لاستلام الأوسكار، وفي سن 11 سنة، وجدت في مكتبة والدي كتاب «عودة الروح» للكاتب توفيق الحكيم، قرأته، ولم أفهم منه شيئاً في ذلك الوقت، ومن هنا بدأت رحلتي مع الفلسفة، وأحببت دراسة الفلسفة، ووظفت وقتها دراستي للفلسفة لإفادتي في التمثيل.

هل أفادتك دراسة الفلسفة في التمثيل بالفعل؟

أفادتني في التمثيل، والحياة، وفي كل شيء، ودائماً أحاول أن أنظر إلى كل الأمور نظرة مختلفة غير تقليدية، أفكر في كل شيء من زوايا مختلفة، وبشكل غير تقليدي، وهذا يجعلني أتعامل مع كل الأدوار التي تُعرض عليّ بعمق إنساني أكثر.

مجلة كل الأسرة

شاركت في الجزء الأول من «البحث عن علا»، وأخيراً عرض الجزء الثاني، كيف وجدت شخصية «نسرين»؟

منذ البداية أحببت الشخصية جداً في الجزء الأول، وزاد حبي لها لأنني سأعمل أمام هند صبري، فأنا أحببتها كثيراً منذ أن قدمت معها مسلسل «هجمة مرتدة»، وبعد قراءة الجزء الأول من «البحث عن علا»، وجدت أن هناك أشياء تجمعني بها، فهي شخصية خفيفة، مملوءة بالطاقة والحيوية، واضحة جداً مع نفسها.

ما مدى ارتباطك وتماسك مع «نسرين» في «البحث عن علا»؟

أنا لديّ شيء غريب، ومختلف، بعكس كثيرين من الفنانين، والفنانات، فالبعض عندما تعرض عليه شخصية يجد فيها ما يمكن أن يتماس معه من خلال الورق المكتوب، لكنني أتناول الشخصية، وأقدمها كما يراها المؤلف، والمخرج، وعندما أنتهي من أيّ دور أجد أنني قد أخذت منه بعض الصفات، أو التفاصيل الصغيرة الجيّدة، فكل دور يترك أثره الإنساني فيّ بعد الانتهاء منه.

قدمت، أخيراً، شخصية الأم لأول مرة على الشاشة، من خلال شخصية هبة ابنة «تيتا زوزو»، فكيف كان استعدادك لهذا الدور؟

أولاً، كنت سعيدة بمشاركتي في المسلسل، وتحمّست جداً للدور رغم تخوفي، في البداية، من تقديم دور الأم لفتاة في مرحلة المراهقة، غير أنني وجدت أن عدداً من الأمّهات حولي في سنّ صغيرة، وبداية الشباب، ولديهن أبناء في مراحل عمرية مختلفة، في الصبا والمراهقة، فوجدت أن الشخصية تشبه الكثيرات من سيدات المجتمع المصري، وهذا شجعني على الموافقة على لعب الدور من دون تردّد، والحمد للهّ خرجت بشكل جميل، وأضافت إليّ خطوة مهمة وجديدة في عالم الدراما.

مشهد من مسلسل «تيتا زوزو»
مشهد من مسلسل «تيتا زوزو»

ما هي طبيعة الدور كأم لأول مرة؟

«هبة» هي ابنة «تيتا زوزو»، ولي ابنة تبلغ من العمر 12 عاماً، خلال الأحداث، أواجه معها الحياة بشكل مختلف، بخاصة أنني لا أعمل، وتزوجت في سنّ صغيرة، ولم أحقق ذاتي، ما يفجّر العديد من الأزمات للشخصية، فهي أم مختلفة، لأنها لا تزال في مرحلة الشباب، وأنا شاهدت كثيرات في مثل ظروفها، وهذا ساعدني كثيراً على تقديم الشخصية.

المسلسل يُعد أول تعاون لك مع النجمة إسعاد يونس، فكيف كان اللقاء معها؟

سعدت كثيراً بهذا التعاون، لأنها شخصية ودودة، ومحبوبة من الجميع، والتعاون معها يضيف إلى أي فنان، لأنها تحتوي الجميع، ووجود النجمة إسعاد يونس على رأس العمل، كان أحد أهم الأسباب التي دفعتني إلى الموافقة عليه.

دورك في «عملة نادرة» سيدة صعيدية، هل تخوفت من هذه الشخصية؟

ربما في البداية، لأن شخصية «أُنس» مختلفة تماماً عني، من دون مكياج، وترتدي الحجاب، ولهجة صعيدية، لكنني أثق جداً بالمخرج ماندو العدل، فقد سبق وعملت معه أكثر من عمل، كما سبق واختارني لدور في «بين السما والأرض»، وهو دور ليس له علاقة بي، ولم أتوقعه، لكنه نجح جداً، والحمد لله، فأنا تعوّدت العمل مع ماندو العدل في أدوار جديدة، ومختلفة، فهو من المخرجين الذين يعرفون العمل على شخصيتي، ويسعى دائماً لتوظيفي بشكل مختلف.

كل تفصيلة حتى لو لم تظهر على الشاشة تكون في عقلي لأنها ضمن مكوّنات الشخصية

كيف تستعدين لأي شخصية تعرض عليك؟

بمجرد أن يعرض عليّ الورق، وأقرأ الشخصية، أبدأ بوضع نفسي مكانها، بمعنى أن تدخل ندى إلى الشخصية، لو أنني مكانها كيف سأتصرف، كيف أتكلم، أمشي، أفكر، ألبس. على سبيل المثال، عندما عُرض عليّ دور عزة في «المشوار»، طلبت من المخرج محمد ياسين أن أتدرّب على الرقص، وكان متفهم جداً، واستعان بمدربة رقص لتعليمي، وتدرّب على الغناء، بخاصة أنني طوال الوقت أتدرب على الغناء والموسيقى، ورفضت الاستعانة بمطربة لأداء الأغنية، رفضت تماماً، وقدمت الأغنية بصوتي، فكنت حريصة جداً على كل تفاصيل الشخصية، سواء سأستخدمها في العمل، أم لا، لأن كل تفصيلة حتى لو لم تظهر على الشاشة، تكون في عقلي لأنها ضمن مكوّنات الشخصية.

صرّحت أخيراً، بأنك تقومين الآن بتجربة في الكتابة.. كيف ذلك؟

بالفعل، أشارك في كتابة مسلسل مكوّن من خمس حلقات، تم الاتفاق على الفكرة، ويجري التحضير لبقية العناصر، وأتمنى أن يخرج إلى النور قريباً.

مجلة كل الأسرة

لماذا فكرت في كتابة السيناريو؟

لو أن الفنان انتظر أن يأتي ما يحلم به ويتمناه، لن يأتي، بالتأكيد ما يُعرض عليّ أفكار جميلة وجيدة، في اغلبها، لكن هناك الكثير الذي أبحث عنه، ومن هنا جاءت فكرة البحث عن أفكار جديدة، ومختلفة، خصوصاً أنها في داخلي وتلحّ عليّ طوال الوقت. أنا سبق لي وكتبت للمسرح، بل وأخرجت للمسرح منذ سنوات مضت، منذ أن كنت طالبة في المعهد، وعندما انشغلت بالدراما التلفزيونية ابتعدت عن ذلك، لكن أخيراً، هناك أفكار تراودني، وأحاول أن أرتّبها، وفي الوقت نفسه في داخلي أشياء كثيرة أريد أن أقدّمها.

هل تشعرين بأن فتيات جيلك لم يأخذن حقهن في الأعمال التي تقدم، لذلك لجأت إلى الكتابة؟

لن أكتب لجيلي، بل للأجيال الأصغر عمراً من جيلي، فانا منذ فترة أعمل دراسات على الطفل، واحتياجاته، ومدى تأثير الفن فيه، فمن غير المعقول أن نكون جميعاً نشبه بعضنا بعضاً، ولابدّ من اكتشاف مناطق جديدة تميّز طفل عن آخر، إذ ليس من الضروري أن ندرس جميعنا المواد نفسها، وليس من الضروري أن نتفوّق فيها جميعاً، بالتأكيد هناك أطفال يتميّزن في أشياء، وآخرون يتميزون في أشياء أخرى، ولابدّ من اكتشاف هذه المناطق.

هل يعني ذلك أن العمل للأطفال؟

بالفعل، لكن ليس في سنّ صغيرة، بل في الأعمار التي يمكن أن نطلق عليها بداية المراهقة، فهي من سنّ الطفولة إلى المراهقة، ثم من المراهقة إلى بداية الشباب.

مجلة كل الأسرة

انتهيت، أخيراً، من تصوير مسلسل «أش أش» المنتظر عرضه في السباق الرمضاني المقبل، فماذا عنه؟

بالفعل، وهو عمل مميّز، من تأليف وإخراج محمد سامي، يقدم من خلاله دراما مختلفة في إطار اجتماعي درامي، حول راقصة درجة ثالثة تطمح إلى تغيير حياتها، لكنها تقع في الكثير من المشاكل، والأزمات، وتجمعها عداوة بالغة مع معلم من حارة شعبية، والمسلسل يضم مجموعة كبيرة من النجوم، والنجمات.

أيضاً التحقت، أخيراً، بمسلسل «وتقابل حبيب»، فماذا عنه؟

هو دراما اجتماعية رومانسية مملوءة بالقضايا الاجتماعية، أمام النجمة ياسمين عبد العزيز، ومجموعة كبيرة من الفنانين، تأليف عمرو محمود ياسين، ومن إخراج محمد الخبيري، وسيعرض خلال موسم الدراما في شهر رمضان المقبل.

* القاهرة: نادية سليمان