15 ديسمبر 2024

هند باز: دوري في مسلسل «العميل» أخرجني من إطار البنت الدلّوعة

محررة متعاونة

مجلة كل الأسرة

بعد غياب عن الشاشة، تطلّ الممثلة هند باز في مسلسل «العميل» بدور جديد، ومختلف عن كل ما قدمته سابقاً. باز فتحت ذراعيها للتمثيل مجدداً، بعد أن كرّست كل وقتها خلال الفترة السابقة للاهتمام بأولادها، وتشير إلى أن دور «نيرمين» أنصفها كممثلة، وشعرت بأنها قدّمت من خلاله عدّة شخصيات في شخصية واحدة، ولكنها في الوقت نفسه، أكدت أن الوسط الفني تغيّر، ولا تجد تفسيراً للخلافات التي تحصل بين الممثلات، مشيدة في الوقت نفسه بالصداقات التي كوّنتها في مسلسل «العميل».

مجلة كل الأسرة

هل استطاع دورك في مسلسل «العميل» أن يعوّضّك شغف المهنة بعد فترة من الغياب؟

طبعاً، ولا شك في أنني أحلم بالأكثر.. دور «نيرمين» أنصفني تمثيلياً.. عندما اتصلوا بي من «إم بي سي» قالوا لي إنك تستحقين دوراً أكبر، فأجبتهم بأنني لا أهتم بعدد المشاهد، بل بمضمون الدور، ثم سألت عمّا إذا كان هناك مشاهد أساسية، أو رئيسية، وهل الدور يتطلب ممثلة؟ فقيل لي إن الدور يحتاج إلى فنانة ممثلة، وتملك قدرات تمثيلية لأنه صعب، كما سألت: هل فيه نقلة في الشخصية؟ فكان الردّ بالإيجاب، ولذلك قبلت به. وهذا الدور أخرجني من إطار البنت الدلّوعة والرومانسية والكوميدية الناعمة الذي وضعوني فيه، وأنا كنت أسأل دائماً لماذا لا تُعرض عليّ أدوار الفتاة الشرّيرة؟ وكان الجواب لأن وجهك طفولي، مع أنني أعرف أنني ممثلة، ويفترض بي أن أقدّم كل الأدوار، إلى أن وصلني هذا الدور. وأنا قبلت به لأنه أعجبني، عدا عن أنه يعرض على «إم بي سي» التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية، وعندما ألتقي بأناس من مختلف الدول العربية يسألونني عن دوري فيه، وهذا يعني أن التجربة كانت كلها ايجابية.

من بين الأعمال المشتركة والتركية المعرّبة والأعمال المحلية، أيها تفضلين؟

أحب أيضاً المشاركة في الدراما المصرية. سبق أن عُرضت عليّ أعمال من مصر، ولكنها كانت جريئة، ورفضتها لأنني أنتمي إلى بيئة محافظة، وحالياً لا مشكلة عندي في المشاركة في أعمال مصرية، لأنني تخلّصت من عقدة الخوف على أولادي، وتجربة إسطنبول ساعدتني على ذلك كثيراً. أنا أتحدّى نفسي وعقلي، وأشعر اليوم بأنني مستعدة للمشاركة في أيّ عمل، في أيّ بلد.

مجلة كل الأسرة

وهل الفرص متوفرة أم محدودة؟

لا شك في أن الفرص محدودة، وهناك تراجع في عدد الأعمال اللبنانية، عدا عن الأوضاع الحالية، وهناك شركتان فقط، تقومان بالإنتاج، ولكن لا أعتقد أن الوضع سوف يستمر على ما هو عليه اليوم. المسرح بدا في أوج نشاطه، ولمشاهدة أيّ عمل مسرحي بات الأمر يحتاج إلى الانتظار أسبوعاً كاملاً، لشراء بطاقة، وأنا كنت بصدد التحضير لمسرحية، ولكن تلقيت عرض «العميل»، ووافقت عليه.

يبدو أنك تفضلين المسرح؟

أنا أقول دائماً إنني دخلت التلفزيون عن طريق الخطأ، وفضل الراحل مروان نجار كبير عليّ، وعلى عدد كبير من الممثلين في هذا المجال، وكانوا في أعمار صغيرة، وأذكر أنه عندما أرسل في طلبنا قلت له أنا لا أحب التلفزيون، فأجابني لا مانع من التجربة، وهذا ما حصل فعلاً، وكان وجه الخير عليّ. وصرت أصوّر مسلسلاً جديداً عند الانتهاء من تصوير الذي سبقه، ومن ثم تنقلت بين المسرح والتلفزيون، كما أنني شاركت في 3 أعمال في الإمارات، ومسرحية «سيدة اللوحات» التي جمعت بيني وبين ممثل سوري قبل الإنجاب عندما تزوجت، وأقمت فيها، وترشحت عنها لجائزة أفضل ممثلة عربية، ولكن شريكي فاز بالجائزة. كما شاركت في المسلسل الكوميدي «زمن طناف» الذي فاز بالمرتبة الأولى عند عرضه في شهر رمضان، ومن بعده في مسلسل «متعب القلب»، و«عائلة من هذا الزمان»، مع مأمون البني، كما تعاونت أيضاً مع عارف الطويل، وبعد أن أنجبت ابني ابتعدت عن التمثيل.

مجلة كل الأسرة

وكيف تتحدثين عن دورك في «العميل» مقارنة مع أدوارك الأخرى؟

هو الدور الأصعب تمثيلياً، وأنا أحببت التطوّر في الشخصية، وشعرت بأنني أعيش عدة شخصيات في شخصية واحدة. هذا الدور فاتحة خير لأعمال مقبلة، وكما يعيش المسرح مرحلة نشاط كبيرة، فإنني أعتقد أن الدراما اللبنانية سوف تعود.

تتحدثين عن هذا الدور كأنك أصبحت أكثر نضجاً؟

طبعاً.. أولاً أنا أم، والأمومة تجعل الإحساس عالياً جداً، وثانياً مررت بالكثير من التجارب خلال السنوات الماضية، وتعلّمت الكثير، ثالثاً أنا اشتقت إلى المهنة، وهناك من سألني: هل ما زلت تجيدين التمثيل بعد فترة غياب طويلة؟ فقلت لهم ما هذا السؤال؟ أنا عدت بشغف، وتحمّلت مسؤولية الدور، وكنت متشوقة لتقديم دور صعب ومركّب، والوقوف أمام ممثلين كبار.

كلّنا نلاحظ الحروب بين الممثلات ولا أجد سبباً لذلك

هل شعرت بتغيير في أجواء الوسط بعد العودة؟

نعم، ولن أخفي ذلك.. يوجد أشخاص جيّدون في الوسط، وأنا كسبت العديد من الأصدقاء من خلال مشاركتي في «العميل»، وفي الوقت نفسه شعرت بأن هناك تغييراً في النفسيات، بينما في أيامنا كانت المحبة تهيمن على المهنة، وهذا الأمر لا يقتصر على مهنة التمثيل، بل هو منتشر في كل العالم، ولم يعد هناك طيبة ومحبة بين الناس. المجال تغيّر، وكلنا نلاحظ الحروب بين الممثلات، ولا أجد سبباً لذلك، خصوصاً أن كل ممثلة لديها جمهور يحبها، ويشجعها، وجمهور آخر لا يحبها، ولا أحد يحل مكان الآخر، مع أن الفرص يمكن أن تتاح لممثلة أكثر من أخرى.