تعتبر الفنانة بسمة داود مشاركتها في فيلم «إسعاف» الذي يجمع بين التراجيديا والتشويق والكوميديا، إضافة جديدة لرحلتها الفنية، خاصة أنه أول تجربة لها في سينما خارج حدود مصر..
حيث يعد الفيلم أول تعاون لها مع سينما المملكة العربية السعودية، ليكون الفيلم محطة مهمة لها، وليضاف إلى مجموعة الأدوار التي تميزت من خلالها خلال الفترة الأخيرة، وتحديداً شخصية «نهلة» في مسلسل «الوصفة سحرية»، وغيرها من الأدوار، التي كانت محور الحوار معها:
نتحدث في البداية عن تجربتك في السينما السعودية، وكيف جاءت؟
عندما عرض عليّ الدور كنت سعيدة جداً باختياري لهذه التجربة، خاصة أن العمل يشهد تعاوناً لي مع السينما السعودية، ومشاركتي أمام عدد من نجوم المملكة المميزين، إبراهيم الحجاج ومحمد القحطاني وحسن عسيري وفيصل الدوخي وفهد البتيري وعلي إبراهيم ولطيفة المقرن ونيرمين محسن وغيرهم، مع ظهور مميز للنجم أحمد فهمي، وسعيدة أيضاً بتلك النقلة الفنية التي تشهدها المملكة، وأكثر ما لمسته هناك هو الشعب السعودي أهل الكرم والعشرة الطيبة.
ما هي طبيعة الفيلم، ودورك فيه؟
أجسد شخصية «لينا»، فتاة مصرية تعيش في مدينة الرياض، وهو دور بارز يضفي على حبكة الفيلم عمقاً خاصاً، والفيلم قصة مشوقة فيها التراجيديا والكوميديا والإثارة، تدور حول مغامرات مسعفين يعملان في العاصمة السعودية الرياض، «عمر» الذي يؤدي دوره الفنان إبراهيم الحجاج، وهو شخصية تتميز بروح مرحة يسعى لخوض التحديات والمغامرات، و«خالد» الذي يقوم بدوره الفنان محمد القحطاني، وهي شخصية جادة ومسؤولة، وغالباً ما يجد نفسه في مواقف حرجة بسبب زميله «عمر»، وأقدم من خلال الفيلم التراجيديا والكوميديا والتشويق.
ما الذي شجعك للموافقة على خوض هذه التجربة؟
تشجعت للتجربة وأحببتها لأسباب عديدة، أهمها أنها خطوة جديدة ومهمة بالنسبة لي في مشواري السينمائي، خصوصاً أن تكون في سينما المملكة العربية السعودية، وأمام هؤلاء النجوم، فضلاً عن طبيعة العمل المشوقة، فالفيلم يجسد روح العمل الجماعي والتحديات التي يواجهها المسعفان يومياً، وسط أجواء مملوءة بالمغامرات والمواقف غير المتوقعة، والتي تعزز في الوقت نفسه الجانب الإنساني في هذه المهنة، فضلاً عن أن الفيلم يعد خطوة جديدة ومهمة في مجال الإنتاج السينمائي العربي المشترك؛ إذ يمهد لآفاق أوسع في التعاون بين السعودية ومصر في مجال صناعة الأفلام السينمائية، ما يجعله علامة بارزة للأعمال السينمائية العربية المعاصرة.
قدمت مؤخراً شخصية «نهلة» في «الوصفة السحرية»، فما الذي حمّسك لهذا العمل؟
ما حمسني جداً له أن الشخصية جديدة بالنسبة لي ومختلفة، وكان أول شيء عرفته عنها أنها شخصية فتاة «محجبة»، وبعدما قرأت تفاصيل الدور اكتشفت جوانب أخرى عديدة في الشخصية، شعرت بأنها جذبتني وأثارت اهتمامي، فزاد حماسي لها.
في المسلسل كانت «نهلة» زوجة للفنان إسلام جمال.. فكيف كان التعاون معه؟
هذه ليست المرة الأولى التي أعمل فيها مع الفنان إسلام جمال، فقد سبق وشاركت معه في عدة أعمال من قبل وحدث بيننا تفاهم فني كبير، وهذا ساعد على أن تأتي مشاهدنا معاً تلقائية وطبيعية.
ضم العمل عدداً كبيراً من الفنانات، فهل كانت هناك منافسة بينكن؟
التنافس الذي يخرج أفضل ما في كل منا، تنافس في إطار تفاهم وتناغم لتقديم أفضل ما لدينا، فكان هناك تفاهم كبير بيني وبين كل نجمات العمل، شيري عادل ولقاء سويدان وهيدي كرم وكارولين عزمي، فمشاهدنا كانت صادقة وحقيقية؛ لأننا صرنا صديقات خلال فترة تصوير المسلسل، وبالنسبة لي عندما يكون هناك تفاهم مع الفنان الذي أعمل معه، نصوّر مشاهدنا بكل صدق ويظهر ذلك على الشاشة.
ما هو أهم مشهد شعرتِ بصعوبته في المسلسل؟
هناك الكثير جداً من المشاهد الصعبة، إن لم يكن أغلبها، لكن هناك مشهد المواجهة، كان مختلفاً عن بقية المشاهد الشخصية، وبعد أن انتهيت من تصويره سمعت تصفيقاً في البلاتوه مع بكاء وحزن وتأثر بالموقف كبير جداً، وقتها تمنيت أن يصل هذا الإحساس للمشاهدين بالصدق نفسه ويترك التأثر نفسه، فهو من المشاهد المهمة جداً بالنسبة لي، ووجدت سيدة من العاملات في البلاتوه تقترب منيّ وتقول لي «لقد حدث معي مثلما حدث معك تماماً، وقلت كلامك نفسه وشعرت بإحساسك نفسه»، هذه الكلمات كانت شهادة مهمة بالنسبة لي.
كيف كانت ردود فعل الجمهور؟
ردود فعل أكثر من رائعة على المسلسل ودوري بشكل عام، لكن كنت أترقب ردود الفعل على مشهد المواجهة، فوجدت ردود فعل رائعة كما تمنيتها وأكثر كثيراً، وشعرت بكم كبير من الحب والتقدير، فعندما يقدم الفنان دوره بإخلاص يصل إلى قلوب الجماهير مباشرة.
شاركتِ أيضاً في مسلسل «تيتا زوزو»، كيف وجدت شخصيتكِ فيه؟
بالفعل، فقد انضممت إليهم بعد بدء التصوير، وقدمت خلاله شخصية «ريم» الفتاة العملية جداً والمرحة، وهي شخصية على النقيض تماماً من شخصية «نهلة»، والحمد لله لفتت انتباه الجمهور وتحديداً الفتيات في مثل عمر «ريم»، خاصة الخط الدرامي الذي ربطها بالشخصية التي قدمها الفنان محمد كيلاني، كما سعدت جداً بمشاهدي مع النجمة الكبيرة إسعاد يونس، فهي فنانة رائعة وتشيع أجواء من الحب والبهجة داخل البلاتوه، وتساعد الصغير والكبير.
البطولة المطلقة لا تشغلني ولا أستعجلها، وأتركها لوقتها
بعد هذا النجاح الكبير، هل بدأتِ التفكير في البطولة المطلقة؟
أي فنانة لابد أن تفكر في البطولة المطلقة، لكنها لا تشغلني ولا أستعجلها، وأتركها لوقتها، فأنا كل ما يشغلني في أي عمل ليست مساحة الدور بل مساحة التأثير الدرامي، فالأمر ليس في عدد المشاهد، بل ماذا أقدم. فعلى سبيل المثال، سبق وشاركت في مسلسلي «إيجار قديم» و«ملوك الجدعنة» وقدمت فيهما دراما جيدة ولم يشغلني حجم الدور، فمن الممكن أن أقدم دوراً صغيراً، ويكون مؤثراً أكثر من دور البطولة.
هل هناك أدوار بعينها يمكن أن ترفضيها؟
أنا ممثلة، ويجب ألا أرفض أي دور إذا ما توافرت فيها كل العناصر الجيدة، من رسم الشخصية وتفاعلها في الأحداث وتأثيرها، بغض النظر عن بيئتها الاجتماعية أو عملها، أو تفاصيل ملامحها، رومانسية أو واقعية، طيبة أو شريرة، المهم أن تكون شخصية تضيف لرصيدي.
إذن هل هناك دور بعينه تتمنين تقديمه الفترة المقبلة؟
أتمنى تقديم دور أكشن نسائي، فقد سبق وقدمته من قبل في مشهد واحد بمسلسل «كشف مستعجل»؛ لذا لم يشبع رغبتي في تقديم هذه النوعية من الأعمال، وأتمنى أن تتاح لي الفرصة وتقديمها، فأنا أتدرب طوال الوقت على «كيك بوكسينج»، والحركات الصعبة، كما تعلّمت ركوب الدرجات البخارية، وأنتظر الفرصة.
هل تقلقك المشاركة في عمل من تأليف زوجك السيناريست هاني سرحان؟
بالعكس، أتمنى أن أشارك في عمل من تأليفه، ولن يقلقني أو يضايقني تعليق بعض الناس بأنني أعمل من تأليف زوجي، لسبب بسيط، وهو أنني ممثلة ولي أعمالي وأدواري قبل أن نتزوج، وقبل أن نتعرف على بعضنا، لذلك إذا ما وجدت دوراً مناسباً لي في عمل من تأليفه سأكون سعيدة جداً ويكون إضافة لي؛ لأنه مؤلف متميز جداً وأعماله كلها ناجحة ومشرّفة.
إعداد: القاهرة - نادية سليمان