09 يناير 2025

ترعى الخطوات الأولى لابنتها.. عودة الساحرة كلوديا شيفر إلى شبابها

كاتبة صحافية

الدمية التي خطفت القلوب حال ظهورها
الدمية التي خطفت القلوب حال ظهورها

لأوّل مرة تظهر صورة عارضة الأزياء كلوديا شيفر، مع ابنتها كليمانتين، على غلاف إحدى المجلات هذا الأسبوع. صورة تستدعي الكثير من الدهشة، لأن العارضة الألمانية الشهيرة ما زالت «بكامل مشمشها» على حدّ قول شاعرنا محمود درويش، على الرغم من بلوغها من العمر 55 عاماً. بل إن مجلة فرنسية نسائية بارزة كتبت تقول إن كلوديا وكليمانتين تبدوان مثل شقيقتين.

مجلة كل الأسرة

غلاف مجلة «بوب» يلفت النظر. فمن الواضح أن البنت جميلة، لكنها لا تشبه والدتها تماماً، وقد تكون بشبابها الغضّ أكثر جاذبية منها. أي أن لكل منهما نمطها الخاص من الملاحة. لكن الجيل الذي عاصر ظهور كلوديا على منصات العرض العالمية، قبل ثلاثين عاماً، ما زال يذكر تلك القنبلة الموقوتة الشقراء التي انفجرت في عالم الموضة، وأصبحت العارضة التي يتسابق كبار المصممين على استدعائها لتكون نجمة كل المواسم. كانت تمتلك وجهاً ملائكياً، قادراً على تقمّص كل أدوار الأنوثة، من براءة الأطفال في عينيها، حتى أقصى درجات الغواية في نظراتها، ومشيتها.

عينان غامقتان ذكيّتان، وشعر أشقر مسترسل، وفم من كرز ناضج، ومسحة قليلة من الأصباغ، صفات دفعت الوسط السينمائي إلى مقارنتها بالممثلة الفرنسية بريجيت باردو التي كانت قد اعتزلت، وتفرغت لرعاية الحيوانات. كان في كلوديا نزق مراهقة شبيه بما كانت عليه بريجيت يوم ظهرت في فيلم «وخلق الله المرأة». لم نكن قد دخلنا عصر «البوتوكس»، و«الفيلرز»، والنفخ، والشدّ، ونحت ملامح الوجه. لكن القاسم الأعظم بين الاثنتين كان سرعة بلوغهما فضاء النجومية من دون أي جهد يذكر.

كليمانتين ابنة كلوديا
كليمانتين ابنة كلوديا

البنت تأبى دخول عالم الأم

وعودة إلى كليمانتين، ابنة كلوديا، فإنها لا تبدو مهتمة بتكريس حياتها لمهنة عرض الأزياء. وهي على الأغلب، تتسلى بالظهور على المنصات، مثلما حدث في عرض «ديور». إن هذه الصبية لم تشهد تلك الثورة التي أحدثتها أمها مع زميلاتها سيندي كراوفورد، وناومي كامبل، وليندا إيفانجلستا، في تلك السنوات التي كان فيها العالم يودّع القرن العشرين. وإذا كانت بعض بنات العارضات السابقات قد سِرن على نهج أمهاتهنّ، مثل كايا ابنة سيندي، فإن كليمانتين تتطلع لاقتحام مجال آخر. أي أن ظهورها في عروض الأزياء وأغلفة المجلات ليس أكثر من بطاقة تعريف يمكن أن تقودها إلى الشاشة الفضية، مثلاً، أو تأتي لها بعريس من أصحاب المليارات.

نشرت البنت صورة غلاف «بوب»، وكتبت في «إنستغرام» تشكر فريق عمل المجلة على تلك اللحظات السعيدة التي سمحت لها بمشاركة والدتها غلاف المجلة. ومن جانبها نشرت كلوديا تعليقاً جاء فيه أنها تشرفت بتقاسم الغلاف مع كليمانتين، ووصفت ابنتها بأن لها روحاً إبداعية، وهي ترى مكانها خلف الكاميرا لا أمامها. فهل المقصود ميل البنت إلى مهنة الإخراج؟

الدمية التي خطفت القلوب حال ظهورها
الدمية التي خطفت القلوب حال ظهورها

لماذا هاجمت مواقع التواصل كلوديا شيفر؟

مهنة ليست بعيدة عن محيط العائلة، نظراً لأن زوج كلوديا، ووالد كليمانتين وشقيقتها كوزيما، هو المخرج البريطاني ماثيو فاجن. وكانت عارضة الأزياء قد فاجأت المصورين بحضورها في لندن العرض الأول لفيلم «آرجيل»، من إخراجه. وسبب المفاجأة أنها كانت تحمل حقيبة على الظهر يطل من نافذة فيها وجه قطة، والحقيبة تنسجم مع الفيلم. فتلك القطة هي قطة كلوديا الحقيقية، وهي أيضاً تظهر في الفيلم مع باقي الممثلين. لكن الحقيبة لم تمرّ مرور الكرام، حيث امتلأت مواقع التواصل بالهجوم على العارضة الألمانية التي تستخدم حيواناً بريئاً مثل «إكسسوار» لأناقتها، وفستانها الذي يحمل توقيع «فيرساتشي».

مجلة كل الأسرة

اعتزال كلوديا شيفر وزواجها

تبدو كلوديا شيفر سعيدة بعودتها إلى الظهور على غلاف مجلة، رغم أن صورتها كانت قد تصدرت أكثر من 100 غلاف لمجلة «فوج»، ذات الشهرة العالمية، وهو ما لم يحدث لغيرها. لقد عرفت متى تعتزل، وتتوقف عن العمل. ففي عزّ مجدها التقت بالرجل الذي سيصبح شريك حياتها، المخرج ماثيو فوجن. كانت تبلغ من العمر 22 ربيعاً، وقد رزقا بثلاثة أبناء: كاسبار (21عاماً)، وكليمانتين (20 عاماً)، وكوسيما (14 عاماً). ولم تظهر صور الأبناء إلا نادراً في الصحف، لأن الوالدين اتخذا قراراً بحمايتهم من «الباباراتزي» في صغرهم. لكن هذا القرار تراجع بعد أن كبرت كليمانتين، وصارت تنشر صورها في مواقع التواصل. وهي حين بلغت سِن المراهقة كانت «تسرق» ثياب والدتها، وترتديها لكي تتصور بها. لقد نشأ أبناء كلوديا في مزرعة تقع في الريف الإنجليزي، تتوسطها فيلا تضم 14 حجرة، ويبلغ ثمنها 9 ملايين دولار. وفيما بعد، اشترى الاثنان منزلاً آخر في بقعة أبعد من الريف البريطاني، وراحت الأسرة تتنقل بين المنزلين، حسب المواسم.

مجلة كل الأسرة

كيف انطلق «صاروخ» كلوديا شيفر في عالم الأزياء؟

بعد اعتزالها عرض الأزياء، مارست كلوديا الإنتاج، والإخراج السينمائي، مثل زوجها. لكنها ما زالت تحتفظ بتلك الذكرى العزيزة على قلبها يوم اختارها المصمم كارل لاجرفيلد لكي تكون سفيرة لأزيائه، وتخلف الفرنسية إينيس دو لا فريسانج. انطلقت في فضاء الشهرة وكانت أول «توب موديل» يصهرون لها تمثالاً في متحف الشمع في باريس، عام 1995. وهي في الحقيقة كانت تلميذة مجتهدة ومتفوقة في الرياضيات، والكيمياء. تعلمت العزف على البيانو، ورقص «الباليه»، مثل بنات الطبقات الميسورة، وتتمنى لو تعمل في مهنة «حقيقية»، أي أن تصبح محامية تعمل في مكتب المحاماة الخاص بوالدها. ثم يشاء القدر أن ترتاد مرقصاً في دوسلدروف، وتقع عليها عينا ميشيل لوفاتون، صاحب وكالة «متروبوليتان» للعارضات. وبعد عام من ذلك اللقاء وقّعت أول عقد في حياتها مع شركة «جيس» للأزياء.

مجلة كل الأسرة

خلال سنوات تألقها ارتبطت بقصة حب مع آلبرت، أمير موناكو، ثم مع الساحر دافيد كوبرفيلد. كما نصب عليها «الواد التقيل» محترف ابتزاز الجميلات تيم جيفريز. فبعد 3 سنوات في المهنة أصبحت كلوديا شيفر العارضة الأعلى أجراً في العالم. وكانت تكسب 10 ملايين دولار في السنة. وتقدّر ثروتها اليوم بأكثر من 120 مليون دولار. فمن الأزياء انتقلت للتمثيل، كما أطلقت مجموعة من الثياب المصنوعة من الكشمير تحمل اسمها، قبل أن تتوقف عن العمل عام 2003. وبفضل شهرتها فقد اختارتها المنظمة العالمية للطفولة «اليونيسيف» سفيرة لها.

اقرأ أيضاً: المؤثرة ذات الشعر الفضي كارولين إيدا.. عارضة أزياء عمرها 63 عاماً تحسدها آلاف النساء