أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وبات صنّاع المحتوى والمشاهير من أهم الشخصيات المؤثرة في الرأي العام. ومع ذلك، فإن هذا الجانب الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي يصاحبه العديد من الآثار السلبية في صحة هؤلاء المؤثرين، وحياتهم الشخصية والمهنية.
خلال لقاء «كل الأسرة» مع عدد من صنّاع المحتوى والمشاهير خلال مشاركتهم في قمّة المليار متابع التي أقيمت، أخيراً، في دبي، أوضحوا أن صانع المحتوى لا يفترض أن يظهر سوى الجانب المشرق والسعيد من حياته اليومية، وأن سبب نجاحهم هو ما يقدمونه من طاقة إيجابية لمتابعيهم، ولكنهم في المقابل يتحملون آثاراً سلبية لهذه الشهرة، وهو ما لا يعلمه المتابعون.
تقلص الدائرة الاجتماعية لصانع المحتوى
يقول اليوتيوبر ناجي القاق «ما يراه المتابعون على الشاشة هو الجانب الممتع في المحتوى فقط، ويمثل 5 في المئة من حجم المعاناة التي نعيشها خلال التصوير، والمونتاج، فالأمر يستغرق ساعات طويلة، وضغطاً عصبياً كبيراً، وقد تقلصت دائرتي الاجتماعية جداً، وخسرت العديد من الصداقات والعلاقات».
مواجهة فقدان الشغف
تطارد علي وعبد الله الششتري، الكثير من الأفكار السلبية خلال الليل، والسبب هو التفكير في ما سيقدمانه غداً لمتابعيهما، ويسألان نفسيهما: هل فقدنا الشغف؟ ما الفكرة الجديدة التي ستعجب الجمهور؟ ما رأي المتابعين فيهما؟ إضافة إلى متابعة الترند.. ولفتا في حديثهما إلى عدم قدرتهما على التوقف عن العمل المستمر.
الشعور بالتقصير تجاه الآخرين
من جهتها، تشعر صانعة المحتوى سارة الورع بالتقصير تجاه الأصدقاء، وأفراد أسرتها، بسبب الانشغال بالتصوير، وإعداد الفيديوهات، أما زوجها المؤثر وصانع المحتوى غيث مروان، فقد صرّح بأنه يعاني الشائعات التي تلاحقه ،هو وأسرته، باستمرار، الأمر الذي يسبب له أضراراً، نفسية ومعنوية.
إصابة صنّاع المحتوى بالحسد
لا يخفي صانع المحتوى بدر الشمري خوفه من الحسد، ويقول «أصبحت لا أشارك الصور والفيديوهات إلا بعد عودتي من رحلة أو فعالية مميزة، فلا أنكر أنني أخشى الإصابة بالعين والحسد، وهذا ما حدث لي في مرات عدة سابقاً».
صنّاع المحتوى يصابون بالإحباط
وبالنسبة إلى وليد المصراتي، صاحب المحتوى السياحي، فهو يخفي افتقاده للشغف تجاه فكرة السفر، وتعرّضه للإحباطات بسبب ما يتعرّض له في رحلات السفر، خصوصاً في ما يتعلق بالطعام المتوفر في الرحلة، أو اختلاف الجدول، والترتيبات.
ابتعاد الأصدقاء بسبب انشغال صنّاع المحتوى
لاحظت أمينة حسين ابتعاد بعض الأصدقاء عن دائرة المقرّبين منها، بسبب انشغالها المستمر بالتصوير، والعمل المصاحب للـ«سوشيال ميديا»، لكنها اكتسبت أصدقاء آخرين يعملون في مجالها نفسه، ولديهم ظروف وحياة متشابهة.